نبيل الجمل
رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
في الذكرى السنوية للشهيد لعام 1447هـ، نقف بإجلال أمام عظمة أُولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فبذلوا أرواحهم الطاهرة في سبيل الله دفاعًا عن الدين، وعن الأُمَّــة، وعن المستضعفين في الأرض.
إنها ذكرى تفيض بالعزة، وتجدّد العهد، وتُحيي فينا روحَ الجهاد، وثقافة الاستشهاد، والولاء لله ولرسوله ولأوليائه من أئمة آل النبي الأطهار.
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾
إن الشهادة في سبيل الله هي أعظم وسامٍ وأعظم منحةٍ إلهية؛ فهي قمة الإخلاص وذروة العطاء.
الشهيد باع دنياه لله، والله اشترى، وافتدى بدمه وعمره قضيته، فاستحق الخلود والكرامة في جنات النعيم كرامةً من الله عز وجل.
قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾
هؤلاء الشهداء العظماء هم من جسّدوا أسمى معاني الصدق والإخلاص، وكتبوا بدمائهم الطاهرة دروس العزة والكرامة، وعلّمونا أن طريق الحق والجهاد، وإن كان مليئًا بالتضحيات، فهو طريق النصر والخلود.
وفي هذه الذكرى المباركة، نؤكّـد التزامنا بالسير على نهج الشهداء، وأن نكون أوفياء لتضحياتهم، سائرين على خطاهم، متمسكين بتوجيهات السيد القائد - حفظه الله - الذي يؤكّـد دائمًا على ضرورة الاهتمام بروضات الشهداء وتمجيد ذكراهم، والعناية الكبيرة بأسرهم، والاهتمام بأوضاعهم في مختلف المجالات، وفاءً لتضحيات أُولئك الأبطال الذين قدّموا أرواحهم على طريق الجهاد والقدس.
إن الذكرى السنوية للشهيد ليست مُجَـرّد مناسبة عابرة، بل هي محطة إيمانية عظيمة تعيد إلينا روح البذل والعطاء، وتذكّرنا بأن طريق الحرية والكرامة لا يُعبّد إلا بدماء الشهداء الزكية.
إنها ذكرى تُجدّد العهد مع الله بأن نظل ثابتين على طريق الجهاد، متسلّحين بالقرآن والثقافة القرآنية، متمسكين بنهج الشهداء، عاملين بتوجيهات قيادتنا الحكيمة.
قال الله سبحانه وتعالى:
﴿فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
هكذا هم شهداؤنا العظماء - سلام الله على أرواحهم الطاهرة - رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مضوا بثباتٍ وإرادَة وعزمٍ لا يتزعزع، فخلّدهم الله في النعيم، وأبقى ذكراهم منارةً للأجيال القادمة.
بإحياء ذكراهم وتجديد ثقافة الجهاد والاستشهاد في نفوسنا، نؤكّـد السير على خطاهم واتباع نهجهم في الفداء والعطاء، ولنجعل من هذه الذكرى منارةً تشعل في قلوبنا حب الجهاد ومواصلة المسير نحو تحقيق الأهداف السامية التي فرضها الله علينا، والتي استُشهد؛ مِن أجلِها أبطالنا العظماء.
إن ذكرى الشهيد تجسّد الأمل والعزيمة، وتجدّد عهدنا في الدفاع عن الدين والمبدأ والأرض والعرض، والحفاظ على التراث الذي تركه لنا الشهداء العظماء.
فلنُجدّد في هذه الذكرى عهدنا بالسير على خطى الشهداء، وبأن نظل أمناء على دربهم، ماضين في نهج الجهاد في سبيل الله، متمسكين بثقافة الشهادة التي تصنع للأُمَّـة عزّتها وكرامتها.
المجد والخلود للشهداء.
وسلام الله على أرواحهم الطاهرة.