يقول الله -جلَّ شأنه-: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}[الأنفال: الآية12]، بدأت المعركة، تاريخياً بدأت المعركة، والله -سبحانه وتعالى- يواكب هذه المعركة لحظةً بلحظة، وتبقى رعايته المستمرة مواكبةً لمجريات المعركة بشكلٍ مستمر، فأوحى الله -سبحانه وتعالى- وقد بدأت المعركة إلى الملائكة: {أَنِّي مَعَكُمْ} وهو يواكب المعركة -جل شأنه-، {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} فالوظيفة الرئيسية والمهمة الأساسية للملائكة كانت هي: التثبيت للذين آمنوا في هذه المعركة، التثبيت للذين آمنوا عن طريق تعزيز الروح المعنوية، وحتى لو لم يشعروا أو يشعر الكثير منهم أو يدركوا أو يروا الملائكة، فحضور الملائكة بين أوساطهم، والطرق التي يمتلكها الملائكة، والتي يمكنهم الله من خلالها بالتأثير الإيجابي على المستوى النفسي والمعنوي على الإنسان سيكون لها الأثر الذي يساعد الإنسان على الثبات، فالملائكة لها وسائلها وطرقها التي يمكنها من خلالها أن تؤدي هذا الدور: أن تساعد على رفع الروح المعنوية للإنسان، حتى لو لم يرَ الملك إلى جانبه، أو لو لم ير الملائكة إلى جانبه، لكن لهم طريقتهم التي تمكنهم من رفع روحه المعنوية، من الاطمئنان، من الإحساس بأنه ليس وحده في المعركة، من العوامل التي تساعده، تمده بالنشاط أكثر، بالحيوية أكثر، بالقوة أكثر، وقد تأتي مساعدات في ظل ظروف المعركة والحركة القتالية تساعد الإنسان في بعض حركاته، في بعض أدائه، تساعده بشكل أو بآخر، الله أعلم كيف تفاصيل هذه المسألة، لكنها تثمر هذه النتيجة المهمة، وهي: التثبيت للذين آمنوا، والثبات هو المطلوب؛ لأن في الميدان حتى نصل إلى النصر لا بدَّ من الثبات أولاً، لا بدَّ من الثبات، فمع الثبات والالتجاء إلى الله يأتي النصر من الله -سبحانه وتعالى-، {فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا}.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة: 1441هـ 12-05-2020م
يوم الفرقان (3) التعزيزات والمدد الإلـــــهي.. كيف ولمن؟!