مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالفتاح حيدرة 
أكد السيد القائد في معرض كلمته السنوية في ذكرى استشهاد الإمام زيد - عليه السلام - ان هذه الذكرى محطة تذكير لنا دائما وابدا بهذا الرمز العظيم الذ هو رمز من رموز الإسلام وهداة الأمة، واننا إذ نحيي هذه الذكرى نحييها لما يعنيه لنا الإمام زيد - عليه السلام - كرمز عظيم له إسهامه الكبير في إحياء الحق وإقامة الدين الإسلامي والتصدي للطاغوت وإسهامه الذي امتد في الأمة جيلا بعد جيل، ونحيي هذه الذكرى لنستلهم منه الدروس العظيمة التي نحن في أمس الحاجة إليها في عصرنا كأمة تواجه التحديات والأخطار و الاستفادة من تاريخها بما يزيدها وعيا وبصيرة وشعورا بالمسؤولية، فالإمام زيد - عليه السلام - معروف بين كل الأمة بكماله الإيماني العظيم ومنزلته الكبيرة والعالية ودوره المميز ، و يحظى بالمكانة المحترمة بين كل فرق الأمة ويعترف الجميع له بعلو المنزلة وعظيم الشأن، وعندما نتحدث عن الإمام زيد وعما كان عليه وعن قضيته ودوره في الأمة فنحن نتحدث عنه كرمز عظيم من رموز الإسلام ومن هداة الأمة على مر الأزمان ، فالمرحلة التي نهض فيها الإمام زيد - عليه السلام - كانت مرحلة حساسة وخطيرة جدا استحكمت فيها سيطرة الطغيان الأموي على الأمة، وهو الطغيان الذي دمر وأحرق الكعبة المشرفة واستباح المدينة المنورة وأباد عترة رسول الله وصحابته أيضا.. 

وأكد السيد القائد ان الطغيان الأموي كان قد استهتر بكل المقدسات الإسلامية واستخف بالقرآن الكريم وبرسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وكان اليهود يحضرون مجالس حكام بني أمية ويحظون بالمكانة الكبيرة ويوجهون منها سبهم وإساءتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد كثف حكام بنو أمية كل جهودهم لإذلال الأمة وتحريف مفاهيم الإسلام وطمس الكثير من معالمه، وعملوا بشكل كبير على أن تتحول وضعية الأمة تحت سيرتهم إلى وضعية الاستعباد والإذلال والخضوع التام، وكان تحرك الإمام زيد - عليه السلام - في ظروف صعبة جدا، تحركا مهما وعظيما يستند إلى دافع إيماني عظيم ، سعى من خلاله لإعادة ارتباط الأمة بالقرآن الكريم على أساس الاهتداء والاتباع العملي، لأن علاقة الأمة بالقرآن الكريم في ظل سيطرة الطغاة والظالمين والمجرمين والمضلين تتحول إلى علاقة شكلية، بحيث تبقى الشعائر في ظل سيطرة الطغاة محدودة، تتحرك فيها الأمة ويقبل بها الطغاة بعد أن يفرغوها من محتواها المهم المؤثر، والإمام زيد - عليه السلام - كانت صلته بالقرآن وثيقة وعلاقته به عظيمة حتى عرف في المدينة المنورة بحليف القرآن.. 

ووضح السيد القائد ان نقص التمسك بالقرآن الكريم هبط إلى مستوى رهيب جدا فأصبح الانتماء للكثير من أبناء الأمة شكليا ، وكان من العناوين التي ركز عليها الإمام زيد عليه السلام العنوان الجامع "عنوان البصيرة" لأن من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي ، وهو الوعي القرآني الذي يعطي الأمة بصيرة عالية وفهما صحيحا عن الإسلام وعن مسؤوليتها وعن أعدائها وعن واجباتها، والوعي القرآني تحتاج إليه الأمة في مواجهة كل فئات الضلال وكل الظالمين والمستكبرين الطغاة، والأمة بحاجة ماسة إلى الوعي وإلى البصيرة، فمن أهم عطاءات القرآن الكريم هو الوعي العالي الذي يحصن الأمة من كل أشكال الاستهداف بما يسمى بالحرب الناعمة، وبدون البصيرة تعمى القلوب، وتغيب عن الناس الكثير من الحقائق وتكون الأمة في قابلية تامة لأن تخدع ويضلها الملون، ومن العناوين التي سعى الإمام زيد - عليه السلام- لإحيائها مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمحاولة الطغاة تحريفه وإضاعته ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المهام الكبرى للأمة الإسلامية وارتبطت خيرية هذه الأمة به، ومحاربة المنكر والسعي لإزالته من أهم مسؤوليات الأمة المقدسة ومن أهم دلائل إيمانها، فإذا أضاعت الأمة مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اتجهت الأمور بشكل معاكس فيكون المعروف محاربا حتى في أوساطها، فتبرز مسيرة اليهود وأعوانهم وفيما يفرضونه على الناس في كل المجالات ليكون المنكر هو السائد والمسيطر والمهيمن في الساحة.. 

شدد السيد القائد ان اليهود وأعوانهم يعملوا على أن يتحول المعروف إلى غريب في واقع الأمة يواجه بالسخرية والازدراء وبالمحاربة والمنع، والإمام زيد - عليه السلام - سعى إلى إحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن شطب مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من التزامات الأمة يغير واقع الحياة إلى واقع مظلم مليء بالمفاسد والجرائم وشطب مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحول الإسلام إلى حالة شكلية فيه القليل من الطقوس والشعائر، لذلك فإن ثمرة الإسلام هي الحق والعدل ومكارم الأخلاق وكل ما يعبر عن الخير في امتداداته في واقع الحياة، والإمام زيد - عليه السلام - كان يدرك أهمية إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المقدسة والعظيمة وخطورة نقصها في الدين،

فعندما يصبح دين الأمة دينا ناقصا تغيب ثمرته عن واقع حياتها، والإمام زيد كان يكرر مقولة "والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت" ليذكر الأمة بالمسؤولية ويسعى إلى تحريرها من العبودية للطاغوت، فحينما تفقد الأمة تربية القرآن الكريم وروحيته تصل إلى المستوى المتدني من الهبوط في روحها المعنوية وفقدان الثقة بالله سبحانه وتعالى، وعندما تفقد الأمة تربية القرآن تصل إلى حالة التهيب والتخوف من مواجهة الباطل والضلال فتقبل بالإذلال والهوان، وحينما يصبح همُّ الإنسان فقط أن يبقى في هذه الحياة تتحول حالته إلى حالة سيئة يتهيب من أن يتحرك في سبيل الله مخافة أن يموت، ولهذا فإن تضحيات الإمام زيد - عليه السلام - وجهوده الكبيرة لم تضع سدى بل امتدت عبر الأجيال كمدرسة لامتداد الحق تبقى في كل زمن، فقد أرسى مدرسة ستبقى إلى قيام الساعة، وبالرغم مما عاناه الإمام زيد - عليه السلام - من تخاذل الكثير من أبناء الأمة إلا انه كان مصمما عازما على القيام بواجبه والنهوض مسؤوليته، وبلغ تصميم وعزم وثبات الإمام زيد إلى أن قال: لو لم يخرج معي إلا ابني يحيى لقاتلتهم.. 

أكد السيد القائد ان طغاة بني أمية بعد قتل الإمام زيد - عليه السلام - صلبوا جسده لأربع سنوات وبعدها قاموا بإحراق جسده حتى حولوه إلى رماد، محاولة من طغاة بني أمية ألا يبقى من الإمام زيد شيء وظنوا أنهم بذلك يطفئون نهجه وينهون أثره في الأمة لكنهم فشلوا فشلا تاما، فلقد واصل يحيى بن زيد - عليهما السلام - مسار والده وحمل رايته واستمر في جهاده واستشهد بعد استشهاد أبيه بأربع سنوات، وبعد استشهاد الإمام زايد - عليه السلام- لم يبق الطغيان الأموي والسلطة الأموية في سيطرتها على الأمة سوى عشر سنوات وانتهت تماما، فكان جهاد الإمام زيد وتضحياته  هو من أعطى للحق دافعا وامتدادا في أوساط الأمة ليستمر جيلا بعد جيل، والأمة اليوم أحوج ما تكون إلى أن تحيا بالقرآن الكريم من جديد لتصحيح وضعتها، والعناوين الكبرى لنهضة الإمام زيد - عليه السلام - هي عناوين تحتاج إليها الأمة في هذا العصر، وأكثر ما تحتاجه الأمة من نهضة الإمام زيد هو أن تحيا بالقرآن الكريم لتتحرك ضد الطغيان الأمريكي الإسرائيلي الذي هو خطر على الأمة في الاستعباد والاذلال لها وفي الظلم والإفساد لواقع الحياة، والطغيان الأمريكي الإسرائيلي اليوم يستهدف مقدسات الأمة ويهدف لطمس معالم إسلامه، والسبيل الصحيح لمواجهة الخطر الأمريكي الإسرائيلي هو التحرك الجاد على أساس من الاهتداء بالقرآن الكريم والانطلاقة الإيمانية، والتصدي للخطر الأمريكي الإسرائيلي في هجمته بالحرب التي تسمى بالحرب الناعمة وبالحرب الصلبة هو بالاهتداء بنور القرآن.. 

ووضح السيد القائد ان حجم المأساة والمظلومية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو خطر على الأمة بكلها، وان ما يحدث على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مأساة رهيبة جدا ومظلومية كبرى، وهم الآن في أصعب مرحلة من مراحل التجويع وصل إلى أن يستشهد الأطفال من الجوع بشكل يومي، والعدو الإسرائيلي هندس مسألة مصائد الموت وقضية المساعدات الإنسانية ليجعل منها مصائد للقتل الإبادة، والكثير من أهالي غزة في حالة جوع شديد ومأساة رهيبة وهم بين مئات الملايين من العرب وبين ملياري مسلم يتفرجون كأنهم أمة عاجزة، وان تفرج الأمة وتنصلها عن المسؤولية تجاه غزة يشكل خطورة بالغة عليها وتؤاخذ عليه في الدنيا والآخرة، وان تفرج الأمة وتنصلها عن المسؤولية تجاه غزة تكشف عن حجم التدني في واقعها على مستوى الوعي والمشاعر الإنسانية ومكارم الأخلاق، وان غياب النخوة والشهامة إلى حد رهيب جدا يكشف حاجة الأمة إلى أن تصحح وضعيتها وفق سنة الله في التغيير وان التفرج على المشاهد المأساوية لأطفال غزة وهم يموتون من التجويع هو حالة مخزية جدا للعرب في المقدمة، ولبقية المسلمين، لهذا فإن حجم التخاذل الرهيب للأمة جعل العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي يطمئنان إلى انعدام أي ردة فعل مهما فعلا ضد الشعب الفلسطيني.. 

وأكد السيد القائد ان شعبنا اليمني في تحركه المتكامل والمستمر منذ بداية العدوان على غزة ثابت على موقفه بالرغم من عدوان عسكري في جولتين متتاليتين، وان اليمن في تحركه مع غزة واجه آلاف الغارات الجوية مع الحصار الشديد والتقليص الكبير جدا للمساعدات الإنسانية والحرب الاقتصادية المنظمة، و يواجه اليمن حربا دعائية هائلة جدا بهدف تفكيك توجه الشعب وصرفه عن الاهتمام بقضاياه الكبرى، لهذا فإن مظلومية الشعب الفلسطيني هي مظلومية لكل الأمة والخطر الأمريكي الإسرائيلي خطر على كل الأمة، وبصيرة شعبنا ووعيه القرآني هما وراء ثباته العظيم وإيمانه الراس، وبفضل الله فشلت كل مساعي الأعداء في ثني شعبنا عن توجهه الإيماني، وشعبنا سيواصل مساره في التحرك الفاعل والجاد في كل المجالات في العمليات العسكرية وفي الأنشطة الشعبية وفي التعبئة، واتجاهنا في التحرك في مسارنا ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي وامتداداته في الأمة هو اتجاه نتحرك فيه ببصيرة القرآن

الكريم و من منطلق إيماني وهو اتجاه أصيل يمتد في هذه الأمة عبر الأجيال، وموقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني والتصدي للطغيان الأمريكي والإسرائيلي ونحن واثقون بوعد الله الحق في تحقيق النصر ..
 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر