مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

معركة بدر هي معركة فاصلة في تاريخ الأمة، ومعركة مهمة جدًا للمسلمين، فهي أول معركة يخوضونها، وسيكون هناك اختبار لهم، وهي التي ستحدد مصيرهم خصوصا وهم لا زالوا قلة مستضعفة، وهي التي ستحدد مكانتهم بين الناس وسيكون لهذه المعركة صداها في الجزيرة العربية، ولكن ما هي أسباب هذه المعركة التي لم تكن في حسبان المسلمين.

 

أسباب المعركة:

 

من المعروف تاريخيا حجم المعاناة والحصار الذي لقيها رسول الله والمسلمين في مكة من قبل كبار ووجهاء قريش الذي أدى بالمسلمين للهجرة إلى المدينة، ولكن قريش لم تكف أذاها ولم تترك المسلمين لحالهم كونهم قد ابتعدوا عن منطقة نفوذهم وسلطتهم، بل استمرت في العمل بكل ما استطاعت لمحاربة المسلمين، فقد سعت مع القبائل الموالية والصديقة والحليفة لها إلى فرض حصار اقتصادي على المسلمين في المدينة، كما أنها جهزت أكبر قافلة تجارية في تاريخ قريش كلها وكان الغرض منها أن أرباح هذه القافلة يتم بها تمويل معركة كبرى لإنهاء المسلمين ودعوتهم من الأرض، فكان علي النبي صلوات الله عليه وعلى آله التحرك ، واتخاذ موقف سريع، ما لم فستكون عاقبة السكوت كبيرة عليهم.

 

الإذن الإلهي:

 

وهنا جاء الإذن من الله سبحانه وتعالى للمسلمين بالتحرك لتعطيهم مشروعية لكل أعمالهم، فتحرك رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.

 

مواقف المسلمين من التحرك:

 

 

عندما أعلن الرسول التحرك لمحاصرة قافلة قريش انطلق المسلمون جميعا باندفاع وحماس شديد كون الموضوع مجرد حصار قافلة ومن المعتاد أن القافلة التجارية لا يكون فيها الكثير من الجنود، فانطلقوا ، ولكن عندما علم أبا سفيان بالأمر غير طريق القافلة وأرسل لطلب النجدة، وهنا قامت حمية قريش وانتفضت عن بكرة أبيها لقتال المسلمين وتأديبهم، وعندما علم المسلمون بالأمر بدأت المواقف تتغير، فقسم من المسلمين أصبحوا كارهين وصاروا يجادلون الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في الأمر ويعترضون وبدأوا يشكون في قرار رسول الله للمواجهة، وكانوا يريدون القافلة وليس غنائم القافلة، أما القسم الثاني وهم المنافقين فقد بدأوا يشككون الناس وقالوا: ( غر هؤلاء دينهم) أي أن النبي والذين معه قد اغتروا بأنفسهم ويظنون أن بإمكانهم مواجهة قريش بكل قوتها وأثروا في البعض ، أما الموقف الإيجابي فهو موقف بعض المهاجرين وموقف الأنصار المشرف فقالوا: (قد أمنا بك وصدقناك فامضي يا رسول الله فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضتهُ لخضناه معك إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء).

 

 

التأييد الإلهي :

 

 

وعنما بدأت المعركة حصلت تأييدات إلهية كبيرة للمسلمين بدأً بالملائكة وتكثيرهم في أعين الناس وتقليلهم في أعينهم والنعاس وغيرها من التأييدات التي قلبت موازين المعركة وانتصر فيها المسلمون، ومن هنا تغيرت الموازين وتغير مواقف العرب تجاه المسلمين، وأصبح المسلمون قوة لا يستهان بها في الجزيرة العربية.

 

الدروس المستفادة من الغزوة:

 

من خلال دراستنا لغزوة بدر ومن خلال محاضرات السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله نستفيد الكثير من الدروس والعبر:

 

1- أن التغيير لا بد فيه من التضحيات والصراع ومن يتخيل أن تغيير الواقع السيئ يمكن أن يحصل بدون مواجهة فهوا واهم وهذا ما نواجهه اليوم في بلدنا فلن يتحقق التغيير فعلا بالمواجهة.

 

2- أن الاقتداء برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله يجب أن يكون في كل الأمور بما فيها الجهاد والتعب والتضحية وليس فقط في الأمور البسيطة التي ليس فيها معاناة كالسواك وغيره.

 

 

3- أن الباطل سيفتعل المشاكل للمصلحين في الأرض وسيحاربهم مهما كانوا عظماء وذو صفات عظيمة وأخلاق عالية كما فعله التحالف حينما أراد الشعب اليمني التخلص من التبعية والوصاية فشن حربا كونية عليه.

 

4- أن الحق لن يتحقق في واقع الناس إلا بمواجهة كما يقول السيد القائد حفظه الله: ((الحق لا يتحول إلى حقيقة قائمة في واقع الحياة يعمل به، يلتزم به، ويطبق، ويعتمد عليه إلا بعمل، إلا بتحمل للمسؤولية، إلا بتحرك، إلا بتضحية، إلا بمواجهة؛ لأن هناك من لا يقبل بأن يكون لهذا الحق وجود وحضور فعلي عملي سيادي في واقع الحياة)). المحاضرة الرمضانية السادسة عشر للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي 1439هـ.

 

 

5- أن الجانب المعنوي هو الجانب الأهم في المعركة وليس الجانب العسكري لأننا بدونه لن تنفع الأسلحة فلم تنفع قريش كثرة عددها وسلاحها، ولم ينفع التحالف اليوم مقدراته وإمكاناته الهائلة جدا جدا جدا في تحقيق غاياته لأن معنويات المجاهدين عالية جدا.

6- أن التحرك في سبيل الله جزء من المسؤولية الدينية فليست مسألة ثانوية أو هامشية فالجهاد فريضة كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الواجبات ويجب الإلتزام بكل الجوانب في دين الله تعالى.

 

7- أن الرعاية الإلهية والتأييد الإلهي والتدخل الإلهي لا يحصل إلا حينما يتحرك الناس للمواجهة ويتحملون المسؤولية.

 

فهذه الغزوة بكل ما فيها قد أعطت دروسا للأمة والبشرية على مر الزمن ونحن اليوم في ظل هذا العدوان العالمي لأكثر من أربع سنوات أكثر من استفاد وتعلم من هذه الغزوة، وهناك الكثير من العوامل المتشابهة بين حالنا ووضعنا اليوم وبين المسلمين في غزوة بدر، فاليمانيون في ذلك العصر كانوا الأكثر ثباتا وجهاد في غزوة بدر واليمانيين اليوم هم الأكثر ثباتا وجهادا في العالم الإسلامي ضد الهيمنة الأمريكية التي أخرست كل ألسن المسلمين عدا محور المقاومة، كما أننا اليوم نواجه الجاهلية الحديثة المتمثلة بآل سعود الذين لا يختلفون عن كفار قريش فكما قال السيد القائد حفظه الله: من أراد أن يرى كيف كان حال قريش في زمن الجاهلية فلينظر إلى آل سعود. 

ــــــــــــــــ 

بقلم / إبراهيم أحمد محمد العفيف


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر