تحل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المعظم وتحل معها الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي الذي دعى اليه الإمام الخميني رحمة الله بعد قيام الثورة الاسلامية في إيرن.
هذا اليوم العالمي للقدس الشريف مثل نقطة مهمة في غرس وديمومة قداسة القدس الشريف في أذهان وقلوب أجيال الامة الاسلامية.
ومع أن هذه الدعوة الهامة التي جاءت من خارج اطار الامة العربية التي هي اولي من غيرها بالقدس وفلسطين ارضا وإنسانا وهذا مما يؤسف له إن ينطلق هذا الصوت من خارج كيان الامة العربية الذي رغم أهميته يؤكد أن مسؤلية القدس وفلسطين لم يعد في سلم الاولويات لهذه الدول التي تمثل كيان واحد في الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ المصير ايضا.
إن ما لاحظناه من الدول العربية وخاصة الدوائر الرسمية بدلا من المباركة لهذه الدعوة ودعمها انها تقف امامها سدا قويا. لغرض وأدها ومنع تفاعل الشعوب العربيه معها من خلال التقليل من اهمية هذه الدعوة حينا وحينا آخر من خلال تبديع هذه الدعوة بعتبارها بدعة لايجوز التفاعل معها.
ورغم سلبية المواقف الرسمية العربية تجاة هذه الدعوة الا ان ذلك لم يمنع الشعوب من التفاعل والخروج والتعبير عن الغضب العربي العارم في يوم القدس العالمي ضد السياسات الصهيونية تجاه القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية ايضا وهذا ما يؤكد أن هناك مسارين داخل الجغرافيا العربية إحداهما رسمي ويمثل المسار المواجه لفعاليات هذا اليوم وبالتالي يعتبر هذا المسار رديف للتوجهات الصهيونية الامريكية التي ترى أن إحياء يوم القدس العالمي في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان يعد مقلقا لها.
اما المسار الثاني فتمثله الشعوب العربية بكل مكوناتها السياسية والحزبية التي تبرز دعواتها لإحياء هذه المناسبة وتبنيها مواقف قوية تجاه السياسات العربية والصهيونية المتوافقة علي إماتت القضية الفلسطينية والتخلي عن القدس الشريف في هذا اليوم العالمي بغظ النظر عن اي إعتبارات بعتبار ذلك واجب ديني ووطني يجب المشاركة فيه وإحياؤه لما يمثل من اهمية في توحد جهود الشعوب وتجسيد تطلعاتها في انقاذ الشعب الفلسطيني وتحريره من دنس الاحتلال بعيدا عن الانظمة العربية التي غرس عنها اليأس لدي الشعوب في الانتصار لفلسطين والقدس الشريف.
ــــــــــــــــ
بقلم / عبدالغني العزي
*رئيس التيار الوطني الحر للسلم والمصالحة الوطنية.