عبدالفتاح حيدرة
خصص السيد القائد - عليه السلام - في محاضرته الرمضانية التاسعة عشره للعام الهجري 1446 هـ ، لتوضيح الآثار والنتائج الدورس عن غزوة بدر الكبرى، و تسميتها بيوم الفرقان لانه يوم مهم وفارق بالتاريخ في احقاق الحق والخير وازهاق الباطل والشر والفساد ، وبما ان الله سبحانه وتعالى هو من يتولى صناعة وخلق المتغيرات ، ويبدل من كانوا في نفوذ واستحكام إلى ذله بسبب فسادهم، والله هو من رسم السنن في هذه الحياة بالاسباب والنتائج، ويتدخل فيها، والنقلات التي حدثت في صدر الإسلام كانت من هذا الحال ، وكانت قوى الشرك والضلال والطغيان هي المسيطرة والمتحكمه وكانت مسألة ان يتبدل ذلك الواقع لصالح المستضعفين حينها من سابع المستحيلات، ومسار الاسلام كان فيه تغيير جذري بكل معنى الكلمه، وبعد الصراع مع قريش وبعد الصراع مع اليهود والصراع مع الرومان، فكانت منهجية الاسلام التي تحرك بها الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله كانت منهحيه صحيحه متصله بالله سبحانه وتعالى، فبعد أن كانت وضعية المسلمين مستضعفين ومضطهدين في مكه وكانوا يشعرون بالغربه فنصرهم الله وايدهم ورزقهم ومكنهم من الطيبات، وهذا درس على مدى التاريخ..
من اول المتطلبات لبناء أمة مسلمه كان المسلمين بحاجه لحاضنه شعبية ونطاق جغرافي ، فآواهم الله عند الانصار في المدينة، وكان التهديد واسع من حولهم، فكانوا بحاجه لانتصارات تعزز وجودهم ويثبت أمر الاسلام، وكان الكثير من الناس في حالة تربص، وكان المسلمون بحاجة إلى نقله نوعية تكسر من شره الأعداء واطماعهم وتشجع المتربيصين والمترددين للانضمام إلى الإسلام، وكانت قوى الكفر والشرك تتعارض مع الاسلام لان دين الإسلام دين الخير ونصرة المستضعفين، وكانت قوى الكفر حينها قوى متعدده من التجمعات القبليه واليهود وقوى دوليه، وكلها لها موقف عدائي من الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله ومن الاسلام، وكانت قريش هي القوة الابرز التي تعادي الرسول والاسلام، وكانت لها مكانه كبيرة في اوساط القبائل في الجزيرة العربية، ولكنهم لم يشكروا نعمة الله عليهم اتجهوا هم لمحاربة الاسلام، فهاجر الرسول إلى المدينة للانصار وكانوا هم الحاضنه التي ناصرت وآوت الرسول والاسلام ، وبعدها نسقت قريش وبعض القبائل لحصار المسلمين في المدينة وبدأت قريش في التحضير لعملية عسكرية كبيرة ضد الانصار والرسول، وارسلت قافله ضخمه للشام بهدف ان يكون منها عائدات ضخمه لتمويل المعركة ضد الرسول والمسلمين..
تحرك الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله للاستعداد في المدينة وبدأ يحرك المسلمين في سرايا صغيرة، وكانت عمليه مهمه لتنشيط المسلمين ونشر المعنويات واعداد المسلمين للحرب وكسر سعي قريش لعزلة المسلمين، وعندما علم بموضوع القافله نزل له أمر الله لاستهداف القافله التي كانت مخصصه عائداتها لمحاربة الاسلام والمسلمين..