مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

واقع الحياة واقع الناس حينما تسيطر عليه الحكومات جائرة رموزها وقادتها مفسدون جبابرة ظالمون فيقول (عليه السلام): (إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جدًا) هكذا أثر الظالمين حينما يحكمون الأمة، حينما يسيطرون عليها يتغير واقع الحياة إلى واقع مرير  مليء بالمآسي، تحكمه المعاناة، يطغى فيه الهوان والإذلال والقهر، واقعٌ لا يصلح لا لأن تنمو فيه قيم ولا لأن يصلح فيه حال، واقعٌ مرير مرير جدًا جدًا (وأدبر معروفها واستمرت جدًا فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيشٍ كالمرعى الوبيل)؛ لأن الطواغيت والمجرمين هم شؤمٌ وشر حتى على الواقع المعيشي للناس، شرهم وضرهم وظلمهم يطال واقع الناس في كل شأنٍ من شؤون حياتهم، حتى في لقمة عيشهم لا تصل إليهم بهناء يعانون أشد المعاناة من أجل تحصيلها، يفقدون السعادة في كل شيء ويعيشون الذل والهوان؛ لأن المجرمون والطغاة  هم لصوص لصوص، عندما يتحكمون بواقع الأمة ينهبون الثروة يستأثرون بالمال العام  ويتركون الجماهير جماهير الأمة  وأفراد الأمة وأبناء الأمة يعانون بينما أرزاقهم مصادر ثروتهم تنهب ويستأثر بها، وتصل المعاناة في كل شأن في كل شيء حتى فيما يتعلق ببناء القيم والأخلاق، يعملون هم على هد القيم والإطاحة بالأخلاق وتربية الأمة تربيةً مختلفةً تمامًا، تربيةً يمكن للأمة من خلالها  أن تتقبل بظلمهم وأن تتقبلهم بكل ما هم عليه من فساد حتى تكون الأمة أمة تألف الفساد وتقبل المفسدين وتذعن للمجرمين وترضخ للطغيان.
(فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيشٍ كالمرعى الوبيل آلا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه) الحق الذي تصلح به الحياة تبنى عليه الحياة ينعم به البشر تنمو فيه القيم، الحق الذي يجب أن يكون هو الأساس الذي نبني عليه واقعنا كمسلمين يزاح يبعد من واقع الحياة لا يعمل به لا يعمل به، لم يعد مقبولاً ويزاح عن الواقع العملي للحياة، ويكون البديل الذي يحل محله في واقع الناس في حياتهم في شؤونهم في أمورهم هو الباطل، وتصبح السيادة للباطل، والهيمنة للباطل، الباطل بكل ما يتركه من سوء في واقع الحياة نفسها، بكل ما يترتب عليه من ظلم واضطهاد وهوان، تصبح السيادة للباطل الذي لا يتناهى عنه ويصبح الواقع العام هو واقع قائم على السكوت والاستكانة والإذعان والخنوع، هذا الواقع السيئ الذي يصبح واقعاً تحت هيمنة المجرمين واقع لم يعد فيه للحياة أي قيمة، تصبح الحياة لا قيمة لها، حياة ملؤها الظلم والمعاناة والشقاء والهوان والامتهان، أضاعوا منها كل ما هو جميل، كل ما هو خير، كل ما هو سعادة، كل ما هو صلاح للناس في دينهم ودنياهم، حينها (ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً) حتى لا يفرض عليه الباطل لقاء بقائه في الحياة؛ لأن الظالمين الطغاة المتجبّرين يعتمدون على البطش والجبروت والطغيان وإلحاق الأذى بالناس من أجل أن يفرضوا عليهم حالةً من الرضوخ والاستكانة والاستسلام، لكن الإنسان المؤمن الحر يعرف أنه لا قيمة لحياة يكون فيها عبدًا خاضعًا مستسلمًا لطغاة مجرمين مفسدين فيرغب في لقاء الله، يصبح لقاء الله والتحرك مع الله ومن أجل الله واستشعار المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى حتى لو كان الثمن هو لقاء الله، أي شرف أي سعادة أي خير أعظم من ذلك، من أن ينتقل الإنسان من واقع حياة مليئة بالظلم والذل والهوان تغلب عليها الشر، وهيمن عليها الطغيان فيلقى الله سبحانه وتعالى  وينتقل إلى الله وهو ثابتٌ على الحق، متمسكٌ بالحق، لم يتأثر أبدًا بالواقع الذي تغلّب فيه الشر وسيطر فيه الطغيان، لم يتراجع أمام بطش الظالمين، ولم يهن أو يستذل من أجل جبروتهم؛ لأنه يحمل عزة الإيمان والتطلع إلى الله وإلى ما عند الله من الخير .
(فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما) نعم يصبح الموت سعادة ولقاء الله شهادة والحياة مع الظالمين في حال الإذعان لهم الخضوع لهم الاستكانة لظلمهم شقاءً وعناءً؛ لأن الظالمين بفسادهم وطغيانهم يطبعون الواقع به، ليس الظلم والطغيان والفساد مجرد عناوين تقال، الفساد والظلم والشر هو فكر وممارسة وسلوك يفسد الحياة ويفسد النفوس، وهو انحرافٌ بالأمة عن النهج القويم وعارٌ عليها .
الطغيان أيها الأخوة الأعزاء والأخوات المؤمنات: الطغيان والاستبداد سمته واحدة، ونهجه واحد، والطغاة المستبدون خريجو مدرسةٍ واحدة، والصراع بين الخير والشر  وبين العدل والظلم بين القيم والإجرام معركة واحدة وصراع ممتد عبر الزمن، فإما أن تكون مع الحسين يعني مع العدل، يعني مع الحق، يعني مع الخير، يعني مع القيم، يعني مع الأنبياء، يعني مع القرآن، وإما أن يكون موقفك المناصر للباطل أو الخاضع المستكين للباطل لصالح يزيد، يعني الظلم، يعني الشر، يعني الطغيان، يعني الفساد، يعني الجريمة، الطغاة والمفسدون والأشرار هم خطرون حتى في حدودهم الفردية.
الإنسان الفاسد الإنسان المجرم هو خطر خطر هو يمثل شرًا في واقع الحياة حتى لو كان فردًا، عندما يكون في واقعه كفرد  فهو في حالٍ إما أن يكون سارقًا أو يكون قاتلاً أو يلعب دورٍ تخريبيٍ في واقع الحياة ؛ ولذلك هم خطرون حتى في حدودهم الفردية فكيف.. كيف عندما يكونون في مستوى السلطة عندما يتحكمون بالأمة عندما تصبح الإمكانيات بأيديهم عندما يسيطرون على الحكم والسلطة يعم ظلمهم، ويعم إجرامهم، وبقدر الإمكانيات والسلطة يمارسون الظلم أكثر، يصبح ذلك الإنسان الذي يمثل خطرًا وشرًا بمفرده من دون إمكانيات ويكون في ذلك المستوى شريرًا إما قاتلاً أو مجرمًا أو قاطع طريق أو سارقًا أو غير ذلك يصبح في موقع السلطة في موقع الحكم بيده إمكانيات دولة وثروات شعب، ويصبح أمامه فرصة للظلم أكبر .

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى عاشوراء
للعام الهجري 1434هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر