فنحن يجب أن نعالج هذه المشكلة في واقعنا العام، وعلى المستوى الثقافي، هذه المسألة تحتاج إلى تثقيف، إلى توعية؛ لنفهم أن هذا الموضوع مهمٌ جدًّا في ديننا، يعني: لنتعامل معه دينياً، أنَّ هذا الموضوع يرتبط به التزامات دينية، مبادئ دينية، أخلاق إسلامية، وأن علينا أن نخرج من التعامل المنفلت والعبثي والمستهتر تجاه هذا الموضوع، وأن نربي أولادنا منذ الصغر، وأن نحرص حتى على النشاط، على مستوى النشاط التعليمي نسعى لأن تمتلك أجيالنا هذا الوعي: قيمة النعم في أن نكون أمةً قوية، في أن نكون أمةً حرة، في أن نعيش حياةً طيبة، حياةً مستقرة، كثيرٌ من البؤس التي تعيشه أمتنا ليس طبيعياً، ليس حتى في حدود أن: {اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ} [الرعد: من الآية26]، إنما هو نتيجة سرقات وفساد مالي، ونتيجة إهمال، ونتيجة سياسات خاطئة، ونتيجة تصرفات غير صحيحة، الوضع الاقتصادي يحتاج إلى وضع عام، سياسات عامة، ويحتاج أيضاً إلى تعاون، في البلدان الأخرى نهضت شعوبها من خلال شركات، من خلال مؤسسات تجميع الجهد، وتوجيه الجهد، وتنظيم الجهد الجماعي، من خلال تنظيم عملية الاستيراد والتصدير، من خلال إجراءات كثيرة، ليست المسألة أنَّ الله منحهم أشياء كثيرة وحرمنا في بلداننا. |لا| اليمن مثلاً وهو من أفقر البلدان العربية، اليمن أكبر من اليابان، أكبر من بريطانيا، أكبر من دول هي في مصاف الدول العظمى في هذا العالم، في مصاف الدول التي هي على مستوى: سواءً دول السبع، أو دول الخمس، أو دول الخمسة عشر، بحسب الأرقام العالمية للدول التي هي في الصف الأول من حيث قوتها الاقتصادية، اليمن جغرافياً أكبر من كثيرٍ من الدول تلك، أيضاً يمتلك على مستوى الإمكانات الزراعية ما لا تمتلكه اليابان مثلاً، اليابان لا تمتلك بيئةً زراعيةً ملائمة كاليمن، ولا أرضاً زراعية كاليمن، اليابان معظمها جزر بركانية غير صالحة للزراعة، ويتكدس الناس بأعداد هائلة جدًّا في مدن محشورون فيها، لكن نهضوا من خلال الاهتمام الصناعي، من خلال الاهتمام التجاري، من خلال التقدم العلمي، نهضوا، أمة منظَّمة، أمة عندها اهتمام أن تتقن، أن تنتج إنتاجاً متميزاً.
نحن نمتلك من القيم الدينية والمبادئ والتشريعات الإلهية ما يساعدنا حتى على أن يكون الانتاج عندنا انتاجاً متميزاً، يحرم عندنا الغش، يجب أن يكون عندنا اهتمام بإنتاج الأشياء بشكل صحيح وسليم، قيم دينية، ولكن المشكلة غياب هذه القيم، وعدم ربط الجانب الاقتصادي بنهضة الأمة؛ لأن موضوع النهضة في داخل الأمة- بكله- شطب، لم تمتلك أمتنا مشروعاً لتنهض أبداً، أتى عليها حكام متسلطون وحكومات فاسدة وجائرة، وكثيرٌ من الشخصيات الذين يتبوؤون مواقع المسؤولية في بلداننا اهتماماتهم شخصية: هذا مهتم بأن يكون له رصيد في البنك، ومهتم أن يكون له من موقعه في المسؤولية منصباً، أو عائداً مادياً، وثروةً، وشركةً، ومؤسسةً… وهكذا ينمّي حاله الشخصي؛ فيصبح هذا الزعيم أو ذاك الرئيس يمتلك مليارات في الدول أرصدة في بنوكها، ويمتلك مشاريع استثمارية هائلة له شخصياً، لم يتجه إلى تأسيس بنية اقتصادية محلية، يطور فيها الإنتاج الزراعي لشعبه، وينظم فيها الإنتاج الزراعي لشعبه، ويدعم المزارعين، وينظم عملية الاستيراد، وينظم عملية التسويق، وينظم كل هذه العمليات.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
قواعد أساسية
لبناء نظام اقتصادي وتصحيح الرؤية للجانب المادي
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الحادية عشر
مايو 20, 2019م