الله يقول هنا: {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم}، يعني: ليس هناك مبرر على المستوى الاقتصادي، المبررات التي يسوقها البعض: الموضوع الاقتصادي، الجغرافيا وسِعة المناطق، التربية يسوقها البعض أن هذا يحدث مشكلة كبيرة في التربية، وهذا غير صحيح أبداً، المشكلة عادةً تكون إذا لم يكن هناك جهات مهتمة بهذه الأمور: بالتربية ومساعدة الآباء في تربية أبنائهم، {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} هذا وعد من الله -سبحانه وتعالى-، وعد ممن لا يخلف وعده، الله -سبحانه وتعالى- من أسمائه الحسنى (الرزاق): {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: الآية58]، من أسمائه الحسنى (الكريم)، من أسمائه الحسنى (الوهاب)؛ فهو الوهاب، وهو الكريم، وهو المنان، وهو الرزاق، و(هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ): رزاق قوي، يقدر على أن يوصل رزقه وأن يوفر عطاءه لعباده، والله -سبحانه وتعالى- قد جعل لعباده الكثير من الأرزاق، أسبغ عليهم نِعمه ظاهرةً وباطنة مما هو موجود، ومما أيضاً يمكن أن يزيد عباده من بركاته ومن فضله الواسع جدًّا، فهذا الوعد وعد مهم، (نَّحْنُ): الله -جلَّ شأنه- الكريم، الوهاب، الرحيم، المنان، ذو الفضل الواسع العظيم، الغني، الغني الكريم، الغني الحميد، (نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم): نَرْزُقُهُمْ فلا تخافوا على مستقبلهم، وَإِيَّاكُم فلا تخافوا أن يمثلوا عبئاً عليكم، إذاً هذا وعد واضح من الله -سبحانه وتعالى-، كما نقول نحن في تعبيرنا- وإن كان هذا مجرد مثال ولله المثل الأعلى- عندما يقول الإنسان: [أنا أتكفل، أنا ألتزم]، فهذه ضمانة من الله -سبحانه وتعالى-: {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم}، فلا تخافوا على مستقبلهم، ولا تخافوا أن يمثلوا عبئاً عليكم.
إذاً إذا جئنا إلى مسألة الرزق: الله هو الرزاق، هذه أول قاعدة، وآمالنا يجب أن تتجه نحو الله -سبحانه وتعالى-، وللحصول على الرزق، وللتركيز على هذه المسألة والوعي عنها، يجب أن نلحظ عدةً من الجوانب الأساسية:
أولاً- من أهم الأسباب في الحصول على الرزق، ومن أهم الأسباب لسعة الرزق، ومن أهم الأسباب لمكافحة مشكلة الفقر والبؤس، هي: الرجوع إلى الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنه هو الرزاق، الرجوع بالالتجاء بالدعاء، والرجوع بالتوبة، والرجوع بالاستقامة العملية على نهجه وتعليماته وتوجيهاته.
التقوى لله -سبحانه وتعالى-: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3]، من التقوى لله ومن الرجوع إلى الله، ومن الاستقامة على نهج الله: الالتزام بتوجيهاته، والاحترام لحرامه وحلاله، الالتزام بهذا، وهناك جزء كبير من التوجيهات الإلهية لها علاقة بالجانب الاقتصادي نفسه، تعليمات وتوجيهات وأوامر تتعلق بالجانب الاقتصادي نفسه، فمن الرجوع إلى الله، من الاستقامة على نهج الله، من أسباب البركة: التقوى لله -سبحانه وتعالى- في الالتزام العملي في الحياة، في المعاملات، في التصرفات، في المواقف: أن يقف الإنسان- دائماً- موقف الحق، وكذلك في التوجيهات ذات العلاقة بالمال، ذات العلاقة بالجانب الاقتصادي، ذات العلاقة بالمعاملة بين الناس، الالتزام بهذا سبب للبركة، وسبب للخير، وفي نفس الوقت سبب لسعة الرزق، سبب لمرضاة الله -سبحانه وتعالى- وألطافه ورعايته وكرمه وفضله الواسع، كما قال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، كما قال: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف: من الآية96]، لاحظوا هذا وعد مهم، كما قال: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً}[الجن: الآية16].
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثانية عشر