مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فالاستراتيجية التي يعتمدون عليها مع حملتهم ضد هذه الأمة: السعي لتفادي أي تحرك واعٍ من أبناء هذه الأمة للتصدي لهم، ولمؤامراتهم ومخططاتهم، ومسح حتى حالة السخط؛ لتدجين هذه الأمة لتتقبلهم، ولئلا تتحرك في التصدي لهم، ولو حصل ما حصل، حتى عندما يتَّجهون لفعل أي شيء، تكون النتيجة هي نفس النتيجة.

ثم يقول أيضاً: ((نعود من جديد أمام هذه الأحداث، لنقول: هل نحن مستعدون ألَّا نعمل شيئاً؟ ثم إذا قلنا: نحن مستعدون أن نعمل شيئاً، فما هو الجواب على من يقول: ماذا نعمل؟ أقول لكم أيُّها الإخوة: اصرخوا، ألستم تملكون صرخة أن تنادوا: (الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر لإسلام)، أليست هذه صرخة يمكن لأي واحدٍ منكم أن يطلقها، بل شرفٌ عظيمٌ لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة، فتكون هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول من صرخ بهذه الصرخة، التي بالتأكيد- بإذن الله- ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم- إن شاء الله- في مناطق أخرى)).

ثم يقول: ((هذه الصرخة أليست سهلة؟ كل واحدٍ بإمكانه أن يعملها، وأن يقولها، إنها من وجهة نظر الأمريكيين، اليهود والنصارى، تشكل خطورةً بالغةً عليهم))، وهكذا أعلن هذا الموقف العظيم، ليكون في صدارة مشروعٍ قرآنيٍ عظيم، وليعبِّر عن موقف وتوجه على أساس مشروعٍ قرآنيٍ عمليٍ متكامل، وعظيم.

مميزات هذه الصرخة وإيجابياتها كثيرة:

  • أولاً: أنها كسرت حاجز الخوف، فعلاً مشكلة الخوف مشكلة خطيرة، وهي مؤثرة- كما قلنا- في كثيرٍ من البلدان والشعوب، وبقي هذا الأثر العظيم حتى في ظل الأحداث الراهنة، عندما نجد الموقف المميز في بلدنا على المستوى الرسمي والشعبي؛ لأنه يقود هذا الموقف من يحملون هذا التوجه، من انطلقوا هذا المنطلق، من هتفوا بهذا الهتاف، وهو بالنسبة لهم ثقافة، وروحية، وفكرة، ومعتقد؛ ولذلك لا يخافون من أمريكا، ولا يخافون من عملاء أمريكا، ولا يخافون تجاه ما يمكن أن تستخدمه أمريكا وإسرائيل كوسيلة ضغط أو ترهيب، أو بأي إجراءٍ كان لإسكات هذا الصوت، أو هذا الموقف، كَسَرَ الحالة التي كان الأمريكي يسعى لها، ويتجه معه من اتَّجه ممن يواليه من أنظمة وحكومات في هذه الأمة، وهي حالة تكميم الأفواه، ومن ذلك الحالة التي كانت أيضاً متجهةً على أساسها السلطة- آنذاك- في بلدنا، اتجهوا لمنع أي صوت يواجه الهيمنة الأمريكي، والهجمة الأمريكي الإسرائيلي على أمتنا، محاولة لفرض حالة السكوت، الصمت، الاستسلام؛ لتبقى ساحة خانعة، ليس فيها أي تحرك مناهض للأمريكيين، ساحة مفتوحة للتحرك الأمريكي، ليست مقفلةً على الأمريكيين، فتحوا المجال للأمريكي للتدخل في كل شيء، أصبحت السفارة الأمريكية في صنعاء صاحبة النفوذ الأول في الموقف الرسمي، وفي المؤسسات الرسمية، يتدخل السفير الأمريكي كمندوبٍ سامٍ، كما يقولون، وكما قالوا حتى في مجلس النواب، وفي وسائل إعلام تابعة للجانب الرسمي آنذاك، يعترفون بهذه الحقيقة، ومع ذلك كانوا يريدون أن يكمموا الأفواه تبعاً للموقف الأمريكي.

