لا تخفى على أحد المواقف المشرفة التي ينتهجها الشعب اليمني في الدفاع عن قضايا أمته والانتصار لها، وأن ما تشنّه قوى العمالة والارتزاق من عدوان ليس إلا انتقاما منها على مواقفه تلك، واصطفافه مع المشروع القرآني النهضوي بعيدا عن الحالة التي آلت إليها الأنظمة العربية، وفي مقدمتها الأنظمة الخليجية من حالة الارتماء في أحضان العدو الإسرائيلي والتطبيع العلني معه. إنّ الظهور المخزي لوزراء خارجية الخليج ووزير خارجية المرتزقة في مؤتمر وارسو حالة معبرة عن الانهزام النفسي، والانحطاط القيمي الذي وصلت إليه هذه الأنظمة، وهي تتجه لترويض الشارع العربي للقبول بالجلوس على طاولة واحدة مع الكيان الغاصب. وهي الحالة التي يرفضها أحرار هذه الأمة، وفي مقدمتهم اليمنيون.
ظهور "اليماني" وزير خارجية المرتزقة متوسطا لرئيس وزراء العدو، ووزير الخارجية الامريكي "بمبيو" صورة توضح لمن لا يزال في موقف ريب تجاه ما يحدث في اليمن من حالة التلاعب لتحالف العدوان ومرتزقته التي تمارسه أنظمة الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا واسرائيل في مواجهة الشعب الذي تزيده مواقفهم المخزية إيمانا بعدالة قضيته التي يتحرّك من أجلها، وفي مقدمتها القضية المركزية للأمة "القضية الفلسطينية" التي عقد مؤتمر وارسو لتصفيتها وإمضاء صفقة القرن.
لا خالد اليماني ولا غيره ممن جرتهم عمالتهم للتخلي عن فلسطين وقضيتها يمثلون شعب الإيمان والحكمة، حيث إن الشعب قد عبر عن موقفه في ميدان اختلط فيه دم المرتزقة مع الدم الإسرائيلي والأمريكي قبل ان تجمعهم طاولة وارسو لحياكة خيوط التآمر بشكل علني. الشعب في مسيرات الغضب المنددة بالانجرار وراء التطبيع أثبت الغيرة التي يتمتع بها هذا الشعب على مقدّساته ومبادئه التي تجرأ عليها بعران الخليج، وأسيادهم، ومرتزقتهم.
ــــــــــــــــــــ
بقلم / عبدربه الحاج