مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

نتجه بأنظارنا إلى فلسطين، القضية الواضحة، التي شهدت في مراحل معينة من تاريخ الأمة شبه إجماعٍ على أنها قضية حقٍ، وأنه يجب على الأمة بكلها أن تلتف حول هذه القضية، وأنَّ الكيان الإسرائيلي الغاصب هو عدوٌ مبطلٌ، مغتصبٌ، مجرمٌ، استهدف الأمة بشكلٍ عام، واستهدف الشعب الفلسطيني الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، واستهدف أرضاً هي للشعب الفلسطيني، وهي جزءٌ- أيضاً- من بلدان هذه الأمة، ومن البلاد الإسلامية بشكلٍ عام، واستهدف مقدَّسات هي من مقدَّسات هذه الأمة.

 

ثم مع الزمن، مع المتغيرات، مع تجلي الحقائق أكثر فأكثر، تتجلى في هذه المرحلة الراهنة، في هذا الظرف، تتجلى الحقائق؛ لتكشف عن مواقف مغايرة، متنكِّرة لهذا الحق الواضح البيِّن، فتتجه للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وإقامة العلاقات معه، وإقامة التحالفات معه، وتحاول أن تغيِّر الصورة التي كانت تمثل الحقيقة الثابتة عنه كعدوٍ لهذه الأمة، وكمجرمٍ له سجلٌ إجراميٌ حافلٌ بالجرائم البشعة، التي يهتز لها الضمير الإنساني في كل العالم، فتحاول أن تزيف له صورةً مختلفةً، وتغيِّر في هذه الصورة من الواقع والحقيقة؛ لتقدمه صديقاً يجب التحالف معه، التعايش معه، التعاون معه، وتفترض بواقع الأمة أن تتجه بكلها إلى إقامة علاقاتٍ معه، علاقاتٍ كاملةٍ وشاملة، ثم وصولاً إلى إقامة تحالفات معه.

في نفس الوقت تتجه بنظرةٍ سلبية إلى المقاومة الفلسطينية، التي تمثِّل الحق الفلسطيني، والموقف الفلسطيني الصحيح، في الثبات على ذلك الحق، في الموقف من ذلك العدو القاتل، المجرم، المغتصب، المنتهك لكل الحرمات، المستهدف للشعب الفلسطيني في كل شيء، في دينه ودنياه، والعدو لهذه الأمة بشكلٍ عام في دينها ودنياها، فتعادي الحركات الفلسطينية المقاومة، وتصنِّفها بالإرهاب، وتوجِّه إعلامها بالاستهداف الممنهج السلبي المعادي لحركات المقاومة في فلسطين، وللمجاهدين في فلسطين، وتقدِّم صورةً سلبيةً حتى عن الشعب الفلسطيني بشكلٍ عام، وليس فقط عن حركات المقاومة في فلسطين.

 

وتستمر دائماً في الهمز، واللمز، والإساءة إلى الشعب الفلسطيني، وتتجه لترسيخ مفاهيم جديدة عن الحق الفلسطيني؛ بغية إسقاط ذلك الحق، بغية الضغط على الشعب الفلسطيني للتنازل عن ذلك الحق الثابت، الحق الواضح، الحق المبين، وتستمر في تقديم صورة نمطية عن الشعب الفلسطيني وعن مجاهديه، وكأنه شعبٌ متعنتٌ لا يريد السلام، ليس منصفاً، ليس متفاهماً، وأنه لا يحمل قضيةً حقيقيةً لنفسه، وأنَّ مجاهديه إنما يعملون لصالح قوى أخرى، لصالح إيران! ليسوا أصحاب قضية، وليس لهم من مبرر في أن يستمروا في مواجهة العدو الإسرائيلي، والتصدي له، مع التنكر لكل الحقائق الثابتة الواضحة: أنَّ العدو الإسرائيلي هو عدوٌ بكل ما تعنيه الكلمة، اغتصب الأرض، انتهك الحرمات، يقتل أبناء الشعب الفلسطيني يومياً، يقتلع أشجارهم من مزارعهم يومياً، يهدم بيوتهم يومياً، اغتصب عليهم المدن، اغتصب عليهم القرى، اغتصب عليهم الريف، اغتصب عليهم حق الحرية والاستقلال والعيش بكرامة، يضطهدهم بشكلٍ مستمر، يتعامل معهم بشكلٍ عدائيٍ في كل شيء، تنكر لكل هذه الحقائق الواضحة، وكأنَّ المغتصب، والمتعنت، والمخطئ، والخاطئ، والمجرم هو الفلسطيني، وكأنه من يجب أن يتوجه إليه اللوم، ويتوجه إليه الانتقاد، وتتوجه إليه الحملات الإعلامية الشديدة العدائية.

 

وفي نفس الوقت كلما حصلت تطورات، أو أحداث، يصطف الموقف الإعلامي لتلك الأنظمة العميلة من داخل الأمة إلى التوهين من كل الإيجابيات، من كل مظاهر القوة، من كل عناصر القوة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني، والتقليل حتى من انتصاراته وانتصار مجاهديه، والإشادة بالموقف الإسرائيلي.

 

فنجد من داخل الأمة أنظمة عميلة وكيانات من داخل الأمة تتبنى هذا الموقف السلبي، وهذا التوجه السلبي، المتنكر للبديهيات والثوابت التي كانت محل اعترافٍ وإقرار على مستوى عالمنا الإسلامي، وعلى مستوى العالم العربي بشكلٍ عام.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1443هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر