ثم يستمر عرض هذه النعم العظيمة: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: 17-18]، الله “سبحانه وتعالى” هو رب المشرقين، ورب المغربين، والكثير من المفسرين يتحدثون عن أنَّ هذه الآية المباركة هي تتحدث عن حركة الشمس في شروقها في الصيف، وشروقها في الشتاء، واختلاف منازلها في ذلك، وفي غروبها في الصيف، وغروبها في الشتاء، واختلاف منازلها في ذلك، وما يترتب على ذلك من تغير وتنوع الفصول، والفصول هذه وتنوعها من صيفٍ، وشتاء…إلخ. لها أهمية كبيرة جدًّا في حياة الإنسان، وفي واقع الحياة على الأرض، ونتاجاً لذلك يأتي أيضاً تنوع في المحاصيل الزراعية، تنوع في الفواكه، كذلك تنوع في مواسم الزراعة، ولهذا علاقة بصحة الإنسان فيما يتعلق حتى ببدنه، وفي أشياء كثيرة تفصيلية في واقع حياة الإنسان على هذه الأرض.
فالله “سبحانه وتعالى” هو رب المشرقين، ورب المغربين، وهو الذي يتولى هذا التدبير، بكل ما يترتب عليه، وينتج عنه من نتائج في حياة الإنسان، ومن نعم كبيرة في حياة الإنسان، ونعم متنوعة، ومن تنوع في واقع الأرض، في مشارقها ومغاربها، وفي مختلف أنحائها، تنوعٌ يأتي بتكاملٍ عجيب في توفير احتياجات هذا الإنسان، وعلى نحوٍ واسعٍ جدًّا من فضل الله الواسع، وتنوع يبنى عليه التكامل في الحركة التجارية ما بين أبناء المجتمع البشري.
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، هذه نعم مؤكَّدة، واضحة، يعيشها الإنسان في حياته، وهي نعم لم تأتِ عبثاً، هي نعم تقترن بها مسؤوليات على هذا الإنسان، ومسؤوليات تعود إلى ما فيه خيره هو، إلى ما يصلح حياته هو، إلى ما تستقر به وتنتظم به حياته هو؛ إنما كيفية التعامل مع هذه النعم، والحركة في هذه النعم، ضمن الدور الذي أراده الله لك كإنسان، واستخلفك في الأرض على أساسه، هو الذي يعود عليك أنت بالنفع.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة السادسة 1442هـ