{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ} وهذا من عجائب الضلال ومن غرائب الضلال يلعب في كل شيء، الضلال يلعب في كل شيء، كيف النسيء هذا؟ النسيء يعني: التأخير، معنى كلمة النسيء يعني: التأخير. المشركون والكافرون كانوا يتعاملون مع الأشهر الحرم الأربعة بلعبة، فإذا أرادوا أن يقاتلوا مثلاً في شهر ذو القعدة قالوا بما أن ذو القعدة من الأشهر الحرم فسنؤخر ذو القعدة مع أنه لا يمكن تأخير الشهور، لا يمكن تأخر شهر عن وقته، لا يمكن عندما يدخل رمضان تقل خلاص قد با نأخر رمضان، لا يد لك في أن تؤخر وأن تتدخل في دورة الزمن وعامل الزمن الذي قد رتبه الله سبحانه وتعالى، ونظمه حين خلق السماوات والأرض، فكانوا يؤخرون الشهر الحرام إذا أرادوا أن يستحلوه فيقولون سنؤخر ذو القعدة ونؤخره لنستحل هذا الشهر ونجعل هذا الشهر.. ثم هكذا يلعبون ويسمونه النسيء.
النسيء: تأخير شهر من الأشهر الحرم لأجل حرمته لاستباحة حرمته، الله سماها زيادة في الكفر؛ لأن الكفر ينزل إلى الواقع العملي وضلال؛ لأن الضلال ينزل إلى الواقع العملي في الأعمال والتصرفات والمواقف، وهم بهذا شرعوا مالم يشرعه الله واستحلوا ما حرم الله، وأرادوا أن يلعبوا لعبة غير صحيحة.
لاحظوا نتيجة هذه اللعبة كانوا أحياناً يطلعون بعض السنوات تطلع (13 شهر) غير ممكن، غير ممكن في نفس الخلق والتدبير الإلهي أن تكون السنة (13 شهر)، الله قد جعل العام اثنا عشر شهراً، وهم أحياناً بعض السنوات يوصلوها تطلع (13 شهر)، بعض السنوات (12 أشهر) وعشرة أيام أو عشرين يوم أو ما شابه. يحول لك شهر رجب إلى جماد وينقل شهر آخر وهكذا تلعب بالشهور. كانت هذه لعبة سخيفة هي حالة من حالات كفرهم وضلالهم وتلعباتهم التي أرادوا بها التلعب وأرادوا بها مظهر من مظاهر الالتزام فكانت مظهراً من مظاهر الانتهاك لحرمات الله.
{يُحِلِّونَهُ عَامًا} بعض السنوات إذا أرادوا قتال أو لعبة أحلوه، {وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا} وفي بعض السنوات إذا أرادوا التهدئة وينسموا يحرمونه، لعب لعب بالتحليل والتحريم وفقاً للأهواء والمصالح والمكاسب والأغراض الشخصية، {لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ}؛ لأنهم قالوا المهم أن يكون هناك أربعة أشهر حرم فكانوا يؤخروا ويزيدوا وينقصوا ويلعبوا لعبتهم، فالنتيجة كانت هي: {فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ} أعمال سيئة يزينها لهم الشيطان ويزينها لهم المضلون ويزينها لهم المبطلون وأهواء أنفسهم، والحالة هذه من الضلال والتلعب والسخافة نتيجة الابتعاد عن هداية الله والخذلان من الله سبحانه وتعالى.
{وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} القوم الكافرين الرافضين لهدى الله يسلبون من هداية الله ومن توفيقه فيغرقون في الضلال ويمعنون في الباطل والعياذ بالله.
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم وأن يهدينا بكتابه. وإلى هنا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم:
دروس من سورة التوبة الدرس الثالث.
ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي
بتاريخ/12/رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.