التفكير الاقتصادي يجب أن يكون تفكيراً عاماً، الأنانيون الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم ومحيطهم: إما في محيطه الأسري هو وأسرته وطز في الباقين يموتوا، أو هو وأصدقاؤه، أو هو وأصحابه، أو هو وشلته، الأنانيون هؤلاء هم داءٌ وبلاء لكل الأمم والشعوب ولأنفسهم، بلاء، بلاء، وهم بعيدون في هذه الحالة وفي هذا التفكير عن منهج القرآن، عن الإسلام، عن مبادئه، عن قيمه، عن تشريعاته، ولهذا كل إنسان أناني لا يفكر إلَّا بأن يكون مترفاً، يخزن بأغلى الأسعار، ويريد أن تكون هذه حالة يومية، لماذا؟ لأنه في عمل، هكذا يقول: [أنا في عمل، أو أنا عسكري، أو أنا…]، يشعر أنَّ له المنَّة على الله وعلى عباده، [أو أنا أمني، أو أنا مشرف، أو أنا شيخ، أو أنا مسؤول، أو أنا كذا، أو أنا سياسي…أو بأي صفةٍ كان]، مواقع المسؤولية لا تعني أن يتجه الإنسان بتفكير الترف والبذخ، هذا تفكير غير مسؤول، ولا رشيد، ولا أخلاقي، ولا إنساني، وبالذات في ظل الظروف التي نعيشها كشعب فيه الكثير من الجائعين، من المعانين، إذا أنت تحرص على أن يتوفر لك يومياً أغلى قات في البلد، ولا تفكر في أن هناك أسراً قد تبيت جائعة، قد لا يتوفر لها الخبز؛ فأنت إنسان لم يعد فيك ذرة من الإنسانية، إذا كنت تعتبر نفسك لأنك مشرف، أو عسكري، أو أمني، أو شيخ، أو حضرتك فلان أو فلان، تريد أن تحصل على الرفاهية المطلقة في احتياجاتك، في مصاريفك، في كل شؤونك، ولا تفكر بالآخرين؛ فأنت قد تجردت من الشعور الإنساني، أنت وحش، لم تعد حتى إنساناً طبيعياً تملك المشاعر الإنسانية، وكذلك إذا غاب عنك الاهتمام بالأولويات الكبيرة للناس: صناعات حربية، أشياء مهمة، قضايا كبيرة؛ فأنت عابث ومستهتر، طائش، الإنسان الذي يعيش هذه الحالة من الترف والبذخ والأنانية هو إنسان غير رشيد، إنسان قد يتفوق عليه بعض الأطفال في رشدهم، ليس بمستوى المسؤولية أبداً.
{وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً} فنحرص على كيف نحمل حس التوفير، وحس الاقتصاد والانضباط والتصرف المسؤول في الأشياء المادية والإمكانات، والتعامل مع النعم الإلهية بشكل صحيح؛ حتى نكون من الشاكرين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
قواعد أساسية
لبناء نظام اقتصادي وتصحيح الرؤية للجانب المادي
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الحادية عشر
مايو 20, 2019م