مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجانب الآخر كثير من التشريعات والمسؤوليات التي حملنا الله إياها ويفرضها علينا الواقع هي مسؤوليات تحتاج إلى صبر إلى تحمل، وفي واقع الحال إن كل الأمور المهمة في هذه الحياة حتى خارج الاعتبار الديني خارج اعتبار المسؤولية الدينية مسؤولياتنا الفطرية في هذه الحياة تحتاج إلى تحمل تحتاج إلى صبر، كثير مما نواجهه في هذه الحياة من التحديات من المشاكل من العوائق من الصعوبات تحتاج إلى صبر، الصبر قضية أساسية يحتاج إليها الإنسان في مشواره في الحياة وفي رحلته في الحياة وإلا إذا فقد الإنسان الصبر ينهار.

 

والكثير من الناس في هذه الحياة ينهار نفسياً، يتحطم نفسيًا بل البعض يصاب بمرض نفسي وتنهار قواه النفسية وَتَحَمُّلُه وطاقتُه في مواجهة صعوبات هذه الحياة ومشاق هذه الحياة، أمام الصعوبات التي يمكن أن نواجهها في هذه الحياة أمام المتاعب أمام المشاكل أمام التحديات وللتحمل في النهوض بمسؤولياتنا الدينية والمقدسة وهي: مسؤوليات نحتاج إليها في هذه الحياة لها علاقة بهذه الحياة، لها علاقة بإصلاح هذه الحياة لها علاقة بالحد من مشاكل هذه الحياة مثل: مسؤولية الجهاد في سبيل الله في مواجهة الطغاة الظالمين الأشرار المفسدين المجرمين، هذه الفئات التي تلعب دوراً سلبياً وتخريبياً في واقع الحياة معظم مشاكل الناس في هذه الحياة معظم مشاكلهم وراءها هذه الجهات، المجرمون المفسدون الظالمون المستكبرون الطغاة، فئات، كل فئات الشر كل الفئات التي ترتبط بالأجندة الشيطانية في هذه الحياة هي وراء الكثير والكثير من مشاكل الناس، من مشاكل البشرية في هذه الحياة هي الجهات التي تنتج الظلم وتمارس الظلم وتمارس الفساد وتمارس الطغيان وتمارس الإجرام وترتكب الجرائم فيعاني منها الناس في انعدام أمنهم وانعدام استقرارهم وتعاني منها البشرية على مستوى الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي والاستقرار الأمني يُفقِدون الناس الأمن والأمان والاطمئنان، تعاني منها البشرية على المستوى الاقتصادي فيزداد الفقر وتتفاقم معاناة الناس على المستوى الاقتصادي وتحدث المجاعات ويتولد عن المشكلة الاقتصادية الكثير من المشاكل الاجتماعية والمشاكل الأمنية والمشاكل المتنوعة في هذه الحياة.

 

إذن علينا مسؤولية معينة، هذه المسؤولية يسميها الله الجهاد في سبيله، الجهاد في سبيل الله هي عبارة عن التصدي لهذه القوى المجرمة، قوى الإجرام قوى الطغيان قوى الإفساد قوى الظلم التصدي لها والسعي لمنعها من ممارسة ما تمارسه من جرائم بحق البشرية من ظلم من نكبات وويلات ومآس تلحقها بالبشر والعمل على إقامة العدل وإقامة الحق وإعلاء كلمة الله وهي كلمة الخير كلمة العدل كلمة الإحسان، ما الذي يريده الله لعباده وما الذي يريده الله من عباده وما الذي يأمر الله به عباده؟ قال في آية جامعة {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ} [النحل الآية:90]، هذه المجالات الثلاث تصب فيها توجيهات الله، تعليمات الله، هي الإطار الجامع لكل التفاصيل التي يأتي بها الدين، العدل هو نطاق واسع يشمل الكثير والكثير من توجيهات الله وتعليمات الله والتفاصيل التي أتى بها الشرع الإلهي {وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ} الذي ينهى الله عنه ويأمرنا أن ننهى عنه أن نتصدى له في هذه الحياة أن نعمل على مواجهته في هذه الحياة، كذلك اشتملت عليه هذه العبارات الثلاث: الفحشاء، المنكر، البغي، هذه شملت كل المفاسد شملت كل المظالم شملت كل الشرور شملت كلما يمكن أن ينتج عنه من أمور سيئة وسلبية في واقع الناس كلما يمكن أن تتضايق منه البشرية كلما يمكن أن تعاني منه البشرية يدخل ضمن الفحشاء بما فيها من مساوى وسلبيات اجتماعية تهد الحياة الاجتماعية، تفكك الأسر، تدنس النفوس، لها انعكاسات سلبية وفظيعة في الواقع.

 

المنكر أيضاً ويدخل ضمنه تفاصيل كثيرة هي: كل ما يمكن أن نركز على مواجهته والتصدي له لآثاره السيئة في واقع الحياة البالغة السوء في كل مجالات الحياة على المستوى الأخلاقي على المستوى الاقتصادي على المستوى الأمني إلى آخره.

 

وحالة البغي اليوم هي الحالة التي تعاني منها الشعوب بغي البغاة ظلمهم تعديهم على الناس بغير الحق.

 

كم هناك من حروب هي تدخل في إطار البغي اليوم العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا هو حالة بغي ما يجري على الفلسطينيين هو حالة بغي ما يجري على السوريين هو حالة بغي ما يجري على العراقيين حالة بغي ما يجري على مختلف شعوب المنطقة، ما تعاني منه البشرية، وما يعاني منه المستضعفون في شتى أقطار الدنيا البغي، لكي نتحمل مسئوليتنا في التصدي للبغي في التصدي للظلم في التصدي للشر في العمل على إقامة العدل على إحقاق الحق، لابد من الصبر لا بد من الصبر، كيف نتربى على الصبر الصبر في النهوض بالمسئولية، الصبر في طاعة الله، الصبر في الامتناع عن معصية الله، والسيطرة على النفس، والانتصار على هوى النفس، عملية الصيام هي عملية نتعلم فيها الصبر أن نصبر عند الظمأ تشعر بالظمأ وتعاني من الظمأ ويزداد الضغط النفسي والجسدي عليك من ذلك فتتعلم أن تصبر وأن تتحمل والصبر هي حالة تحمُّل باختصار الصبر حالة تحمل في النفس والجسد، عند الجوع مثلاً تعاني من الجوع والضغط النفسي عند الجوع والضغط البدني عند الجوع فتتعود على أن تصبر وأن تتحمل وهكذا نتعود ونتروض على الصبر عند حالات المتاعب النفسية والمتاعب الجسدية كلما تعود الإنسان على الصبر كلما امتلك القدرة على التحمل وبالتالي القدرة على النهوض بالمسئولية، القدرة على الالتزام، المنعة النفسية، القوة النفسية تتنامى حالة من القوة النفسية والطاقة النفسية والامتلاك للقدرة بشكل أفضل وبشكل أكبر، لكن يحتاج الإنسان إلى استحضار الذهنية لهذا، بمعنى إذا لم تركز في ذهنيتك ونفسيتك على أنك عندما تعيش أجواء الصيام وتستشعر أثناء الصيام هذا التجلد هذا التصبر تستشعره وتسعى إلى الاستفادة منه كحالة نفسية من التحمل النفسي والتحمل البدني إذا لم تستحضر هذا فيمكن أن يغيب عنك، يتجه فقط تركيزك إلى الانتظار لوقت الإفطار، ولحين ما يأتي العشاء، والاستعداد عند ذلك أن تتجه إلى الأكل والشرب بكل نَهَم، لتعوض هذه الحالة التي عانيت منها أثناء الصيام، فَاتَّجَهَ كل تركيزك إلى الانتظار للإفطار، حينما يأتي الليل، وبالتالي تتجه بشراسة كبيرة، ورغبة عارمة وتوجه كبير جدًّا إلى أن تقضم وتأكل أقصى ما تستطيع أكله من الطعام لتملأ به بطنك، ومن الشراب لتروي به ظمأك، حتى تعوض عن نفسك ما قد عانيته منه من الجوع والظمأ أثناء الصيام، |لا|.

 

لاحظوا حتى عندما يأتي المساء يحاول الإنسان أن يكون توجهه للشراب والطعام وهو يشرب الماء أو يشرب العصائر أو يأكل من الطعام بدون نهم شديد، بتماسك بوقار بِتَروٍّ بِتُؤَدَة، وليس باتجاه وكأنه خرج من سجن فيتجه فوراً إلى الأكل والشرب بكل نهم وقوة ويأكل بشكل كبير جدًّا، يتعب نفسه طوال الليل، |لا| يحاول الإنسان أن يتماسك.

 

فإذن عملية الصيام نستفيد منها التعود على السيطرة على النفس، على تنمية الإرادة والقوة والسيطرة والتحكم أمام رغبات النفس وأمام شهواتها، نتعود من الصيام الصبر ونحن نحتاج إلى الصبر في كل شيء، في الالتزام الديني في الانتهاء عن معصية الله، في طاعة الله -سبحانه وتعالى- حتى فيما خالف هوى النفس ورغبة النفس، أو صعب على النفس أو رأت فيه النفس المشقة عليها.

 

وللنهوض بالمسؤوليات المهمة نحتاج إلى التقوى، أن نتقي الله فلا نفرط فيها؛ لأننا إن فرطنا في مسؤولياتنا الكبيرة ترتب على ذلك نتائج سيئة في حياتنا وفي مستقبلنا يوم القيامة، كم من المظالم تنتشر في هذه الأرض؟ كم من المفاسد تنتشر في هذه الأرض نتيجة التقصير؟ نتيجة الإهمال في النهوض بالمسؤولية، لاحظوا الأكثر من البشر لا يزالون متنصلون عن مسؤولياتهم في التصدي للظلم والظالمين والفساد والمفسدين والطغاة وطغيانهم، وهذا يفيد أولئك، يزداد ظلمهم يزداد شرهم يزداد طغيانهم، تزداد المظالم تزداد المآسي، تكبر النكبات والويلات على البشرية، لكن كلما استشعر الناس التقوى كلما تحملوا مسؤولياتهم كلما تحسن واقع الحياة وكلما كان لذلك أثرٌ إيجابيٌ في واقع الحياة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

لعلكم تتقون رمضان 1438هـ: معنى التقوى المحاضرة الثانية


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر