فنحن معنيون بالحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، وأن نحافظ على الأولويات في اهتماماتنا، هذا ما يدل على التقوى، ما يدل على الإيمان، ما يدل على الوعي أن نحافظ على الأولويات لتضبط اهتماماتنا العملية، ونعالج على ضوئها، على ضوئها وليس على حسابها، بل من خلال الاهتمام بها، من خلال أن تكون هي المنطلق:
نحافظ على تماسك الجبهة الداخلية، نعالج المشاكل الداخلية، نصلح أي خلل في الواقع الداخلي بروحٍ عملية، بروحٍ مسؤولة، وليس بالمناكفات الإعلامية والمزايدات التي يستخدمها البعض كأسلوب لإرضاء الطموح الشخصي. |لا| إنما بروحٍ مسؤولة، وبروحٍ عملية، وبشكلٍ صحيح وسليم، وبالاستناد إلى الحقائق والأدلة والمعلومات الصحيحة، وليس بالاستناد إلى الأقاويل والدعايات والوشايات الكاذبة والمغرضة والحاقدة، بحمد الله هناك في هذا الشعب الخير الكثير، الكثير من الرجال الصالحين والنساء الواعيات والمؤمنات الذين يبذلون جهدهم في كل هذه المسارات وفي كل هذه المجالات وبشكلٍ كبير وملموس ومؤثر، وهم الأكثر حضوراً والأكثر تأثيراً في الساحة، والأمل- إن شاء الله- أن تتواصل الجهود في كل هذه المسارات، وفي العناية بتماسك الجبهة الداخلية.
أيضاً من القضايا المهمة التي ينبغي الالتفاتة إليها: العمل على معالجة المشاكل القبلية والنزاعات القبلية بروحٍ مسؤولة، وباهتمامات من الجميع على أساسٍ من الالتزام بتقوى الله -سبحانه وتعالى- والوعي تجاه مؤامرات الأعداء لتدمير السلم الاجتماعي وإغراق الناس في نزاعات ومشاكل لا أول لها ولا آخر، ودفع الناس للتعامل مع أي قضية مهما كانت بسيطة أو قابلة للحل بأسوأ ما يكون، دفع الناس إلى الاقتتال، إلى الصراع، إلى النزاع الشديد، وللأسف يتحرك في هذا الجانب البعض ممن هم بعيدون عن التحمل للمسؤولية في التصدي للعدوان، فإذا كانت قضية من هذه القضايا لا يتحرجون في دفع الناس فيها إلى الاقتتال، إلى التنازع، إلى شد الحبال فيها ليكون الناس فيها على أسوء حال من الفرقة، والبغضاء، والكراهية، والتشدد، ويحرصون على أن يدفعوا الناس نحو التنازع أكثر فأكثر في القضايا الداخلية، بينما يحاولون أن يبعدوهم عن الاهتمام بالقضايا المهمة والقضايا الرئيسية والقضايا الكبيرة. فإن شاء الله من خلال تفعيل الوثيقة القبلية (وثيقة الشرف) يكون هناك جهود للحفاظ على السلم الاجتماعي، وتحصين الجبهة الداخلية.
من الأشياء المهمة: العناية القصوى بالموسم الزراعي، ونحن دخلنا الموسم الزراعي، وبحمد الله -سبحانه وتعالى- منَّ الله علينا بالأمطار الغزيرة، وهذه هي فرصة للتوكل على الله -سبحانه وتعالى- عندما نتجه للعناية بالموسم الزراعي ستكون الحصيلة حصيلة جيدة ومهمة.
البرامج على مستوى مؤسسات الدولة التي ستنبثق عن الرؤية الوطنية في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة، وفي كل مجال من المجالات الرئيسية: في المجال الاقتصادي أولاً، في مجال الإصلاح الإداري، في مجال إصلاح القضاء، في مجال مكافحة الفساد بشكلٍ عمليٍ ومسؤول، وبخطوات مدروسة وصحيحة، إن شاء الله ستنطلق بشكلٍ أفضل، وستحقق نتائج- إن شاء الله- على نحوٍ أفضل وبشكلٍ أكبر.
من آخر ما نؤكِّد عليه ونحث عليه العناية في يوم العيد بإخراج الفطرة، والاهتمام بالفقراء والمساكين.
التقوى ثمرة الشهر الكريم
وجوب الحفاظ عليها والانطلاق على أساسها
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السابعة والعشرون. يونيو 5, 2019م
القاها السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.