مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

واستجد في هذه المرحلة تهديد جديد في الساحة العالمية، هو فيروس كورونا، وكثرت الأقاويل والتحليلات لهذا الخطر المستجد في الساحة العالمية، ولا يمكن أن يمر بنا مثل هذا الحدث مثل هذا التهديد دون أن نتحدث عن خطرٍ في هذا المستوى.

 

طبعاً بعيداً عن كل التحليلات والرؤى المطروحة، يهمنا أيضاً العودة إلى القرآن الكريم، ثم النظرة إلى هذا الواقع من خلال القرآن الكريم، عندما نعود إلى القرآن الكريم نجد أنَّ الله -سبحانه وتعالى- أكَّد لنا في كثيرٍ من الآيات المباركة، والتي يشهد لها واقع الحياة، أنه -جلَّ شأنه- قد هيَّأ للبشرية الحياة على هذه الأرض، وهيأ في هذه الحياة كل ما يلائمها، وكل ما يساعد هذا الإنسان في الاستقرار في هذه الحياة، فأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنة، وجعل كل الظروف التي تحيط بنا في هذه الحياة بالشكل الذي يدعم هذه الحياة ويناسبها ويلائمها، درجة الحرارة في كوكب الأرض بالشكل الذي يلائم هذه الحياة، ويناسب هذا الإنسان في كثيرٍ من أرجاء الأرض، بالقدر الذي يحتاجه الإنسان، المعايش وكافة متطلبات الحياة التي يحتاجها الإنسان في غذائه، وفي دوائه، وفي ملابسه، وفي مسكنه… وفي كافة احتياجاته متوفرة وموجودة هيَّأها الله -سبحانه وتعالى- للإنسان، {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك: الآية15]، هيَّأ لنا الظروف الملائمة لحياتنا على الأرض، وبالتالي فإنَّ الكثير من الأوبئة والكوارث والمصائب التي تأتي إلى هذا الإنسان؛ إنما تكون نتاجاً لأعمال الإنسان وتصرفاته وسلوكياته، وهذا ما يؤكِّده القرآن الكريم في كثيرٍ من الآيات المباركة.

 

الله -سبحانه وتعالى- قال في القرآن الكريم: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: الآية41]، الفساد الذي يحدث في البر ما هو؟ الفساد الذي يحدث في البحر ما هو؟ هو فساد يأتي إلى مفردات وعناصر هذه المخلوقات والكائنات التي خلقها الله -سبحانه وتعالى- للإنسان، في النباتات، في الحيوانات، وحتى في البيئة والمناخ، فيما يتعلق بهذه الحياة وبمحيطنا في هذه الحياة الذي نحتاج إليه لنتصرف فيه هنا أو هناك، يظهر الفساد والاختلال نتيجة تصرفات هذا الإنسان، التصرفات الخاطئة، التصرفات غير الرشيدة، غير السليمة، غير الصحيحة، التي لا تعتمد على أساسٍ من هدي الله -سبحانه وتعالى- وتعليماته، التي ترعى لهذا الإنسان حياته بشكلٍ صحيحٍ وبشكلٍ سليم.

 

ولهذا نجد آيةً أخرى مهمة في القرآن الكريم يقول الله -جلَّ شأنه-: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}[الأعراف: من الآية56]، الله قد أصلح لنا الأرض بما يؤمِّن لنا عليها حياةً صالحة، حياةً مستقرة، حياةً ننعم فيها بما أنعم به علينا من مختلف أنواع النعم التي لا تحصى ولا تعد، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النحل: من الآية18]، ولكن تأتي تصرفات الإنسان، تصرفات البشر التي تترك أثراً سلبياً في واقع الحياة، يمتد هذا الأثر السلبي إلى كثيرٍ في واقع الحياة، إلى عناصر ومفردات هذا الكون، هذه الأرض بنفسها في برها، وفي بحرها، وفي مناخها وبيئتها وفي جوها.

 

تأتي آية أخرى في القرآن الكريم يقول الله فيها: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: الآية30]؛ وبالتالي عندما نتأمل في واقع الإنسان في الواقع البشري نجد أنَّ كثيراً من الكوارث، من المصائب، من المآسي، أتت من خلال الإنسان، من خلال البشر، من خلال بعضهم، أو من خلال مجتمعات معينة، أو من خلال قوى معينة من بني الإنسان.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد/1441هـ/ 21 مارس/ 2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر