مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول أيضًا عن الجبال نفسها: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ} [طه: الآية105]، البعض سألوا رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ما هو مصير هذه الجبال يوم القيامة، هذه الجبال الكثيرة، الهائلة، القوية؟ {فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا}، ينسفها نهائيًا، لا يبقى لها وجود {فَيَذَرُهَا} يعني: الأرض {قَاعاً صَفْصَفاً * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً} [طه: 106-107]؛ لأن الأرض في البداية هي سويت على نحوٍ معين لتلاءم معيشة هذا الإنسان وحياة هذا الإنسان عليها، فالله جعلها بالشكل الذي جعلها عليه، وبسطها لهذا الإنسان، ومكورة في نفس الوقت، وجعل عليها البحار، والأنهار، والنباتات، وقشرتها الأرضية خصبة، ملائمة للإنسان… كل شيءٍ فيها بما يلائم هذا الإنسان، ويناسبه، ويخدم حياته، ويساعده في حياته، ويلبِّي غرضًا لهذا الإنسان، حاجةً لهذا الإنسان.

 

لكن يوم القيامة هناك إعادة لصياغة الأرض من جديد ليكون لها دورٌ آخر، ليس ليعيش عليها هذا الإنسان حياةً مستقرةً يتحمل فيها مسؤولية، يحظى فيها بنعم الله، الأرض تُدمَّر كليًا آنذاك، وتُعد إعدادًا جديدًا لمهمةٍ أخرى غير مهمة الحياة والمعيشة، مهمة الحساب، مهمة مؤقتة.

 

طبعًا البعض في مواقع التواصل الاجتماعي، في الانترنت، في الشبكة العنكبوتية ينشرون أفكارًا وتصورات عن القيامة والآخرة والجنة والنار لا صحة لها أبدًا، لا تتفق مع القرآن الكريم بشيء، ولا مع النصوص النبوية- عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بشيءٍ آخر، لا تمت بأي صلة إلى كتب الله، تصورات خرافية، وهذه الأحداث هي غيبية، إنما نعود فيها إلى الإيمان بالغيب، وإلى ما ذكره الله -سبحانه وتعالى- إلى ما صح أيضًا عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- متوافقًا مع القرآن، أما غير ذلك من التخمينات والخرافات لا يجوز أن يُعتمد عليه أبدًا، تصورات حتى عن الأرض يوم القيامة، عن الجنة، يأتي البعض يقول لك: [الجنة ستكون على جانب من الأرض، والنار على جانب آخر، وتغيرات مناخية تحصل، ومدري أيش…] |لا|، النصوص القرآنية واضحة، هذا الدمار الهائل للأرض، ونسف ما فيها من الجبال، وانتهاء ما فيها من بحار: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} [الانفطار: الآية3]، وآية أخرى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير: الآية6]، نصوص واضحة عن دمار كلي للأرض، وتسوية لها لدورٍ آخر {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} [الانشقاق: الآية3]، يقول هنا: {فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} يعني: الجبال، {فَيَذَرُهَا} يعني: الأرض، {قَاعًا صَفْصَفًا * لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} يعني: قاعًا مستويًا، قاعًا قاعًا، (حَدَبَة) حسب التعبير المحلي، أو أرضية مستوية تمامًا ليس فيها أي منخفضات ولا أي مرتفعات، وليس فيها أي شيء آخر، أيّ مظهر من مظاهر الحياة؛ لأنها لن تبقى للحياة أصلًا، لن تبقى لاستقرار الإنسان أصلًا، بقي دور واحد للأرض، هو: الحساب عليها، أن تتحول إلى ساحة مستوية للحساب، ولهذا قال: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}.

 

{وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} تُمَدّ وتُبسط وتتحول إلى ساحة وعرصة واحدة، وساحة مستوية تمامًا، لم يبق فيها لا جبال ولا أي شيء {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} [الانشقاق: الآية4]، تُخرِج كل ما داخلها، حتى ما قد حملته من مليارات البشر أصبحوا داخلها ترابًا، تخرجهم ليعودوا إلى الحياة من جديد.

 

العالم من حول الأرض بكله أيضًا ينتهي {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} [الانفطار: 1-3]، كل ذلك ينتهي، الحياة البشرية من أول ما تقوم القيامة تنتهي بشكلٍ كامل، يموت كل من بقي من الأحياء (من البشر) يموتون بأجمعهم وبكلهم، والله أعلم كم سيكون تعداد البشرية عند قيام الساعة، كم سيكون عدد السكان على الأرض؟ هذا أمرٌ غيبي {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ} [الزمر: الآية68] كلهم ماتوا. آياتٌ أخرى، البعض منها استثنت {إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ}، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ}.

 

فهذا الحدث الهائل يجب أن يحسب الإنسان حسابه، هذا حدثٌ نحن قادمون عليه، الساعة آتية لا ريب فيها، القيامة آتية لا شك فيها، الإنسان قادم على كل هذه الأحداث المهولة التي ليست سوى ترتيبات تمهِّد لدخول عالم الحساب وعالم الجزاء، لو لم تكن المسألة إلا مستوى الذعر والرعب والفزع من تلك الأحداث كأحداث وتنتهي، كان لا بأس, يعني ما هي مشكلة، مع أنه أمر يستحق من الإنسان أن يتقيه، أن يحسب حسابه، أن يسعى أن يكون آمنًا حينما يحدث (وهو الفزع الأكبر)، ولكن كل هذه الأحداث المهولة والعظيمة والرهيبة إنما هي بداية ترتيبات لأمرٍ عظيم، لأمور كبيرة، لأمور مهمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

السلسلة الرمضانية 1439هـ – المحاضرة السادسة

أبريل 18, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر