مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

والبعض أيضًا غفل عن الله -سبحانه وتعالى- عن عقابه، عن عذابه، عن وعيده، وكأنه وعيد من عاجز، ذلك الوعيد المتكرر في القرآن الكريم، تلك التحذيرات المتكررة في القرآن الكريم، ومنها هذا التحذير: {اتَّقُواْ رَبَّكُمُ}، {اتَّقُواْ اللّهَ}، آيات كثيرة تكرر فيها التحذير والإنذار والوعيد، وكأن كل تلك التحذيرات، كل ذلك الوعيد المتكرر، كل تلك التحذيرات المتكررة، كل ذلك الإنذار كأنه من جهة عاجزة، ضعيفة، لا تملك شيئًا، ولا تقدر على صنع شيء؛ فلم يكترث البعض، ولم يبال البعض، ولم يلتفت البعض، ولم تهتز فيه شعرة. هذه الغفلة، هذا التهاون، هذا التجاهل، هذه اللامبالاة تجاه تحذيرات الله وإنذاراته، ووعيده المتكرر في القرآن الكريم تُغضِبُ الله، الله عزيز، لن يسكت، لن يتغاضى، لن يتجاهل من تجاهلوا إنذاره، من نظروا إلى كل ذلك الوعيد المتكرر نظرة اللامبالاة، نظرة التهاون، نظرة الاستصغار، والبعض بالتكذيب، وكأن الأنبياء كذبوا على الله، وكأن كتب الله ليست منه، أو كأن الله -سبحانه وتعالى- حكى مع عباده عبثًا وقال لهم شيئًا لا يفعله.

 

حجة الله علينا يوم القيامة جميعًا نحن البشر أنه قد قدَّم إلينا بالوعيد في هذه الدنيا، وأنذرنا في هذه الدنيا، ولدرجة أنه قدَّم كثيرًا من التفاصيل التي ستحدث حين قيام الساعة، حين قيام القيامة، وأثناء الحساب ومراحل الحساب، وأثناء الانتقال إلى الجزاء من ساحة المحشر، كل هذه التفاصيل لماذا يخبرنا الله بها؟ ويحكيها لنا؟ ويبينها لنا؟ لننتبه اليوم، لنحذر الآن في هذه الحياة، لنتنبه، ولذلك نجد حينما يقول هنا في هذه الآية المباركة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: الآية1]، هو لهذا الهدف: أن تأخذ العبرة الآن، أن تخاف من الآن، أن تحذر الآن، أن تنتبه في هذه الحياة، فلا تغفل حتى تأتي تلك الأحداث المهولة العظيمة، وإذا كان الإنسان لم يأخذ العظة والعبرة من كثيرٍ من الأحداث في هذه الدنيا التي كان فيها تجليات لعقاب الله -سبحانه وتعالى- على مستوى أمم وأقوام في الزمن الماضي ممن حكى الله قصتهم في القرآن الكريم: قوم نوح الذين أغرقهم، وقوم عاد الذين أهلكم، ثمود، أقوام أخرى، فرعون… ثم عبر التاريخ بكله، ما سجله التاريخ: دول، امبراطوريات كبيرة جدًّا، أباطرة، وطواغيت، وملوك، وزعماء، كان لهم قدرة عسكرية، مادية؛ هلكوا وبادوا وانقرضوا، والكثير منهم هلكوا في ظل عقوبات عاجلة في هذه الدنيا قبل عقوبات الآخرة: إما بالتسليط، إما بضربات إلهية منكِّلة وجائحة تجتاحهم من عقاب الله، وقارعة تحل بهم من عذاب الله، أقوام كُثُر، طواغيت حتى في هذا العصر، حتى في الزمن الذي أدركناه، طواغيت كبار كانوا يمتلكون إمكانات هائلة، قدرات عسكرية ضخمة، إمكانات مادية هائلة، علاقات ونفوذ وتأثير في الساحة العالمية؛ بادوا وهلكوا وانتهوا، وعاشوا حالة الذل في آخر لحظات حياتهم.

 

العظة والعبرة إذا لم نستفد ونأخذها مما نشاهده من الأحداث، ومما قرأناه في التاريخ من أحداث، وما يعيشه الإنسان في واقعه الشخصي، في تجربته الشخصية، ويرى في نفسه ما يعانيه في هذه الحياة، ما يحل به في هذه الحياة، والكثير منه يذكِّر هذا الإنسان بحاجته إلى الله، يذكِّر هذا الإنسان بضعفه، يذكِّر هذا الإنسان بعجزه، كم يواجه الإنسان على المستوى الشخصي، على مستوى ما يعانيه هو شخصيًا في هذه الحياة هو – فعلًا– مما يذكره بالضعف، بالعجز، بالوهن، بالحاجة إلى الله -سبحانه وتعالى- ثم يغفل، الكثير من الناس قد يتعافى من مرضٍ عُضال ومن داءٍ شديد كان يعيش فيه كل الإحساس بالضعف والعجز والألم، ويحس بالشعور بالحاجة المطلقة إلى الله وإلى رحمته، ما إن يعطيه الله العافية إذا به يتنكر لكل ذلك، يمر الإنسان بمشكلة، بخطورة معينة في هذه الحياة؛ فيعيش حالة العجز، والضعف، والخوف، والشعور بالحاجة الشديدة إلى الله؛ لينقذه، ليغيثه، يغيثه الله -سبحانه وتعالى- ينقذه من ذلك المأزق، من تلك اللحظة الحرجة، من ذلك الظرف الصعب جدًّا، يعود من جديد إلى حالة الغفلة، كم تجارب كل إنسان في حياته، ثم يعود يغفل من جديد، يغفل من جديد، يقسو قبله من جديد، يعيش حالة الغفلة الرهيبة عن الله -سبحانه وتعالى- عن الحساب، عن الجزاء من جديد.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

السلسلة الرمضانية 1439هـ – المحاضرة السادسة

أبريل 18, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر