مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

نحن نقول يجب أن يمتلك من يقود الأمة الإسلامية من يقود المسلمين، من يقود شعباً مسلماً أن يمتلك المعايير الإلهية، يكون عنده رحمة، يكون عنده المؤهلات لإقامة العدل، يكون عنده حكمة، يكون عنده معرفة بأساسيات الدين، يكون عنده توافق وتناسب مع طبيعة المسئولية التي هي مسئولية كبيرة ولها تأثيرها الكبير فوق كل تأثير في واقع الأمة وفي كل شؤون الأمة، يستاؤون من ذلك، كيف تقولون يجب أن يكون عنده رحمة، حكمة، مؤهلات لإقامة العدل، هذا غلط، هذا..، أشياء كثيرة يقولونها عن هذا الموضوع.

في المقابل هؤلاء الذين لهم موقف سلبي تجاه هذه المسألة في المقابل يسلمون بمعايير مقلوبة وسلبية وفظيعة, وآثارها سيئة في واقع الأمة, ودجنت الأمة للظالمين والجائرين, وأصابتها بالتبلد السياسي, فلا يمانعون أن يكون من يقود الأمة أو يحكم شعباً معيناً أن يكون فاجراً, أن يكون ظالماً, أن يكون جاهلاً أمياً, أن يكون متجبراً وأن يكون فاسداً, وأن يكون خائناً ويقدموا للأمة وهم قدموا للأمة ثقافة [أطع الأمير وإن قصم ظهرك وأخذ مالك], هؤلاء الذين لديهم هذه المعايير المقلوبة يسلمون بها, يثقفون بها ويسلمون لها ويقدمونها وهي لا تستسيغها حتى الفطرة الإنسانية, الفطرة الإنسانية لا تستسيغها أبداً, أمر عجيب!.. يستاؤون، ينتقدون، يسخطون من أن نتحدث عن معايير إلهية، عن مؤهلات إيمانية أو ما شابه، ثم يسوقون لمعايير مقلوبة فاجر، ظالم، طاغية، متجبر، لص، ينهب ثروات شعبه وينهب مقدرات أمته، ليس عندهم مانع، المؤهلات لديهم هي ماذا؟ المؤهلات لديهم ثروة مادية يستطيع أن يشتري بها النافذين والمؤثرين، أو قوة عسكرية يستطيع أن يتغلب من خلالها أو يسيطر من خلالها، أو يدبر انقلابا عسكرياً من خلالها، أو الاستناد إلى عصبية، عصبية إما عصبية عنصرية أو أي عصبية، عنصرية أو طائفية أو ما شابه، هذه المؤهلات فحسب، وبالتالي لا يهم أن يكون كيفما كان من يحكم الأمة ويتحكم في كل شؤونها يأمر وينهى ويدبر ويتحكم، لا يهم عندهم أن يتصف ولا أن يحمل أي مؤهلات، هذا غريب وهذا عجيب.

ووصولاً إلى إيكال المسألة بكلها إلى الأعداء, أنه ليس بالضرورة أن تكون الأمة هي المعنية بشأنها وولاية أمرها وأن يكون الأمر خاضعاً لمعايير منسجمة مع مبادئها وقيمها لا يهم ذلك لديهم, في نهاية المطاف أو كلوا المسألة بكلها إلى الأعداء، فالأعداء هم من يتحكمون في شؤون الأمة, ويصنعون لهم أقنعة, أقنعة, كثير من المسئولين والزعماء والسلاطين هم بمثابة أقنعة, يكون الزعيم الفلاني قناع وراءه مدبر وآمر وناهٍ ومقرر هو أمريكي أو صهيوني أو ما شابه, أوكلوا المسألة في نهاية المطاف إلى الأعداء وسلموها إليهم للتحكم بها كيفما يشاؤون ويقررون ويريدون.

موقع القيادة للأمة هو الموقع الأهم والأشد والأخطر تأثيراً في واقع الأمة، مسألة بهذه الأهمية ما هي الثقافة الراسخة بين أوساط شعوبنا عن المعايير والمؤهلات اللازمة لتبوئ هذا الموقع بكل ما يمثله من أهمية، ويتناسب مع طبيعة المسئولية المنوطة به؟ ما هي الثقافة السائدة لدى كل أفراد الأمة؟.

يفترض تجاه مسألة بهذه الأهمية، بتأثيراتها الكبيرة التي تطال كل فرد من أبناء الأمة أن يكون هناك ثقافة واعية، سائدة، راسخة، فما هي هذه الثقافة؟ حالة فراغ سائدة وتبلد رهيب تجاه هذه المسألة هيأ لحدٍ كبير لأن يكون لدى الأمة القابلية بأن يقودها ويحكمها ويتولى أمرها الجائرون الظالمون المجرمون الفاسدون الذين لا يمتلكون أي مؤهلات، والبعض منهم ولا حتى لإدارة مدرسة, فما بالك بالأمة على مدى قرون من الزمن, ومن يقرأ التاريخ يدرك ذلك وللأسف الشديد, وكان هذا عاملاً اساسياً في أن يكون مسار الأمة منحدراً إلى الأسفل, فهي لم تستفد لا من عامل الزمن ولها مئات السنين, ولا من إمكاناتها المادية الهائلة, ولديها الثروة النفطية الهائلة وغيرها من الثروات, ولا من موقعها الجغرافي الأكثر أهمية في الأرض, ولذلك لو كان مسارها صحيحاً بكل هذه المقومات لكانت أرقى الأمم ولكان لها السيادة على العالم, ومن حيث الأساس لم يكن للحكام والدول أي مشروع نهضوي ولا حضاري لبناء الأمة والارتقاء بها, ولا حتى إدراك لطبيعة المسئولية لتكون في مستواها, كان المشروع على الأغلب مشروع سيطرة ينظرون هكذا إلى مسألة قيادة الأمة وولاية أمر الأمة, مشروع دائماً مشاريعهم مشاريع سيطرة للتمكن من الاستمتاع بالسلطة لجمع الثروة وللنفوذ وللسطوة والانتقام من الأخرين, ولذلك حرصوا، حرصوا الظالمون والمجرمون على مدى تاريخ الأمة, على المستوى الفكري والثقافي على مواجهة الثقافة الصحيحة في هذا الأمر, وترسيخ ثقافات باطلة غير مقبولة تتيح لهم شرعنة الاستبداد والظلم والطغيان, ثم وصل واقع الأمة إلى ما وصل إليه.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.

بمناسبة يوم الولاية

بتاريخ: 18ذي الحجة 1434هـ

اليمن ـ صعدة.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر