عبدالفتاح حيدرة
في المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، تحدث السيد القائد عن ذكرى استشهاد الإمام علي - عليه السلام - كحلقة وصل أصيل للاسلام في نقائة، يعتبر استهدافه خطير جدا للأمة، وانكشاف خطير للانحراف الذي اصاب الأمة ، وصلت تداعيته لاستهداف أتقى وأهدى الأمة، و هو استهداف يمثل جرأة خطيرة جدا، لا يأتي الا من واقع انحراف خطير، استهدافه كان لدورة المهم في الحفاظ على مسيرة الاسلام، الذي قاتل على تأويل القرآن كما قاتل الرسول صل الله عليه وعلى آله على تنزيله، والحديث عن الإمام علي عليه السلام هو حديث تجسيدا للاسلام وقرآن ناطق، وما كان عليه الاستقامة الايمانية والفطرية، و المزايا للأمام علي عليه السلام هو انه وليد الكعبة، وحياته هو السابق للاسلام ومن غير تردد او سابقة شرك، بايمان واعي وصادق، و بالاستقامة الممتدة في مسيرة حياته، في جهادة هو البائع لنفسه لله منذ اليوم الأول، وهو المصادق الأول لبطولة يوم الفرقان في معركة بدر ويوم احد كان متفانيا في ثباته، وهو فاتح خيبر، رجلا يحبه الله ورسوله، وله الاسهام البارز والمتميز وهو النموذج في الايمان و تجسيد القيم..
الامام علي - عليه السلام - شهد له القرآن والتاريخ، هو باب مدينة علم رسول الله، وفي كل مجالات الايمان جسد كل مبادئ الايمان وأصالة والاسلام، و النصوص النبوية المتعلقة به تبين ما يعنية لنا أمير المؤمنين عليه السلام، من اهمها قول الرسول صل الله عليه وعلى آله (انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي)، وهذا نص مهم جدا، وقوله صل الله عليه وسلم وعلى آله (علي مع القرآن والقرآن مع علي)، وكان عليه محاربا ومقاتلا على تأويل القرآن، ليبقى الاسلام في مفاهيمة الصحيح، ويقول صل الله عليه وسلم وعلى آله (الحق مع على وعلى مع الحق) وهذا يوضح ثباته على نهج الحق، وقوله صل الله عليه وسلم وعلى آله في يوم يوم غدير خم (اللهم والي من والاه وعادي من عاداه)، وحركة النفاق تحركت لمعاداة الامام علي، والنفاق اصطدام بالامام عليه السلام، وهو مدرسة متكاملة، على مستوى الإرث الايماني، وعلى مستوى حياته ، ومن جانب الوعي والبصيرة والثبات، ومنها قضية الشهادة في سبيل الله، وعند استشهادة قال (فزت ورب الكعبه) كان على بينه ومنهجية يفوز من يسير عليها، ولذلك استقبل الشهادة بصدر رحب وسعادة غامرة..
من قتل الامام علي عليه السلام هو أشقى الأمة، ويبين لنا كل ذلك روحية الامام علي وسلامة دينة، وهذا يعبر عن عمق وعيه وسلامة إيمانه، وان اكبر خسارة للإنسان هي خسارة الدين، وفي موطن الشهادة في سبيل الله فوزا عظيما ويعتبر مواطن الشهادة من مواطن البشرى والشكر لله، وما يدل على بصيرة واعية وشوق للقاء الله واهتمام بالغ بملاقاة الله والآخرة، كان عليه السلام يركز على الوعي والبصيرة، كان انطلاقه مبدأي وايماني ومسئولية إيمانية وثبات في كل الأحوال، يحمل عزة الايمان وثبات الايمان، روحية أمير المؤمنين عليه السلام هي روحية البصيرة والوعي، ويجب أن نتبع هذه المدرسة التي نحتاج فيها اليوم للوعي والبصيرة ونحن في زمن التضليل، لا نتأثر في الصعوبات أمام احقاق الحق، نستفيد من أمير المؤمنين عليه السلام الكثير وهو مدرسة متكاملة التي تصلنا برسول الله صل الله عليه وعلى آله، صلة آمنه، و التثقيف الايماني والديني يجب أن يستوعب فيه دور أمير المؤمنين حتى نحصن أنفسنا من دور المنافقين..
وأكد السيد القائد ان العشر الأواخر من رمضان لها اهمية في التركيز على الدعاء، باعتبار ان ليلة القدر قد تأتي فيها، ففيها نزول القرآن وتتنزل الملائكة وفيها ينزل تقدير العباد، والدعاء والرحمة ، ولنحضى بها بالنقلات الكبيرة، قد تتعدي عمرا بأكمله، ونحن في ظروف حياتنا وما يواجهه الانسان، بحاجة لمغفرة الله وعتق رقابنا من النار، وفلنقبل في هذه الليالي باهتمام وجد ، من الضياع ان يضيع الانسان هذه الليالي، وليحرص الانسان على الاستقامة و الإقبال على الله أكثر..