مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالفتاح حيدرة 
في المحاضرة الرمضانية الثانية و العشرين لشهر رمضان 1445هـ أكد السيد القائد على أن القرآن الكريم قدم لنا قصة مؤسفه و هي قصة اول جريمة بشرية في الاسرة الأولى على المجتمع البشري ، والانسان كائن إجتماعي وكثيرا من امور حياته في اطار علاقته ومعاملاته مع الآخرين، وهناك جانب مهم ومن هديه المبارك في تزكية الانسان لنفسه ان يكون ايجابيا في تعاملاته مع الآخرين، وتزكية نفسه من الشر وضبط العلاقات والمعاملات لتكون على وضع صحيح، والبرنامج التربوي الايماني يأتي في تخليص النفس البشرية من الشر، ومصالح الانسان وطبيعة وظروف الحياة ومتطلباتها تتطلب منه الإيجابية وان يكون صالحا، وقصتنا اليوم فيها شواهد ودروس مهمه تجاه النزعه الإجرامية لبني اسرائيل في آخر القصه ، و الحادثه لجيل ابناء سيدنا آدم وبالحق في مضمونها وسلامتها من كل الشوائب، ومشهد القصه يبدأ بتقديم قربانا لله، في تلك المرحلة المبكرة من التاريخ البشري كانت مسألة تقديم القربان يحدث قبولها بشكل محسوس وملموس، وفجأة ينقلب الحال من حالة عبادة إلى حالة اجرامية وهاج الحسد في نفسه إلى اسواء مستوى من الإجرام موجها لأخيه التهديد بالقتل.. 

لقد كان رد أخيه المؤمن جوابا هادئا يعبر عن زكاء النفس وطهاره القلب والتقوى، التقوى اساسا لقبول الأعمال الصالحه، وهنا نجد أن مشاعر الايمان والتقوى والسلامه من الاحقاد، وسعى بكل جهد لنصح أخيه ومحاولة اثناء أخيه من ارتكاب الجريمه، وخاصة انه لم يحدث منه أي أسلوب استعراضي يستفز أخيه، ولم يحمل اي ضغينه تجاه أخيه، ولكن عقدة الحسد تحركت لدى الآخر ، والحسد حالة خطيرة جدا، وفي المقابل نجد أصول التقوى وهي الخوف من رب العالمين والخوف من العواقب الوخيمه نتيجه مخالفة اوامر الله، ما بعد ذلك طوعت له نفسه لقتل أخيه نتيجه هيجان الحقد والحسد، وزينت له نفسه الأقدام على تلك الجريمه وارتكاب المعصيه، حتى أصبح جريئا على ارتكاب الجريمه، وفعلا ارتكب الجريمه بدافع الحسد لان الله لم يتقبل قربانه، وهي الجريمه المبكره من الجيل الأول، وهي الجريمه التي حذر منها الملائكه، وهنا يجب أن نستشعر مدى حزن سيدنا آدم وحواء وأبنائهم، وكان حزنا مضاعفا ، وكانت خسارته كبيره، فخسر مستقبله مع الله وخسر علاقته باسرته، وخسر أخاه، خسر قيمته وكرامته الإنسانيه والايمانيه، هذه الجريمه فرح بها ابليس.. 

بعد مشهد الجريمه التي لم يكن قبلها اي جريمه، وبقي القاتل محتار كيف يتصرف مع الجثه، فبعث الله غرابا ليعلمه كيف يدفن جثمان أخيه، والدفن هو نوع من التكريم للإنسان، والقبر هو نعمه من نعم الله ليكون سترا لجثمان الانسان، وحتى في شريعة الله ان المقابر حرمتها، وبعد ذلك أصبحت مشاعر القاتل مليئة بالندم ولكنها ليست مشاعر التوبه، وهذا الدرس من يذكر به هم بني إسرائيل لانهم يحملون تلك النفسية الإجرامية، وهنا من الدروس والعبر منها اهمية التقوى والحذر من الذنوب والمعاصي، الأعمال الصالحه لها أثرها في تزكيه النفس، يتضح لنا ايضا خطورة الحسد وما ينتج عنه من جرائم ، ويتضح لنا ايضا خطورة الحقد وما تزينه النفس النزعه العدوانية، وعلى الانسان في واقعه النفسي ان يحرص الا يكون عدواني تجاه الاخرين، الانسان يجب أن يعزز الروابط وأواصر القربى الاسريه، والسعي لتزكية النفوس تجاه الاسره، والتخلص من الأنانية التي تظلم الناس.. 

ان فقدان حالة التقوى تساعد على نمو حالات الشر والحالات السلبية ويكون الانسان فيها جريئا ومتسرعا في الإساءة على الآخرين، الحالة النفسيه المستهتره حاله خطيرة، خطورة جريمة القتل ظلما وعدوانا فإن نتيجة ذلك هي جهنم والعياذ بالله، والآثار المرتبطه بجريمة القتل  تترك جروح غائره وعميقه تفتح أبواب الفتن، والآثار احيانا ان آثار القتل أكبر من العمل نفسه، ومن الخسارة الكبيرة القاتل الأول انه سن القتل، الأشرار الذين تشوهت نفوسهم بالحقد والحسد خطيرين جدا في انتشار الجريمه وهذا النوع من الناس العدوانيين شرع الله لمنعهم عدد من الشرائع ومنها القصاص وشرع الله الجهاد لدفع الأشرار، وشرع الله الكثير من التعليمات التي تزكي النفوس وابعادها عن ارتكاب جريمه القتل، وزر القتل شبهه الله كوزر قتل كل البشر ليبين حق الحياه، وكل هذا ليبين لبنى اسرائيل وهاهم اليوم يتباهون في قتل ابناء غزه ومجازر إبادة جماعيه، وشرع الله الجهاد لمنعهم من ارتكاب هذه الجرائم..


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر