يمثل الجانب المعنوي الجانب الرئيسي للمعركة وللصراع وفي مواجهة التحديات ويعطيه القرآن أهمية كبرى وهي مسألة بديهية لدى البشر الذين أجمعوا في كل الدنيا أن الجانب المعنوي رئيسي جدا في معادلة الصراع والمواجهة ولذا هناك أشياء كثيرة جدا تتجه صوب الجانب المعنوي لتقويته وتعزيزه، لاحظوا في هذا العصر مثلا من أكثر ما تمتلكه قوى الطاغوت وتركز عليه وتعتمد عليه بشكل كبير جدا إمكاناتها الإعلامية لديها ماكنة إعلامية كبيرة جدا وقوة إعلامية هائلة تعتمد عليها بشكل كبير في خوض معركتها ضد المستضعفين وضد المظلومين المضطهدين وتمثل إمكاناتها الإعلامية سلاحا رئيسيا وقبل السلاح العسكري وهو الذي تعتمد عليه في إعطاء خطواتها العسكرية تأثيرات كبيرة في الساحة فتمهد لأي خطوة عسكرية بالإعلام تمهد بل تحارب به وتحقق من خلاله تأثيرات في الساحة تأثيرات في الرأي العالمي تستهدف هذا الإنسان في تفكيره وفي رؤيته وفي فكرته قد تصنع متغيرات في كثير من المناطق في كثير من البلدان تؤثر في الناس أحيانا وتغير موقفهم بالكامل وتحركهم في اتجاه خاطئ من خلال هذه الماكنة الإعلامية هذه الإمكانات الإعلامية تلك القدرات الإعلامية التي تشتغل بوسائل وأساليب كثيرة جدا أساليب ووسائل متنوعة ومتعددة وتستهدف أيضا كسر الروح المعنوية وزرع حالة الإحباط واليأس وتعزز نظرة الانبهار بها وبقدراتها حتى يصل البعض في انبهاره وتأثره إلى حد اليأس والشعور بالعجز التام عن إمكانية المواجهة أو الخروج عن هذا الاتجاه وحتى يرى البعض في هذا الاتجاه لقوى الطاغوت والاستكبار اتجاها مصيريا وحتميا وغالبا ولا يستطيع أحد أن يقف في وجهه وما من خيار إلا الدخول فيه والانضواء تحته، هذه حالة خطيرة جدا الجانب المعنوي هو الأساس إذا امتلأ الناس بإيمانهم الواعي إيمانهم الواعي، الإرادة المعنوية والقوة المعنوية اللازمة في مواجهة الطاغوت والاستكبار تتغير المعادلة تماما تتغير المعادلة تماما، وهذا ما كان في تلك المرحلة، مثلا في مرحلة زمن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ولها شواهد مما قبل مع الأنبياء في الماضي ما قبل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وما بعد أيضا في التاريخ ولها شواهد في تاريخنا المعاصر في زمننا هذا، الجانب المعنوي جانب رئيسي يجب أن نعي ذلك وأن نعمل عليه وأن نركز عليه وأن نشتغل عليه والإنسان المؤمن المرتبط بهدى الله سبحانه وتعالى والمتوكل على الله سبحانه وتعالى والمستوعب لهدى الله الذي يصغي للهدى ويتفهم هذا الهدى، هو في المقدمة يستفيد هذه الطاقة المعنوية وهذه المعنويات العالية التي تساعده في مواجهة هذه التحديات الكبرى ولاحظوا قوى الطاغوت والاستكبار هي تعمل أشياء كثيرة جدا ترجع كلها إلى هذا الجانب إلى التأثير على الجانب المعنوي لدى الإنسان في فكره أو في نفسيته وإرادته المعنوية في صموده إذا أصيب الإنسان بالانهيار المعنوي كسرت إرادته وتغير موقفه وبالتالي وصلوا إلى إمكانية السيطرة عليه، ولذلك نلحظ في معركة بدر أن الإمداد الإلهي بالملائكة ما الذي كان يهدف إليه إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا كان الدور المعنوي رئيسيا في مهمة الملائكة عندما نزلوا في معركة بدر وتحركوا بين أوساط المؤمنين كان مهمة أساسية وكان هذا الدور فثبت الذين أمنوا هو دور معنوي دور معنوي على أساس أن يسعوا لرفع معنويات المؤمنين فيما يساعدهم على الثبات، ولاحظوا أيضاً في كثيرٍ من التدابير الإلهية (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) جملة من التدابير هادفة إلى رفع المعنويات ولذلك من المهم جداً التركيز في الصراع مع الأعداء على الجانب المعنوي وعلى مستوى الفكرة والرؤية وعلى مستوى الحالة النفسية في الأمل في الصمود في الثبات في الإباء، الجانب المعنوي فيه جوانب متعددة الفكرة أولا:
أن لا تفقد الأمل بالله سبحانه وتعالى ألا تفقد ثقتك بنصر الله وبإمكانية نصر الله حتى لو حصل أحياناً تراجعات أو هزائم هي لخلل في الواقع العملي هي للمشاكل العملية لكن لا تنظر إلى المسألة أنها مسألة معادلات حتمية لا يمكن كسرها، لا، كن دائماً الوثوق بالله وبنصره دائماً هذه مسألة إيمانية إذا خسرها الإنسان خسر إيمانه إذا ساء ظنك بالله سبحانه وتعالى وبوعده بالنصر أصبح عندك مشكلة إيمانية لم تعد مصدقاً بوعد الله مثل ما حصل لبعض المنافقين والذين في قلوبهم مرض في غزوة الأحزاب وصلوا إلى مستوى سوء الظن بالله سبحانهُ وتعالى إلى أن يقولوا (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) فالجانب المعنوي عمادهُ أساسهُ الثقة بالله، الثقة العظيمة بالله سبحانهُ وتعالى والوعي بطبيعة التقلبات في الميدان، أن الانكسارات في بعض الأحيان هي ناتجة عن خلل عن تقصير عن تفريط وليس أن هناك معادلات ثابتة لا يمكن كسرها، أن العدو لأنهُ يمتلك إمكانات أكثر لا يمكن أن نصمد بوجهه لا، هذا غير صحيح أبداً.
الشواهد على مر التاريخ وفي زمننا هذا عشناها وشاهدناها ورأيناها في واقعنا وفي واقع غيرنا تثبت غير ذلك يمكن هزيمة العدو الأقوى عدةً والأكثر عدداً إذا توفرت في واقع المؤمنين والمستضعفين أسباب وعوامل النصر المعنوية والعملية، إذا أخذوا بتلك الأسباب انتصروا، إذا فرطوا إذا قصروا إذا حصل عندهم خلل إذا حصل عصيان إذا حصل سبب من تلك الأسباب العملية هذا يؤثر عليهم يؤثر عليهم في الواقع هذه مسألة في غاية الأهمية على مستوى الرؤية والفكرة على مستوى النفوس الإباء والعزة والقوة النفسية والكرامة والإحساس بالكرامة هذه مسألة مهمة جداً يربي عليها القرآن ويربي عليه الإسلام النفس البشرية حتى يكون الإنسان في نفسه المتشبعة بالكرامة ونفسه المتربية على الإباء غير قابل بالانكسار غير قابل للهزيمة غير قابل للضعة والهوان والإذلال وكذلك على مستوى مكارم الأخلاق وكذلك على مستوى وعي الإنسان بحقيقة الأحداث وخلفياتها ونتائجها كذلك على مستوى ارتباط الإنسان بالمدد الإلهي حتى بالحالة التي يشعر فيها بالضعف والوهن يرجع إلى الله يستمد منه على الدوام الطاقة المعنوية يطلب منهُ أن يفرغ عليه الصبر ربنا أفرغ علينا صبراً يستمد منهُ العون على الدوام وهكذا ويحظى بهذه الرعاية الإلهية.
يتجه في الأساس جانب كبيرٍ من الرعاية الإلهية والدعم الإلهي والعون الإلهي يتجه إلى الحالة المعنوية لدى الإنسان فيمثل ذلك عاملاً كبيراً في النصر، يبقى هناك اعتبارات أخرى الإعداد بما نستطيع من قوه الصمود والثبات الحذر من التنازع الطاعة والانضباط التحرك بشكل منظم وفاعل جملة من التدابير والإجراءات التي تحدثت عنها السورة المباركة سورة الأنفال التي تتضمن دروساً عظيمة ومهمة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
دروس من معركة بدر الكبرى - المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة 1439هـ 03-06-2018.