عبدالفتاح حيدرة
في المحاضرة الرمضانية الثالثة عشرة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، تحدث حول كيف ان الشيطان يدفع بالبشر للاعمال السيئة ويمولوها لنشر الفساد و الجريمة والظلم والسيئات، وكل هذا ينتج عنه مفاسد وأضرار ويمتد هذا التأثير الواسع نتيجة استجابة البشر للشيطان وتحول البعض منهم إلى شياطين، لإفساد أنفسهم وإفساد الآخرين إفساد شخصي وإفساد جماعي، والتعاون مع شياطين الجن، لاستهداف الناس بأساليب وتقنيات العصر، وهناك ثغرات ليكون الانسان قابلا للتأثير الشيطاني، اولها هي الغفلة عن الله والنسيان لله، وإذا غفل الانسان عن الله يضعف منعته من تأثير الشياطين ، ثانيا، الإبتعاد عن هدى الله والتعامي عنه، لأن هدى الله له تأثيرها على مستوى الوعي تجاه مكائد الشيطان، فالأعراض عن هدى الله تتسلط الشياطين عليه، والبديل عن هدى الله والاتباع والتفهم والتقبل والتمسك بهدى الله هو شيطان قرين، يعيش معك في كثير من الأحوال والظروف ، وبصلة الانسان بهدى الله يأتي زكاء النفس وعشق قيم الخير والحق، ثالثا، التفريط في بعض الأعمال المهمة ومنها الحفاظ على الصلوات الخمس لأنها تعزز الروح الايمانية في النفس، الشيطان يتهيب من المؤمن ليس جريئا عليه في واغوائه..
رابعا، الإنجرار وراء خطوات الشيطان، وتبدأ بالتساهل والتسويف في بعض الأمور، كما هو حال التورط مع إستخدام الجوالات ومواقع التواصل والمغازلات ومشاهدة القنوات والمواقع الإباحية ، وهي كلها خطوات تدنس فيها النفوس، وكذلك تصرفات الاطماع المادية، والتفريط والتقصير فيما أمر الله به من الالتزامات الإيمانية، خامسا، قرنا السوء، وهم صنف من الشياطين، والشيطان يوسع عمله بشبكاته الواسعه، و يتابعها، وعلى مر التاريخ حاول الشيطان استهداف حتى الأنبياء ، والشيطان ضعيف في مواجهة المتقين، والذين اتقوا لا يلازمهم الشيطان، لانهم يحملون روحا يقضه وروحا لها علاقة قَوية مع الله، ولديهم حالة من الوعي تدرك ان اي وسواس ليس له علاقه مع الله، فإنه عمل شيطاني، وفيما يتعلق بسبل الوقاية من الشيطان، اولها هو الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والانسان اذا كان الانسان متنبها للوساوس التي لا تنسجم مع توجيهات الله، هذا يمنع الشيطان منه ومن تأثيراته ، متوجها بالاستعاذة لله والإصرار مع الله ولله، في حالات الغضب والرضا والمخاوف، الاستعاذة بالله من الحضور الشيطاني والتفاعل معه، إن الشياطين هم دنس ورجس، يتركون تاثيرين على الإنسان في التأثير على الرغبات والغضب والمخاوف، وكذلك على التأثير الذهني، اما شياطين الإنس فالأمر هو مقاطعتهم تماما، وان يكون الإنسان مركزا على الاستعاذة بالله دائما وخاصة عند حضور الرغبات والشهوات وحالات الغضب والانفعال وحالات المخاوف..
ثانيا الاهتمام بالعمل الصالح الذي يزيد النفس زكاءا، ثالثا، ترسيخ العدواة للشيطان وتنمية هذه العداوة باستمرار من خلال القرآن الكريم، واستحضار كل الحالات التي يدخل منها الشيطان، رابعا، السعي للاعمال التي تغيض الشيطان وتحطمه فتبعده عنك، خامسا، الاخذ بأسباب التوفيق بالله ، الشيطان قد اضل اعداد هائله من البشر الذين عصو الله واطاعوا الشيطان، وقد تطور الحال في الواقع البشريان تقوم تشكيلات الشيطان في نشر الفساد والمنكر وممارسة الظلم ومحاربة الرسالة الإلهية في ومبادئها وما تقدمه من عدل، و يتجهون بكل ممارساتهم للافساد والترويج له، ويأمر بالمنكر ومنع المعروف، وممارسة أبشع الظلم بحق عباد الله ويستبيحوهم ، ويصل بهم الحال للمحاربة والقتال في سبيل الشيطان، ولذلك جزء اساسي في التصدي للشيطان هو التصدي لأوليائه، مواجهة جبهات الشر والظلم والطغيان والمنكر، لممارسة الظلم بحق المجتمعات، وهي مسألة واضحة في كل زمن، و التصدي لهم بكل الوسائل، وليس المطلوب الخضوع والاستسلام لهم وعليهم ان يتحركوا والله وعدهم بالنصر، وفي عصرنا وزمننا فإن اللوبي الصهيوني هو على رأس وطليعة أولياء الشيطان ومن خلفه الكثير من الأنس..
إن اللوبي الصهيوني يمارس اليوم الظلم وينشر الفساد ويقوم بإستباحة الحرمات، وما نشاهدة اليوم وفي الامس في فلسطين والاعتداءات في المسجد الأقصى هي ممارسات أولياء الشيطان الذي يكشفهم ويكشف لنا المسئولية في التصدي لهم، يجب ان يكون للأمة موقف واضح مما يحدث للشعب الفلسطيني وما يحدث في القدس ، و الإعانة للشعب الفلسطيني بكل وسائل الإعانة له اهمية كبيرة وهو من ضمن الالتزامات الدينية والأخلاقية، مقابل مواقف التطبيع، ولابد ان يكون هناك موقف نشط، وان ندرك ان الموقف من العدو الصهيوني هو نشاط ضد الشيطان واوليائه، و التصدي لاعوان الشيطان هم الاسرائيليين هو موقف إيماني ، وفي واقع الدنيا من يقف مع أولياء الشيطان ومن يشاركون الشيطان في أموالهم، وصرف أموالهم في المحرمات وتمويل أنشطه عدوانيه واجرامية، هم يدفعون قيمة عذابهم ويشترون لأنفسهم العذاب في جهنم، وتتجلى الخسارة الرهيبة يوم القيامة، و مصيرهم هو جهنم، والله يعدهم بجهنم، اما من يستجيبوا لله فإن الله وعدهم وعد الحق بالجنة، ان خطورة الشيطان واسعه ولكن في القرآن الكريم الكثير من المنعة وعلى الانسان ان يتفهم ذلك وان يستعذ بالله من الشيطان ويحرص على عدم إتباع خطوات الشيطان لان كيد الشيطان ضعيف..