مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء:25) {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (الأنبياء:108). {وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (القصص:70) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (فاطر:3) من الذي يرزقكم؟ من الذي صوركم في الأرحام كيف يشاء؟ من الذي سخر هذا العالم لكم؟ هو الله، هو الله الذي (لا إله إلا هو).

أليس هذا يعني: أنه متجه إلى ترسيخ الإنشداد القوي به، واتصالك القوي به، وثقتك العظيمة به؟ {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} إذاً فعندما ترجع إليه، وتتوكل عليه، وتثق به هو من يملك رزقك، هو من يملك أن يرزقك، هو من يملك السموات والأرض، التي فيها ومنها رزقك.

{هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر:65) لا إله إلا هو فألجؤوا إليه، وادعوه مخلصين له دينكم، مخلصين له في الدعاء. الدعاء كما ورد بأنه مخ العبادة، لكن الدعاء إذا ما ترافق معه عمل، الدعاء الذي لم يترافق مع تقصير، وإنما مع عمل.

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} (فصلت:6-7). {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (محمد: من ال آية19)، ألم يقل الله لرسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد: من ال آية19)؟ ألم يكن الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) عالماً بهذا؟ هو رسوله وقد اصطفاه، هو الذي يبلغ رسالة الإله الذي لا إله إلا هو، فما معنى هذه العبارة: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (محمد: من ال آية19)؟

يتقرر في نفسك دائماً بشكل واع، وهو مجال واسع جداً، ودرجات متفاوتة جداً ترسخ العلم بـ{أنه لا إله إلا هو}.

ألسنا جميعاً نقول: [لا إله إلا هو]؟ لكن هل علمنا بأنه {لا إله إلا هو} كعلم الإمام علي عليه السلام؟ لا. هل علمنا بأنه {لا إله إلا هو} كعلم رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلملو كنا نعلم أنه (لا إله إلا هو) لانطلقنا في هذه الدنيا صواريخ لا أحد يوقفنا أبداً، ولا أحد يخيفنا أبداً، ولا أحد يخدعنا أبداً، ولا أحد يستطيع أن يضلنا أبداً، ولا أحد يستطيع أن يقهرنا أبداً. لكنا نلاحظ بأن درجة علمنا بأنه (لا إله إلا هو) هابطة جداً، كلمة تصرفك عمن (لا إله إلا هو) وعن طريقه، ما هذا يدل على أنك تفقد العلم بكله، أو متدني جداً في علمك به؟

أليس عندما ينقدح في نفسك خوف من غير الله فتتراجع يدل على أنك ضعيف في علمك بأنه (لا إله إلا هو).

إن معنى {لا إله إلا هو} يرتبط بها كلما تقدم، وكلما يمكن أن تستعرضه في القرآن الكريم: هو الخالق، هو الرازق، هو الذي سيجمع الناس ليوم القيامة، هو الذي بيده النار، بيده الجنة، هو الذي وعد أولياءه بوعود كثيرة، هو صادق الوعد والوعيد، هو الرحمن الرحيم، هو عالم الغيب والشهادة، هو الذي يعلم السر في السموات والأرض، هو، هو .. إلى آخره. فعندما تخاف من غير الله فعلاً يدل على ضعف، ضعف علمك بأنه {لا إله إلا هو}.

فنحن لو سردنا أياماً جلسات طويلة نرسخ في أنفسنا {لا إله إلا هو} ولو سنة كاملة يترسخ في نفوسنا بشكل واع {لا إله إلا هو} وكلمة: {لا إله إلا هو} لكانت السنة هذه قليلا في مقابل ما نحصل عليه من ترسيخ معنى: {لا إله إلا هو}.

عندما يأتي شخص يعطيك مبلغا من المال، ويجندك ضد أولياء الله، أو يصرفك عن نهج الحق، أو تدخل معه في باطل، أليس هذا يدل على أنك لا تعلم أنه {لا إله إلا هو} أنه {لا إله إلا الله}؟ فانصرفت عن نهج الله الذي وصف نفسه بهذه الأوصاف العظيمة، من له ملك السماوات والأرض، ورغبت في مبلغ زهيد من المال قدم لك من هنا أو من هنا مقابل ولاء معين، أو موقف باطل تدخل فيه، أو عمل باطل تقوم به، أليس هذا يدل على أنك لا تعلم بالله، ولا تؤمن بالله؟

فاعلم هكذا يقول الله لرسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} وهو من يعلم، لكنها لها عمقها، لها عمقها البعيد، البعيد، البعيد.

ما الذي يجعلنا ضعفاء، خائفين، متوجسين، غير صادقين مع بعضنا بعض، غير متعاونين على البر والتقوى، لا ننفق في سبيل الله، نفوس ضعيفة، نفوس مهزومة؟ ما هو؟ أننا لا نعلم بما يريد الله منا أن نعلم أنه {لا إله إلا هو} فهو من نرغب فيه، هو من نخافه، هو من نتوجه بتوجيهاته، هو من نقبل إرشاداته، لأنه {لا إله إلا هو}

ولأن كل واحدة، كل واحدة مما أرشدك إليها يمكن أن تقول ورائها: لأنه {لا إله إلا هو} أنا لن أخاف إلا هو لماذا؟ لأنه {لا إله إلا هو} أنا لن أرغب إلا فيه، لماذا سترفض كل شيء وترغب في الله وحده؟ لأنه {لا إله إلا هو} أي ليس هناك من هو جدير بأن أأله إليه فأرجوه، أو أخافه. إلا من؟ إلا الله. عندما أثق به أعظم من ثقتي بغيره؛ لأنه {لا إله إلا هو}

ولهذا كانت هي قاعدة عامة انطلق منها الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وَوُجِّه إليها {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}

هل جاء بعدها بشيء؟ {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} متى ما علمت أنه {لا إله إلا هو} فستجدها أمامك في كل موقف من مواقف الحياة، ستجدها هي من توجهك إلى الله، هي من تجعلك تعتصم بالله {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (آل عمران: من ال آية101).

فلنعمل دائماً على أن نرسخ في أنفسنا: {لا إله إلا هو} كم كنا نقرأ آيات، نحن نقرأها جميعاً ونمر عليها مرور الكرام، نأخذ عبرة من هذه إذا كنا في هذه الجلسة يبدو وكأننا نريد أن ننطلق في حديث آخر [هذا شيء معروف لا إله إلا الله، ولا إله إلا هو] فخذ عبرة من أن يخاطب الله نبيه محمداً (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وهو من هو في معرفته بالله فيقول له: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} لو علمنا ولو علم المسلمون معشار ما علمه رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) من أنه {لا إله إلا هو} لحلت المشكلة بكلها التي سببها أزمة الثقة بالله؛ لأن الله بدا لنا وكأنه ليس إلهاً، بل بدت آلهة أخرى نحن نأله إليها ونرفضه.

أصبحنا أسوأ من المشركين، أصبحنا في واقعنا في تعاملنا مع الله سبحانه وتعالى أسوأ من المشركين، كان المشركون يعبدون آلهة متعددة ويعدون الله واحداً منها، فيرجونه ويرجون هذا، ويرجون هذا، وقد يكونون يرجون الله أكثر أما نحن أصبحنا في واقعنا - وهو الذي يدل على عدم ثقتنا بالله - أصبح الله عندما يقول: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} (سـبأ: من الآية39) لا نثق به كما نثق بواحد منا عندما يقول: يا خبير اعطني ألف ريال وانا سأعيدها لك غدا أليس كذلك؟ أليس هذا يدل على أننا لم نعد نتعامل مع الله - تقريباً - كإله إلا فقط نذكر مجرد اسمه شهادة على أنفسنا يعتبر حجة علينا يوم القيامة.

يعدنا الوعود الصادقة فلا نثق! لو يأتي علي عبد الله فيعدك يقول: تحرك وأنا وراءك ألست ستتحرك؟ لو يأتي فيقول لك: انطلق أنت وأنا وراءك ضد أمريكا وإسرائيل ألستم ستنطلقون بسرعة لتصرخوا؟ وتأخذوا بنادقكم وتتحركوا؟ لكن يقول الله (والله خائفين من علي عبد الله، خائفين من فلان، خائفين من فلان إذا ما تحركنا ضد اليهود والنصارى) يعني هذا ماذا؟ أن ثقتنا بالله ضعيفة أي أننا لم نعد نتعامل مع الله كما نتعامل مع علي عبد الله، أصبح علي عبد الله في الواقع هو إله بالنسبة لنا نخافه ونرجوه أكثر مما نخاف ونرجو الله! أليس هذا هو الواقع؟ حتى في مقام الرغبة وما أكثر، وما أكثر ما ينحرف الناس بالترغيب والترهيب وسببه هو أنهم لم يترسخ في أنفسهم أنه {لا إله إلا هو}.

إذا كان الله قد قال لك: أنه يمكن أن يكون هواك إلها. ما الذي سيعمل هواك؟ أليس رغبات يشدك إلى رغبات معينة؟ هو نفسه ما يعمل الآخرون من خارج نفسك أنت تجعلهم آلهة عندما تخاف وترغب في مقابل ما خوفك الله منه ورغبك به، أليس الله هو الذي يملك الجنة، ونحن نؤمن بهذا؟ أليس هذا صحيحا؟ هو من يملك الجنة ونحن نؤمن بها، لكن متى ما أتت رغبات من آخرين من تجار، أو مسئولين، أو من أشخاص آخرين ننطلق وراءها ونترك الجنة ماذا يدل هذا عليه؟ يدل على أن إيماننا كله إيمان أجوف وسطحيات كلها هكذا، إيمان لا يتجاوز تراقينا لم ينزل إلى أعماق نفوسنا.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(معرفة الله – الثقة بالله)

معنى (لا إلـــه إلا الله)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 5 / من ذي القعدة / 1422هـ

الموافق: 18/1/2002م

اليمنصعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر