عبدالمنان السنبلي
إذا كان هذا طبعك أن تَشمت وتتشفَّى،
فافعل أَو قل ما شئت.
لكن أخبرني:
ماذا تعني لك سيادة اليمن؟
وعاصمتها المقدسة صنعاء؟!
أعني: سَمعتُك تشمت وتتشفَّى،
ولم أسمعك تتحدَّثُ عن انتهاك سيادة اليمن!
ولا عن اجتياح أجواء عاصمتها المقدسة صنعاء!
ولم أسمعك تُدين، ولا تستنكر، ولا تشجب قصف طيران العدوّ الإسرائيلي لها!
ألست تدَّعي أنها عاصمتك؟
وتحلم يومًا بالوصول إليها والعودة إليها؟
فإذا كان ذلك كذلك، فعلى أي أَسَاس تريد العودة؟
هل على أَسَاس أن تُجيز استباحة أجواءها،
وقصف أهلها وترويع سكانها عامًا، وتُحرِّم ذلك عامًا؟!
أم على أي أَسَاس آخر؟
فلنفترض أنها بيتك، وكما تدَّعي، أنك أُخرجت منه وطُردت بعيدًا عن أهله وسكانه، وهم في الأصل جزء منك، فأخبرني:
هل تقبل أن يأتي أجنبي -مثلًا- ليقتحم حرم دارك،
ويُعدِّي على أهلك، لا لشيء سوى نكاية أَو شماتة بأخيك،
الذي تزعم أنه سلبك المنزل وأخرجك منه؟
إن كنت تقبل ذلك، فأسمح لي أن أقول لك: إنك تخلط بين مفهومي السيادة والقيادة (السياسية)..
طيب...
بلاش هذي.
فلنفترض أنك عدت من جديد،
واستعدت هذا البيت من أخيك، وطردته خارجًا منه،
ثم جاء ذلك الأجنبي وحاول أن يقتحم عليك بيتك، ويُعدِّي على أهلك،
فأخبرني:
كيف سيكون موقفُك حينها من ذلك الأخ،
الذي نزعتَ منه البيت وطردتَه بعيدًا عنه،
إذا رأيتَه يُباركُ للأجنبي فعلَه،
لا لشيء سوى نكاية أَو شماتة بك؟
كيف ستنظر إليه حينئذٍ؟
وإلى موقفه هذا الشاذ،
الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينسجم
مع مفهومي الولاء والانتماء الوطني،
والهُوية الإيمانية؟
وكيف ستكون رؤيتك لمفهوم السيادة الوطنية حينها؟
هل ستقبل -يعني- التلاعب بهذا المفهوم،
والتغاضي عن الخلط بينه وبين "القوادة" السياسية، كما تفعل اليوم؟
أم سيكون لك رأيٌ آخر؟
هي أشياء لا تُشترى..!