حديثنا هو بالأمس عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، في موقعه العظيم، في مقامه العظيم كرسول الله، حركته تعبر عن التوجيهات الإلهية، تجسد التعليمات الإلهية في الأرض، ملهمة وهادية، حركته ملهمة وهادية، ويبنى عليها رسم معالم هذا الدين، ومعالم مسؤولياته التي ينبغي أن تسير عليها الأمة وأن تحذو حذوه فيها الأمة، لم يكن بإمكان رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في مواجهة تلك التحديات أن ينكفئ على نفسه وأن يتجاهل الواقع من حوله، وأن يعتكف في مسجده يتفرغ للدعاء والذكر ثم لا يتحرك ولا يتجه إلى هذا الواقع، ولا يتحرك لمواجهة هذا التحدي، لا، هذا بحد ذاته درس مهم، لأن البعض عندهم قصور في فهم معنى الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، فالالتجاء إلى الله عندهم حالة منفصلة عن العمل وتحمل المسؤولية، وحالة يبررون بها تنصلهم عن المسؤولية، ويجعلون من حالة الدعاء والذكر وسيلة لتبرير تنصلهم عن تحمل المسؤولية، وهذا أمر غير صحيح، لو كان متاحا لأحد لكان متاحا لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، الذي هو أعظم الناس قربة إلى الله واستجابة لدعائه، فلو كان الدعاء بديلا عن تحمل المسؤولية وعن مواجهة التحدي وعن التضحية والعمل لكان هو الأولى بأن يستجيب الله له دعاءه من دون أن يواجه أي عناء أي متاعب، من دون أن يخوض الأخطار، من دون أن يواجه التحديات، في حركة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، هذا الرسول الذي كان يمتلك سيفا ويمتلك درعا ويمتلك وسائل عسكرية ويحرك المؤمنين معه ليمتلكوا القدرة العسكرية بأقصى ما يستطيعون، ويسعى بكل جهد إلى أن يكون واقعه وواقع أمته من حوله قائما على القوة وقائما على العزة والمنعة والكرامة، ويتحرك على هذا الأساس، الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في حركته في مواجهة التحديات، في مواجهة الطاغوت والاستكبار يمثل القدوة العظيمة للأمة، في زمنه وبعد زمنه وليس في عصره فقط، وهذا ما لوحظ التأكيد عليه في القرآن الكريم في آيات متعددة، فنجد مثلا في سورة التوبة وهو ينتقد المتخلفين والمتخاذلين من أهل المدينة: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ) هذا انتقاد عليهم في تخلفهم، نجد أيضا في سورة الأحزاب في عرض أحداث الأحزاب وغزوة الأحزاب وما كان فيها من الشدة والمعاناة والمتاعب والدور المحوري والرئيسي للرسول صلوات الله عليه وعلى آله في التصدي للأخطار والتحرك الجاد لمواجهة ذلك التحدي، في نفس السياق يأتي قول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، والبعض ركزوا جدا في سياق هذه الآية على التأسي في الأمور البسيطة جدا والسهلة جدا، مطلوب أن نتأسى بالرسول في كل الأحوال، في كل ما يطلب منا الاقتداء به فيه،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
دروس من معركة بدر الكبرى - المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة 1439هـ 03-06-2018.