{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} هو من قال لبني إسرائيل: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} عندما يقول الناس: ” نحن قليل الآخرون قد يستذلونا، قد يُقتل منا كذا، ونحن قليل لا نستطيع أن نعمل شيئاً”. الله هو الخالق، هو الذي يستطيع أن يمدكم بأموال وبنين، ألم يقل نوح (عليه السلام) لقومه {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً ( 11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (12)} إذا ما قُتِل ابني هذا وابني هذا هو من سيمدني بأبنـاء آخرين {يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَـاراً}.
هو الخالق هو البارئ، كلمة {بَارِئ} تشبه معنى كلمة {خَالِق} فيما تعنيـه من الإبداع أو الابتداع ، أو أنه فاطر ما خلقه.
{الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} أن يخلق الشيء على كيفية معينة على نحو معين، الذي برأ النّسَمَة، كما كان في قَسَم الإمام علي (عليه السلام) (والذي فلق الحبّة وبرأ النّسَمة) خلقها على كيفية معينة، فطرها هو وابتدعها هو بدون مثال سابق.
{لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} فهنا ذكر لنا مجموعة من أسمائه الحسنى، ماذا تعني ؟. تعني كمالاً بالنسبة لله سبحانه وتعالى، ليس مجرد أسماء ألفاظ لا تعني شيئاً. الآن لو وضعنا لشخص منا عدة أسماء هل يمكن أن تزيد في معانيه شيئاً فنسميه: أحمد ومحمد وقاسم وصالح ومسفر وجابر. هل لهذا زيادة فيك ؟. لا. هل تغير هذه الكلمات عن كمال بالنسبة لك؟.أو تعطي شهادة بكمالك؟. الله هنا عرض لنا مجموعة من أسمائه الحسنى التي هي حديث عن كماله، كماله المطلق في كل شيء، (عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر).
ثم قال لك أيضاً له الأسماء الحسنى، عُد إليها في بقية الآيات والسور في القرآن الكريم واجمعها وستجد كم هي. أشبه شيء بإحالة لنا إلى ما ذكره من أسمائه في بقية السور والآيات الأخرى، ارجع إليها هناك حكيم، حليم سميع، بصير إلى آخر أسمائه الحسنى ، تلك الأسماء التي تشهد بكماله، لترى نفسك بأنه يمكن لك، بل يجب عليك، بل لا يجوز لك غير هذا أن تتوكل عليه، وأن تثق به، وأن تستشعر عظمته سبحانه وتعالى.
استشعار عظمته في نفوسنا أن تملأ عظمته نفوسنا،هذه قضية مهمة، قضية مهمة، ولا شيء يمكن أن يمنحنا هذا الشعور سوى القرآن الكريم فيما يعرضه من أسماء الله الحسنى، ومعانيها، ومظاهرها، وما فيها من شهادة بكمال الله سبحانه وتعالى.
الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله عظمة الله الدرس السابع
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 25/1/2002م
اليمن-صعدة