كان من مميزات هذه الصرخة:

  • أنها موقف متاح، وميسَّر، وسهل، يعني: ليست مسألة صعبة، ليست كبعض المواقف التي تشكِّل صعوبة على الناس، وهي نقلة حكيمة، من حالة اللاموقف، من الحالة التي كانت سائدة ما قبلها، نقلة حكيمة، في موقف متاح، ميسَّر للناس جميعاً، صرخة يهتفون بها، ليست أمراً معقَّداً، ولا صعباً، وفي نفس الوقت يفضح الأعداء، فضح الأمريكيين في عنوان الحرية، الديموقراطية، حقوق الإنسان، ومنها: حق التعبير عن الكلمة... بقية العناوين التي كانوا يرددونها، ويجعلون منها غطاءً لاختراق الشعوب، والتأثير عليها.
  • في نفس الوقت يرفع الروح المعنوية، الذين هتفوا، وصرخوا، وكسروا حاجز الخوف، وانطلقوا هذا المنطلق، وتثقفوا بالثقافة القرآنية، حملوا الروح المعنوية، والله يمنح أيضاً الروح المعنوية، كما قال "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}[الكهف: من الآية14]، وهو يقدِّم الدرس العظيم من قصة أصحاب الكهف.
  • يُحصِّن الساحة الداخلية؛ لأنه يصنع بيئة ساخطة على العدو، بيئة غاضبة على العدو، بيئة متحركة ضد العدو، معبِّرة عن عدائها وسخطها ضد العدو؛ ولهذا ليست بيئة مهيأة للعمالة، الذي يتحرك كعميل فيها؛ يُفضَح، يجد في واقعه من يواجهه، من يتصدى له.
  • يعبِّر عن سخط الأمة، وينمِّي حالة السخط بما يترتب عليه، وهي حالة مهمة جداً.

ولذلك يقول: ((إذاً عرفنا أنَّ باستطاعتنا أن نعمل، وأن بأيدينا وفي متناولنا كثيرٌ من الأعمال، وهذه الصرخة: (الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود)؛ لأنهم هم من يحركون هذا العالم، من يفسدون في هذا العالم، (النصر للإسلام)، هي ستترك أثرها، ستترك أثراً كبيراً في نفوس الناس إن شاء الله))، هذا الأثر هو: السخط، كما قال: ((السخط الذي يتفاداه اليهود بكل ما يمكن))، يحاولون أن يدفعوا بغيرهم من الأنظمة لتكون هي من يواجه بالنيابة عنهم، ترتكب الجرائم بالنيابة عنهم في كثيرٍ من البلدان، تتلقى الجفاء، تتلقى هي السخط، يحاولون أن يخادعوا أبناء هذه الأمة تحت عنوين مخادعة، من بينها: أنشطة تحت العناوين الإنسانية... وغير ذلك.

فمجال العمل هو مجال واسع؛ ولذلك يقول: ((والقرآن الكريم هو الذي أخبرنا عنهم، وكيف نعمل ضدهم))، فعلى أساس الانتباه للواقع، الوعي بالواقع، اليقظة تجاه ما يعمله العدو، والوعي القرآني؛ لأن القرآن يقدِّم أرقى مستوى من الوعي تجاه حركة الأعداء، نستطيع أن نتحرك بالشكل الصحيح.

فأعلن الموقف، وتجاه محاولة التدجين، التي هي حالة خطيرة على أبناء الأمة، والتي لا يمكن القبول بها، عواقبها سيئة؛ فلذلك يقول: ((إذاً يجب- أيُّها الإخوة- ألَّا نسمح لهذا التدجين، الذي يراد له أن يكون في اليمن))، كان هناك محاولة للتدجين، لأن يبقى الكل في حالة سكوت، وصمت، واستسلام، وتبقى الساحة مفتوحة للأمريكي، هو الذي يتحرك فيها كما يشاء ويريد، يتدخل في كل المجالات، يفرض السياسات التي يريدها، التوجهات التي يريدها، يتدخل في كل المجالات، وفعلاً فُتِحَ له المجال للتدخل في الجانب التعليمي، في الجانب السياسي، في الجانب الاقتصادي، في القضاء... في كل المجالات.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

الذكرى السنوية للصرخة  1445هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر