مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من هنا نتطلع إلى هذا اليوم (يوم الفرقان) على أنه يومٌ فارقٌ في التاريخ، ويومٌ عظيم، ويومٌ مهم، أسس لمرحلةٍ جديدة، هو لم يكن نهاية المعركة مع الأعداء، هو كان بداية المعركة مع الأعداء، ولكنه أسس لمرحلة جديدة، ولنقلة جديدة؛ لأن الانتصار في هذا اليوم طمأن الكثير من الناس، عزز الثقة بالله، أعطى الأمل لكثيرٍ من اليائسين، غيَّر النظرة التي كانت ترى بأنه من المستحيل أن ينتصر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ومعه جنوده، وهم في ذلك المستوى من الإمكانات المتواضعة والبسيطة، وهم في ذلك المستوى مما يعانونه من قلة العدد والعدة، في مقابل الأعداء وما يمتلكونه من قوة وإمكانات مادية، فهذا النصر أسهم في تغيير نظرة الناس، وفي طمأنتهم، وفي تعزيز الأمل والثقة، وغيَّر الموازين والمعادلات التي كانت قائمة في الساحة، وصنع معادلات جديدة في الصراع، وفي نفس الوقت وجَّه ضربةً مؤلمةً جدًّا للأعداء، وبالذات لقريش، الذين كانوا هم أول فئة في الساحة تتصدر لمواجهة الإسلام ومواجهة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، وتخوض معه المعركة، هذا العدو الذي نزل إلى الميدان ليخوض المعركة العسكرية، وإلَّا هو كان يخوض الصراع في أبعاده وجوانبه الأخرى، لكنه عندما نزل المعركة العسكرية، فواجه فيها هذه الهزيمة القاسية، وقُتِل فيها الكثير من قاداته، ومن أبطاله، ومن جنوده، وأسر الكثير منهم، كانت ضربةً قوية ومؤثرة جدًّا، وأثَّرت فيما بعدها، واستمر تأثيرها فيما بعدها وصولاً إلى يوم الفتح، من يوم الفرقان إلى يوم الفتح (يوم فتح مكة)، من السنة الثانية للهجرة النبوية، إلى السنة الثامنة للهجرة النبوية، استمرت التأثيرات وبركات هذا اليوم، ثم استمرت وامتدت إلى عصرنا وإلى زمننا؛ لأن المعركة في بدر كانت معركةً مصيرية، كان التهديد فيها على النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- وتلك المجموعة معه من المسلمين الذين كانوا معرَّضين للإبادة، وكانت المعركة مصيرية بما تعنيه الكلمة.

 

فهذا اليوم (يوم الفرقان) الذي وصل فيه النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- واتجه إلى بدر، وعندما وصل إلى هناك كان يؤمِّل ومعه المسلمون أنهم إما أن يواجهوا إحدى الطائفتين: إمَّا أن يظفروا بالطائفة التي هي طائفة القافلة التجارية ومن معها، معها: أبو سفيان أهم شخصية قيادية للأعداء، ومعه أيضاً البعض معه لحماية القافلة، والقافلة كانت قافلة تجارية كبيرة يمكن أن تؤثِّر في الوضع الاقتصادي على قريش، وهم كانوا يريدون الاستفادة منها في تمويل عملية عسكرية كبيرة تستهدف النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- والمسلمين في المدينة، أو أن يظفِّرهم الله -سبحانه وتعالى- وينصرهم في مواجهة الجيش العسكري، الذي قد خرج أصلاً من مكة ووصل إلى بدر، ولهذا يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}[الأنفال: 7-8]، كانت إرادة الله -سبحانه وتعالى- أن يظفر المؤمنون بالجيش العسكري، بالقوة العسكرية، بالطائفة التي خرجت لتقاتل، وليس بالقافلة التجارية، حكمة الله -سبحانه وتعالى- وفي تدبيره -جلَّ شأنه- أنَّ هذا هو الأهم: الظفر عسكرياً كان هو الأهم من الظفر بالقافلة التجارية ومعها الأسرى الذين كان بالإمكان أن يأسروهم.

 

وكما قلنا الكثير تغيب عنهم هذه الحسابات وهذه الاعتبارات: إيجابية الصراع العسكري، وما يترتب عليه من نتائج مهمة في الواقع، القرآن الكريم كم فيه من حديثٍ واسع يعطينا نظرةً واقعية، وفهماً صحيحاً لواقع الحياة، وللناس، يقدم التقييم للناس: أنَّ قوى الشر، قوى الإجرام، قوى الطغيان في الأرض من البشر، لا يمكن أبداً أن يدعوا من يريدون التحرك على أساس هدى الله، على أساس الاستقلال وبناء حياتهم ومسيرة حياتهم وشؤونهم على أساس تعليمات الله -سبحانه وتعالى-، لا يمكن أن يدعوهم وشأنهم، هم يسعون دائماً إلى الاستحواذ، إلى السيطرة، هم يعيشون حالة الطغيان، ويمارسونها في الواقع العملي: سياسات، ومواقف، وتوجهات، ويسعون إلى السيطرة على الآخرين، والسيطرة التي فيها ظلم، فيها ضلال، فيها إذلال، فيها قهر، فيها استعباد.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

يوم الفرقان

عطاء متجدد عبر الزمن.

المحاضرة الرمضانية السابعة عشرة: 1441هـ 10-05-2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر