مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مر بنا في آخر الدرس في الأسبوع الماضي مثال مهم عن من جاهدوا بدون وعي، جاهدوا تحت راية الإمام علي (عليه السلام) الذي هو مع الحق والحق معه، الذي  هو مع القرآن والقرآن معه، جاهدوا معه وهو من هو في منزلته العظيمة في الإسلام من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) بمنزلة هارون من موسى, يعني: فضيلة عظيمة أن يكون الإنسان مجاهد مع الإمام علي، يقاتل تحت راية الإمام علي، لكنهم عندما لم يكونوا واعين خدعوا وانخدعوا وتأثروا، أثرت فيهم دعاية زائفة، خدعة من مضل مجرم هو عمرو بن العاص، عصفت بإيمانهم، وزلزلت يقينهم وانحرفت بهم دعاية واحدة من مضل، من مجرم، من ماكر، أثرت عليهم وانحرفت بهم وأخرجتهم عن طريق الحق، وتحولوا من مقاتلين مجاهدين تحت راية الحق في صف الإمام علي (عليه السلام) إلى أعداء للإمام علي (عليه السلام)، إلى محاربين للحق ومخدوعين، مخدوعين بشكل عجيب باسم الدين، حتى في معركتهم في النهروان التي خرجوا فيها للحرب على الإمام علي (عليه السلام)، كانوا يتقدمون إلى القتال ضد الحق وصاحب الحق الإمام علي (عليه السلام)، ضد القرآن وقرين القرآن وهم يقولون: الرواح إلى الجنة. مخدوعون، مضللون، خدعوا.

أنت يمكن أن تخدع، يمكن أن تكون ضحية لتضليل أو دعاية من مثل تلك الدعاية، من مثل تلك الطريقة المضلة والمخادعة التي عملها عمرو بن العاص في زمنه، يمكن أن تكون أنت ضحية لدعاية، أو تضليل، أو أسلوب من أساليب الخداع لإسرائيلي، أو أمريكي، أو منافق، لا يمكن أن يحميك من هذا ولا يدفع عنك هذا إلا الوعي العالي.

هذا الزمن فيه أخطر, فيه من هم أخطر من عمرو بن العاص، وأخطر من معاوية، نحن في مرحلة وفي عصر بلغ الضلال فيه ذروته، والمضلون يمتلكون من وسائل وإمكانيات التأثير على الناس ما لم يكن يمتلكه لا معاوية، ولا عمرو بن العاص، ولا دولة بني أمية،  ولا كل المضلين عبر التاريخ.

اليوم المسألة خطرة جداً, اليوم نحن أكثر خطورة، نحن أكثر حاجة، أكثر حاجة وأمس حاجة إلى الوعي العالي، الوعي العالي، وليس الوعي القليل، وليس الاكتفاء بقليل من الوعي والبصيرة، الوعي العالي، وإلا يمكن والله أعلم ما يأتي به الغيب يمكن أن ينخدع الإنسان حتى وإن كان واثقاً من نفسه، إذا وثق بنفسه فأهمل نفسه، ثقة بالنفس ترتب عليها إهمال, إهمال للنفس، يمكن حينها أن يتأثر الإنسان.

قد تأتي في المستقبل مشاكل، فتن، أحداث, وسائل جديدة لأهل الضلال، دعايات، مؤثرات نفسية للتأثير على الإنسان حتى وإن كان مستبصراً بشكل عام, يعني: واعياً الوعي العام بأن القضية هذه قضية محقة، وقائمة على أساس الحق والهدى. لكن يلزمنا على كل حال الوعي.

 عندما نتأمل إخوتي الأعزاء، عندما نتأمل في واقع الأمة اليوم، واقع المسلمين في هذا العصر بكل ما فيه من رداءة، وانحطاط، وغباء، وجهل، وضلال، وشتات، وفرقة، وذلة وهوان، هذا الواقع بكل ما فيه هو نتيجة واضحة لنقص الوعي، هكذا هي نتيجة النقص في الوعي، القصور في الوعي، النقص في الإيمان.

الوعي يظهر ويتجلى في واقع الإنسان، في مواقفه، في سلوكه وتصرفاته، في أعماله، في أقواله، في مسيرة حياته، الوعي ليس مجرد رؤية ينطق بها اللسان، أو يرددها الإنسان في مجالس، أو مقايل، الوعي تترجمه المواقف، مواقفك هي التي تشهد على مدى وعيك، أعمالك هي التي تشهد على مدى وعيك، تصرفاتك هي التي تشهد على مدى وعيك، روحيتك, واقعك النفسي هو الذي يشهد ويدلل على مدى وعيك.

أثر الوعي يكون في الإنسان في روحيته، وفي مواقفه، في تصرفاته، في اهتماماته، الوعي ليس مجرد كلام تتحدث به لا.

وهكذا يتجلى أيضاً النقص في الوعي, النقص في الوعي له تداعيات ونتائج وآثار كارثية وكبيرة في واقع الحياة بكلها، في مواقفك، في روحيتك، في نفسيتك، في تصرفاتك، في الواقع الناتج عن تصرفاتك التي لم تنطلق من وعي، عن مواقفك وأعمالك التي لم تنطلق من وعي، عن روحيتك التي صاغها النقص في الوعي، وكانت متأثرة بنقص الوعي والإيمان.

المدرسة الإيمانية هي مدرسة بصيرة، بصيرة عالية، نور يملأ الله به قلب المؤمن، ويتجلى هذا النور من خلال أثره في نفس الإنسان ومشاعره، في أعماله ومواقفه، في اهتماماته وتصرفاته، يتجلى مستوى الوعي، فالمسألة مهمة جداً؛ لأن نقص الوعي نتائجه كبيرة، نتائجه ضلال، انحراف عن الحق، والعاقبة النهائية هي جهنم والعياذ بالله, نتائجه أن يكون الإنسان العوبة العوبة بيد الشيطان، العوبة بيد أولياء الشيطان.

في آخر الدرس الماضي مرت بنا جملة مهمة جداً في الملزمة عندما قال سيدي حسين (رضوان الله عليه):

وهكذا - بعد أن تحدث عن الخوارج الذين كانوا مجاهدين، كانوا مجاهدين, يعني: لا لا تغتر بنفسك أنك أصبحت مجاهد، إذا أنت مجاهد اهتم أن تكون واعياً، حتى لا تجني على الجهاد، لا تجني على المسيرة، لا تجني على الأمة، لا تُخدع، لا تأتي ظروف أو متغيرات، أو دعايات تتأثر بها نتيجة القصور في وعيك.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس مــــــن هـــدي القرآن الكريــــــــــم

 

في ضلال دعاء مكارم الأخلاق - الدرس الأول.
الدرس الخامس
ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ: 6/جماد أول/1434هـ

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر