فهذه الصلة بالله -سبحانه وتعالى- وهذه القوة المعنوية المهمة جدًّا، التي تجعل الأمة على المستوى المعنوي في مستوى التحمل، في مستوى الثبات، في مستوى القوة المعنوية والقوة النفسية بعيداً عن حالة اليأس، بعيداً عن حالة الهزيمة النفسية، بعيداً عن كل تلك الحالات السلبية، هذا عامل مهم جدًّا، عامل مهم جدًّا.
إضافة إلى الدافع، الأمة بحاجة إلى دافع، دافع للعمل، دافع للتحرك، دافع حتى لمواجهة التحديات والأخطار، دافع للنهضة الحضارية التي الأمة في أمسِّ الحاجة إليها؛ حتى لا تبقى أمةً تحتاج إلى أعدائها في كل شيء: في قوتها، في غذائها، في ملبسها… في كل احتياجاتها، وتبقى أسيرةً لهذا الاحتياج، خانعةً لتحكمهم، لضغوطهم، لأساليبهم في حصار هذه الأمة، وفي التحكم بها، وفي الحصار لها، وفي الحظر الاقتصادي عليها، أمةً تبني هي حضارةً متميزة وراقية وعادلة، وقائمة على أسس ومبادئ عظيمة تجعل منها حضارة متميزة.
الأمة بحاجة إلى هذا الدافع، هذا الدافع يوفره الإيمان، لا دافع أقوى من دافع الإيمان يجعل الإنسان ينطلق في تحمل المسؤوليات، ينطلق ليعمل، ينطلق بعيداً عن الكسل والملل والفتور، إيمانه بالله، رجاؤه في الله، خوفه من الله، وعيه بحقيقة هذه الحياة، إيمانه باليوم الآخر، إيمانه بالجزاء والحساب… كل تلك المنظومة المتكاملة في مبادئها، في أخلاقها، في برنامجها العملي، تصنع عند الإنسان هذا الدافع الكبير جدًّا، أوليس الكثير من أبناء أمتنا كما هم يعانون من اليأس، كما هم يعانون من الهزيمة النفسية، كما هم يعانون من الشعور بالحقارة، بالإكبار والإعظام للأعداء، والانبهار بهم، والاحتقار للأمة، كما هم يعانون أيضاً من الكسل، من الفتور، من انعدام الروح العملية، كما هم يعيشون حالة التنصل عن المسؤولية، هذا العنصر المهم الذي هو الإيمان بمفهومه الحقيقي ومنظومته المتكاملة، هو يمثل الدافع الذي يحيي في الإنسان روحاً عملية، يعرف قيمة العمل في هذه الحياة، وبالذات العمل الصالح في كل شؤون ومجالات هذه الحياة.
فنحن نحتاج إلى عنصر الإيمان في القوة المعنوية، وفي الدافع المعنوي، الذي يجعلنا نتحرك عملياً بأملٍ ورجاءٍ، وبإحساسٍ بالمسؤولية، إحساس بالمسؤولية، ندرك أننا في هذه الحياة نعيش المسؤولية أمام الله -سبحانه وتعالى- وأننا سنجازى، نجازى إن فرطنا، نؤاخذ ونعاقب إن قصرنا، إن عصينا الله -سبحانه وتعالى- إن فرطنا في مسؤوليتنا المهمة، حتى على المستوى الحضاري، الحضارة بالنسبة لهذه الأمة أن تكون أمةً تتجه لتكون أمةً قوية بكل ما تعنيه الكلمة، قويةً في اقتصادها فتكون أمةً منتجة، أمةً تصنع، أمةً تزرع، أمةً تبني لها حضارة، أمةً تنتج كل احتياجاتها الإنسانية، أمةً تعسى لأن تكون قوية، لا تحتاج إلى أعدائها، بل تمتلك عناصر القوة المادية إلى جانب القوة المعنوية، وتحقق لنفسها الاكتفاء الذاتي، هذا جزءٌ من دينها، هذا يدخل ضمن التوجيهات الإلهية في قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: من الآية60]، فتتجه لتكون أمةً قوية، وتدرك ما معنى أن تكون أمةً قوية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
(يمن الإيمان) بمناسبة جمعة رجب 1441هـ 81 مارس 0202م.