[أتظنون أن انتصار الدولة الأموية، وتمكنها لتقهر الآخرين، ثم تمكنها لأن تصنع أمة أخرى غير الأمة التي أراد محمد (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم) أن يبنيها من ذلك الزمان إلى الآن؟. أنه فقط قوتهم، بل تخاذل من هم يحملون اسم جند الحق، قلة إيمانهم، ضعف إيمانهم، ضعف وعيهم].
عامل أساسي وسبب أساسي في هيمنة بني أمية وسيطرتهم على الأمة، وتغييرهم وانحرافهم بمسار الدين الإسلامي، وصناعتهم لواقع جديد وأمة جديدة، غير الأمة التي أراد محمد أن يبنيها سببه إلى حد كبير وسبب أساسي فيه ماذا؟ ضعف إيمان ووعي من هم محسوبون على أنهم جند للحق، من هم محسوبون على الحق، محسوبون على الدين، محسوبون على الجهاد، محسوبون على أنهم مع الإمام علي (عليه السلام)، مع أهل البيت، ضعف إيمانهم، ضعف وعيهم، قصور وعيهم, كان سبب كبير لسيطرة بني أمية، لغلبت بني أمية, لتمكين بني أمية.
[لماذا انتهت معركة صفين دون هزيمة لمعاوية، وقد كانت مؤشرات الهزيمة بدأت؟ عندما تخاذل أولئك الجنود من صف الإمام علي وتحت رايته.
لماذا وقد تحرك الإمام الحسن ليواصل المسيرة، مسيرة والده الإمام علي فآل الحال إلى أن يقف مقهوراً ويأخذ ما يمكن من الشروط لتأمين مجتمع أهل العراق، عندما تخاذل أصحابه. الإمام الحسين آلت قضيته إلى أن يقتل في كربلاء، بسبب ماذا؟. تخاذل أصحابه].
نلحظ نتيجة التخاذل، نتيجة التخاذل، التخاذل وهم في صف الإمام علي (عليه السلام) ، التخاذل وهم في صف الإمام الحسن، التخاذل عن الإمام الحسين, ما الذي يصنع التخاذل؟ ما الذي يجعل حتى من هم محسوبون على الإيمان والجهاد والتشيع ما الذي يجعلهم متخاذلين؟ ما هو السبب الذي يجعل الأمة تتخاذل؟ السبب واضح.
[التخاذل الذي يصنعه ضعف الإيمان، قلة اليقين، انعدام الوعي].
هذه النتيجة، التخاذل يصنعه ضعف الإيمان، التخاذل ظاهرة سلبية جداً, ظاهرة خطيرة جداً, عندما نلحظ في واقع أهل الباطل, في واقع المجرمين, من أهم عوامل قوتهم, اجتماع كلمتهم وتحركهم الجاد مع الباطل، بيتحركوا باهتمام، وباهتمام كبير، بجد وهم مع الباطل، وعلى الباطل، والدوافع التي تدفعهم لتحركهم دوافع في معظمها دوافع لا تساوي شيئاً أمام الدوافع الإيمانية، يعني: نلحظ مثلاً حتى على مستوى واقعنا كان الحافز الكبير لكثير ممن كانوا يتحركون في صف الباطل ويقاتلون بكل جد حوافز مادية.
البشمرقة كان بيقاتلوا لجل الزلط، والنهب والفيد وبيقاتلوا باهتمام كبير، كثير من الجنود الدافع الأساسي لهم إلى القتال في صف الباطل الحافز المادي، قليل من الأموال، أو وظائف وترقية وما شابه.
البعض عند أهل الباطل صحيح عندهم اندفاع بحقد شديد جداً، وطغيان واستكبار وعداوة شديدة للمؤمنين ولطريق الحق، كل دوافعهم بكلهم لا تساوي شيئا أمام الدوافع القوية للإنسان المؤمن التي تجعله يندفع في واقعه العملي وهو يستشعر عظمة العمل الذي هو فيه، قداسة العمل الذي هو فيه، وهو يرجو الله يرجو الله أمله في رضى الله، أمله في جنة الله، أمله في السلامة من عذاب الله، مؤمن بعدالة وأحقية القضية التي يقاتل من أجلها، القضية والمشروع الذي يتحرك فيه مشروع حق، طريق حق، قضية عادلة، تستحق الموقف, يترتب عليها العز والشرف والخير والرضى والسعادة والفوز العظيم.
يفترض أن يتحرك الإنسان بجد وهو يستشعر المسئولية، ويدرك شرف هذه المسئولية، عظمة هذه المسئولية مرتبط بالله، يرجو الله، ويخاف من الله إن هو قصر، يفترض أن هذا دافع كبير للعمل الجاد والتحرك الصادق واجتماع الكلمة.
فحالة التخاذل في داخل من هم محسوبون على الحق يصنعها ضعف الإيمان، وقلة الوعي، وانعدام البصيرة، وإلا بقدر ما يكون الإنسان مؤمناً وواعياً ومتيقناً ومستبصراً سيكون مندفعاً، جاداً، لا يتخاذل، ولا يفتر، ولا يتوانى، ولا يتنصل عن المسئولية، ولا يتخاذل أبداً.
التخاذل ظاهرة تدل على ضعف في الإيمان، على ضعف في اليقين، على انعدام في البصيرة، وهي ظاهرة خطيرة جداً يعالجها الوعي، الوعي الحقيقي، نعم.
[وكان الإمام علي (عليه السلام) يحذِّر، وعندما كان يحذر كان يوجه تحذيره إلى جيشه، إلى أصحابه، وليس إلى أولئك إلى جيش معاوية، يقول لأهل العراق: ((والله إني لأخشى أن يدال هؤلاء القوم منكم لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم)). كان جيش معاوية يجتمعون تحت رايته لكن أصحاب الإمام علي كانوا يتخاذلون ويتثاقلون، والتفرق قائم بينهم، لا يتحركون إلا بعد عناء وتعب شديد وتحريض مستمر. ما الذي جعلهم على هذا النحو؟.].
متخاذلين، متثاقلين، ما يتحركوا إلا بصعوبة كبيرة، ما عندهم استجابة قوية للحق، متفرقين فيما بينهم.
[ما الذي جعلهم على هذا النحو؟ هو قلة إيمانهم.]. هو قلة إيمانهم، هذه حالة خطرة.
يعني: مهم في واقعنا أن نحرص على أن نكون راقين في إيماننا، أن ندرك خطورة قلة الإيمان، إذا الإنسان قليل إيمان، قليل وعي فالمسألة خطيرة جداً عليه خطيرة، يمكن أن يفعل ما فعل أولئك، أن يتخاذل كما تخاذلوا، بعدين في مرحلة خطرة، تخاذل في مرحلة خطرة, تخاذل يخدم اليهود مباشرة، وعار عار إذا اليهود جادين, اليهودي أن يكون أكثر جداً واهتماماً منك كمسلم، وعندما تكون كلمتهم متوحدة، وكلمتنا متفرقة هذا خطر كبير جداً وعار كبير.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس مــــــن هـــدي القرآن الكريــــــــــم
في ضلال دعاء مكارم الأخلاق - الدرس الأول.
الدرس الخامس
ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ: 6/جماد أول/1434هـ
اليمن – صعدة.