الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) كان رجلاً قرآنياً يعرف منهجية القرآن لا يخالفه، لا يتعداه ولا خطوة واحدة، ثم يأتي ليخوف الناس من القبر ومن الموت ومن.. ومن..؟! حتى يجعلهم ينكمشون ويخافون، هل هذا منسجم مع التوجيهات للتضحية في القرآن؟. لا.
إذا كنت تريد أن تعرف المسألة جلياً فانظر إلى القادة العسكريين وهم يعملون على رفع معنويات الجيش أثناء المواجهة.. اسمع البيانات العسكرية لتعرف كيف أننا نحن ونحن بشر أن هذه قضية مسلمة لدينا.
أنت قد تقول لأولادك إذا ما كنت في خصومة مع آخرين تنطلق لتشجعهم على التضحية.. أليس كذلك؟ هل ستنطلق وأنت تتحدث عن خصومة حادة مع طرف آخر قد تصل إلى درجة المواجهة ثم تجمع أولادك في غرفة في بيتك وتحدثهم عن القبر وعن منكر ونكير، وعن النعش وعن كذا؟. هل يمكن هذا؟ لا يمكن.. [أنتم رجال وليست إلا ميتة].. أليس هكذا يقولون؟ يشجعهم على الاستبسال وعلى التضحية.
من هو ذلك الأحمق الذي يمكن أن يعمل هذا مرة في حياته فيجمع أولاده ومعه خصم آخر ثم يحدثهم عن منكر ونكير، والقبر وضغطاته وأشياء كثيرة طويلة عريضة.
هل سيواجهون؟ أم سيأتي الصباح وكل واحد يبحث له عن مهرب ويقول: [يا خه الله غني سيعوضنا عن هذه، لا داعي أن يلقي واحد بنفسه من أجل هذه موت طويل عريض.. ومقابر كذا ونعش كذا.. وشدائد - إلى آخره -.. لا أريدها فليأخذوها].
هل يمكن أن يحصل هكذا منا نحن الناس؟ فكيف يمكن أن يحصل ممن نزل القرآن الكريم؟ وهو الذي يعلم بخصائص النفس البشرية، وهو الذي يعلم السر في السماوات والأرض، هل يمكن أن يصدر من رسول الله؟ الله اصطفاه، الله أكمله، هو نفسه يتبع ما يوحى إليه، وهو يعرف هذا القرآن بأبعاده، بعمقه، بغاياته البعيدة.. فهو لا يمكن أن يصدر منه كلمة واحدة، أو موقف واحد؛ لأنه معلم الأمة ومربي الأمة.. أليس كذلك؟ وهادي للأمة. لا يمكن أن يحصل من جانبه شيء يتعارض مع منهجية القرآن ولو على بعد ألف كيلو، ولو على بعد هناك.
نحن في هذا الزمن بالذات مرشدون، معلمون، متى ما أحب إنسان أن يقال: [خطبة جميلة، أما هذه الناس بكوا منها]. يبحث للأحاديث من داخل كتب الترغيب والترهيب، فيقدم الحديث الطويل العريض عن الموت والقبر.
الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله وعده ووعيده الدرس الثاني عشر
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 4/2/2002 م |
اليمن - صعدة


