مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ق. حسين بن محمد المهدي
{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أم مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}

القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة، ودستور المسلمين الذي يفيض بالخير والحكمة على المؤمنين؛ فهو صراط الله المستقيم، مَن تمسك به نجا، ومَن أعرض عنه ضل وهوى.

فهو منهاج الحياة، الذي يضع القواعد للعلاقات الإنسانية والاجتماعية، وهو الذروة في البلاغة والبركة في الوقت والعمر، وهو حبل الله المتين، والنور المبين، والشفاء النافع؛ عصمةٌ لمن تمسك به، ونجاةٌ لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، فهو مأدبة الله.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحمل الناس على القرآن حملًا، ويفاضل بينهم بمنزلتهم من القرآن، ويوصي مَن عجز عن القراءة بأن يستمع ويتفهم حتى لا يُحرم بركة الصلة الروحية بكتاب الله تبارك وتعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبَابِ}.

وفي الحديث النبوي: "مَن استمع إلى آيةٍ من كتاب الله كتبت له حسنةٌ مضاعفة، ومَن تلاها كتبت له نورًا يوم القيامة".

إن رفعة الدنيا والآخرة تكون بالقرآن، فقد جاء في الحديث: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين"؛ فهو نور يمنع من الضلال.

ومحاربة القرآن ومعاداته والوقوف ضده بمختلف الأشكال تدل على انحدار في القيم والأخلاق.

وما يحدث في أمريكا من محاربة فكرية، وثقافية، واجتماعية بقصد تشويه الأُمَّــة الإسلامية وحملة القرآن من قِبل مَن يريد أن يترشح في الانتخابات، لا تؤثر على القرآن؛ لأَنَّ الله جل وعلا تولى حفظه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

وإن مَن يظن أنه يسيء إلى القرآن فإنما يصم نفسه بعار الإفلاس، ويعرضها للذل والهوان.

إن الذي يسيء إلى كتاب الله إنما يسيء إلى نفسه ومجتمعه ونفسه، ويدل على تهوره وكفره وفسقه وعصيانه، وضعف بصيرته وعقله.

وذلك ليس جديدًا، فقد حارب القرآن قديمًا مَن اعوجّ في سلوكه وفكره: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا القرآن وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}، فغلبوا هنالك، وانقلبوا صاغرين؛ فمَن يغالب الله يُغلب، وإن التهور الصهيوني لن يفلح في مغالبة الله، فمَن يغالب الله يُغلب.

لقد جعل الله القرآن دليل هداية وإعجاز ليحيي به نفوس الخلق، فله فضل الأرواح في الأجساد، وجعله نورًا يضيء به ضياء الشمس في الآفاق، وخاطب نبيه بقوله سبحانه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.

ألا تروا أيها المكذبون الضالون كيف فعل القرآن بالأمة التي كانت مشتتة لا تجمعهم رابطة سياسية، أَو قومية، أَو دينية، بل تتحكم فيها العادات السيئة، ثم انقلب الحال بهم بعد مجيء القرآن، وتمسكهم به وجعلهم له مصدرًا لتشريعهم ودستورًا لأحكامهم، وربيعًا لقلوبهم، فأثابهم الله به عظيم الدرجات، وحين أهملوه وصلوا إلى ما وصلوا إليه من ضعف في الدنيا ورقة في الدين، ولو أنهم قرأوا القرآن وأنصتوا إلى أحكامه لعاد إليهم عزهم: {وَإِذَا قُرِئَ القرآن فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.

إن القرآن يشهد له التاريخ في كُـلّ زمان ومكان بأنه دليل هداية وفيض رحمة: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

وأنَّى لهؤلاء المستهزئين الجبناء الخاسئين أن يأتوا بمثله، فلن يستطيع الجن والإنس مجتمعين أن يأتوا بمثله: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القرآن لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}؛ {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

إننا ندعو هؤلاء المتصهينين إلى الإسلام، وإلى العودة إلى تحكيم القرآن قبل أن يهلكوا كما هلك مَن قبلهم من الطغاة والمفسدين: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأرسلنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخرين}.

فقضاء الله الحاتمُ وأمرُه الحاكم أن هؤلاء المتصهينين لن يستطيعوا أن يأتوا بشيء من مثل ما تحدى به القرآن، وإن لم يؤمنوا فسيصبحون وقودًا للنار: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}.

فقد أحاط علمُ الله بقصور جميع القوى مهما كانت عن تناول ما استنهضهم له القرآن بإعجازه، أَو بلوغ ما حثهم عليه من إعجاز آياته: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.

الشكر لكل من يرفعون أصواتهم ضد هذه الهجمة الصهيونية الخبيثة، خَاصَّةً قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وكل من سار على دربه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر