مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم أيضاً يقدم تحذيراً آخر: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، ثم يقدم أيضاً تحذيراً آخر: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: الآية25]، {وَاتَّقُوا فِتْنَةً} أنت مهددٌ بالفتنة، المتنصل عن الاستجابة العملية، المتخاذل، المهمل، المفرط، هو مهددٌ بالفتنة؛ لأن الفتن لا تختص بالمجرمين، يعني: تتصور أن الذين يفتنون مثلاً هم من يتجهون في صف الباطل بشكلٍ مباشر، فيقاتلون في سبيل الباطل، ويتحركون في جبهات الباطل، الفتنة أيضاً هي تأتي إلى من؟ هي تأتي إلى المتخاذلين، إلى المفرطين، إلى العصاة المتنصلين عن المسؤولية تأتي إليهم أيضاً، وهم في ذلك الحال تأتي إليهم الفتنة فتضربهم، تؤثر عليهم؛ فيخسرون ويفشلون أمام الاختبار، وهذه من الأمور العجيبة والملموسة جدًّا في واقع الأمة.

 

البعض من الناس مثلاً قد يتنصل عن المسؤولية إما ابتداءً، منذ اليوم الأول وهو متنصل، لم ينطلق أصلاً، أو فيما بعد ينطلق لمرحلة معينة، يهتم لمرحلة معينة وقد يجاهد حتى إلى مرحلة معينة، ثم يقعد، ثم يقعد ويتخاذل ويتنصل عن المسؤولية ويجمد، في مثل هذه الحالة هو يظن نفسه أنه سيبقى في وضع عادي، وفي واقع الحال لن يبقى كذلك، ستأتيه الفتنة، والفتنة لها أشكال متعددة ومتنوعة، مثلاً: في الوقت الذي فكر فيه أن يجلس، وأن يقعد، وأن يتنصل عن المسؤولية، وألَّا يهتم ولا يتدخل ولا يتحرك، قد تأتي له مشكلة معينة، أو قضية معينة تثيره، فإذا هو يتحرك سلباً، يتحرك في الاتجاه الخاطئ، هو لم يتحرك في الموقف الصحيح، في الموقف الحق، في القضايا المهمة، واختار أن يقعد وأن يجمد، وأن يتنصل عن المسؤولية، فإذا به وقد استثارته قضية معينة، أو حساسيات شخصية، أو مواقف شخصية، أو اعتبارات شخصية، أو تأثيرات معينة، أو استقطابات معينة، كم يا عوامل وكم يا أسباب، فإذا به يتحرك، كان ساكتاً، لم ينطق تجاه القضايا المهمة والكبيرة، لم يتحرك من أجل الأمور المهمة والكبيرة، فإذا به يتحرك، إذا به ينطق، إذا به يتكلم، أو قد يكتب إذا كان ممن يكتبون، قد يكتب مقالات، قد يتحرك، كان أبكم يوم كان المطلوب منه أن ينطق بكلمة الحق، تجاه القضايا الكبيرة والمهمة والواضحة كان أبكم، فإذا به ينطق، وإذا به أصبح جريئاً يوم جبن، يوم صمت، يوم سكت، يوم لم يتحرك تجاه القضايا المهمة والكبيرة والباقية في واقع الأمة، فإذا به يتكلم أو يكتب، وإذا به يتحرك، وإذا به ينشط وكان كسلاناً، كان كسولاً، كان جامداً، وكان يعاني من الفتور، وإذا به يتحرك وينشط، هذا من الخذلان، وهذه من الفتنة، هذه من الفتنة.

 

قد يكون أيضاً من الفتنة أن تأتي مرحلة فيها خطورة أكبر، ومسؤولية أعظم، والتفريط فيها يعتبر جرماً أكبر، فيفرط ولا يتحرك، فيعظم وزره ويكبر جرمه، ويعظم إثمه، وتكون المسألة خطيرة جدًّا.

 

أشكال الفتن كثيرة جدًّا، قد يتحرك أيضاً في الاتجاه الخاطئ، ليثبط الأمة عن التحرك في الاتجاه الصحيح والعمل الصحيح، أو لإثارة مشاكل هامشية في داخل الأمة على حساب تلك القضايا المهمة والكبيرة، وهذا ملموس في واقع الأمة، البعض من الناس ممن لا يتحركون أصلاً في مرحلة معينة إذا به يتحرك في القَلَبْ والخطأ، في الاتجاه السلبي، لو كان يمتلك الدافع الإيماني لتحرك في القضايا الأكبر والأهم، ولكن دافعه في تلك القضايا مهما برر، ولو حلف فهو فاجر وكاذب، دافعه ليس إيمانياً، دافعه في تلك القضايا الأخرى حساسيات شخصية، عقد شخصية، اعتبارات نفسية، أشياء أخرى؛ أما لو كان الدافع هو الدافع الإيماني لتوفر ذلك الدافع الإيماني تجاه ما هو أكبر وأخطر وأهم، فانعدامه في ذلك دليلٌ على أنه لم يكن هو المتوفر والدافع في تلك القضايا الأخرى، التي بدأ يتحرك فيها ويركز عليها، وهو لا يزال في حالة تنصل تام عن القضايا المهمة والقضايا الكبيرة.

 

فالفتنة أيضاً هي من الوعيد الإلهي للمتخاذلين، للمتنصلين عن المسؤولية، ممن كانوا من البداية متخاذلين، أو ممن يتخاذلون فيما بعد، ممن قد استجابوا في مراحل معينة، وانطلقوا في مراحل معينة، وتحركوا في مراحل معينة، ثم اتجهوا إلى التنصل عن المسؤولية والتخاذل؛ فهم معرضون لهذه الفتنة، ويقعون فيها بذلك.

 

أيضاً يأتي التحذير في ختام هذه التحذيرات: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، فأنت معرض للعقوبة الإلهية، أنت في واقع التنصل عن المسؤولية أنت معرض للعقوبة الإلهية الشديدة، والله شديد العقاب -جلَّ شأنه-، عقوبته عقوبة شديدة، وقد يخذل الإنسان، ويدخل في مواقف خطيرة؛ بسبب هذه الفتنة، وهو قد تنصل عن المسؤولية، وقد تؤدي حتى إما إلى أن يقتُل أو يُقتل، أو يدخل في مشاكل كبيرة جدًّا، ومشاكل خطيرة جدًّا يصل إليها وهو في إطار تنصله عن المسؤولية، كان الأولى به أن يكون جهده، اهتمامه، موقفه، تضحيته، شدته، جرأته، عمله... في الاتجاه الصحيح، اتجاه الاستجابة العملية لله -سبحانه وتعالى-، وفيه الخير له.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية الثانية والعشرون: 1441هـ 15-05- 2020م.

يوم الفرقان (5) استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر