عندما نعود إلى جانب من جوانب هذا الانتماء الإيماني في إطار هذه العلاقة بالله -سبحانه وتعالى- وهو يتجه إلى جانب مهم جدًّا من أهم الجوانب على الإطلاق: هو جانب الوعي، والبصيرة، والنور، القرآن الكريم يؤكِّد لنا هذه الحقيقة كواحدةٍ من أهم ما نستفيده من إيماننا بمفهومه القرآني، بمنظومته المتكاملة كما كررت كثيراً، الله -جلَّ شأنه- قال في كتابه الكريم: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[البقرة: 257]، الله -جلَّ شأنه- قال في كتابه المبارك: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[الحديد: من الآية9]، هو -جلَّ شأنه- من قال عن كتابه: {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس: من الآية57]، هكذا يعبِّر عنه في كل أثره- {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}[النمل: الآية2]– أثره وفائدته وأهميته بما يمثله للمؤمنين من كتاب ككتاب هداية، {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}، هُدًى يهتدون به، هو بالنسبة لهم مفاهيم، فكر، ثقافة، هو بالنسبة لهم هداية بكل ما تعنيه، وإرشاد إلى كل خير، إلى كل حكمة، إلى ما يحقق رضا الله -سبحانه وتعالى- إلى ما فيه الخير، إلى ما فيه الفوز، إلى ما فيه النصر، إلى ما فيه الفلاح، إلى ما به السعادة… إلى غير ذلك من العناوين المهمة بالنسبة لهذا الإنسان.
فنجد هذا الإيمان عنصر قوة، الأمة اليوم وهي تواجه الكثير من الفتن والمشاكل والتحديات والمخاطر في أول ما تحتاج إليه الوعي، الحاجة الملحة، الحاجة الماسَّة جدًّاإلى الوعي، عندما تتوفر كل هذه العناصر: النور في كل ما يعنيه من وعيٍ، وبصيرةٍ، وفهمٍ صحيح، وثقافةٍ صحيحة، وفكرةٍ سليمة، ورؤيةٍ صحيحةٍ وسليمة، والعزة، والرحمة، والكرامة، وتلك القيم، وتلك المبادئ، وذلك الاستقلال، وتلك القوة المعنوية، وذلك التوجه لبناء حضارة صحيحة بكل تلك القيم التي تتحول إلى ممارسة عملية، بل حتى إلى عادات وتقاليد ونمط حياة، وسلوك يعيشه الإنسان استناداً إلى تلك القيم، انطلاقاً من تلك الأخلاق، تجسيداً لتلك المبادئ، هذا- في نهاية المطاف- يمثل عاملاً مهماً لإنقاذنا، للحفاظ علينا، لتماسكنا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
(يمن الإيمان) بمناسبة جمعة رجب 1441هـ 81 مارس 0202م.