فهذه القضية التي لها كُلُّ هذه الأَهميَّة من المهم جدًّا أن تتفاعل الأُمَّـة تجاه مناسبة تتعلق بها، وتزيد أَهميَّة المناسبة منذ إعْـلَان الإِمَـام الخُمَيني -رحمة الله عليه- وإلى اليوم تزايدت فعلاً أَهميَّة هذه المناسبة، وتزايدت الحاجة الملحة للأُمَّـة إليها مع المستجدات والتطورات المتلاحقة، تزداد الأَهميَّة لهذه المناسبة لمواجهة السعي الحثيث والمستمر لإبعاد الأُمَّـة عن الاهتمام بقضيتها هذه، وبإبعاد الأُمَّـة عن الالتفات إِلى مسئوليتها الكبرى، وضرب حالة التقوى التي من أهمّ ثمراتها الإحساس بالمسئولية، وضرب الأُمَّـة لإفقادها الوعي، وخصوصاً الوعي تجاه قضاياها الكبرى والتحديات والأخطار التي هي متعلقة بالعدو الإسرائيلي ومن جانب العدو الإسرائيلي، ولمواجهة السعي الحثيث من قبل إسرائيل، ومن قبل الموالين لإسرائيل والموالين لأمريكا عن حرف بوصلة العداء لإسرائيل إِلى اتجاهاتٍ أخرى، والتوقيت الذي اختاره الإِمام الخميني -رحمة الله عليه- كان توقيتاً موفقاً (آخر جمعة من شهر رمضان المبارك)، هذا التوقيت هو هادف ومعبّر وله دلالاته المهمة: أولاً- ارتباطه بالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وعلى أمل أن يأتي يومٌ من الأَيَّــام وتكون فيه صبيحة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان صبيحةً لليلة القدر، ليلة القدر التي قال الله -سُبْـحَانَــهُ وَتَعَالَـى- عنها: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر: الآية2]، والتي قال عنها: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: الآية4]، إن توجه الأُمَّـة في شهر رمضان المبارك، في العشر الأواخر منه، في شهر الصيام والقيام وتلاوة القرءان، في شهر الهداية، في شهر نزول القرءان الكريم، وفي شهر التقوى توجه الأُمَّـة للنهوض بمسئوليتها والتحرك في الاتجاه الذي يفترض أن تتحرك فيه، الذي هو يلامس مسئوليتها، وقيمها، ومبادئها، وأخلاقها، قد يصاحبه التوفيق الإلهي، قد يكتب الله في ما يكتب، ويُقَدِّر في ما يُقَدِّر، ويُدَبِّر في ما يُدَبِّر لهذه الأُمَّـة الفلاح والنجاح والنصر، ولهذه القضية- أيضاً- الانفراج، وللشعب الفلسطيني الفرج، ولها- أيضاً- ارتباط بطبيعة المناسبة؛ لأن المشكلة الحقيقية للأُمَّـة في تعاطيها اللامسئول تجاه هذه القضية هي مشكلة داخلية، مشكلة تعود إِلى واقعها هيَ، يعني: الأُمَّـة بحاجة إِلى معالجة تربوية ومعالجة تثقيفية، وإلى استنهاض.
وشهر رمضان المبارك بجوه المبارك، بصيامه، بقيامه، بتلاوة القرءان فيه، ببركاته، هذا الشهر يناسب كُلّ هذه المتطلبات الأساسية للنهوض بالمسئولية، الأُمَّـة بحاجة إِلى التقوى، الأمة بحاجة إلى الهدى، بحاجة إلى الوعي، ولكي تنهض بمسئوليتها، وتُفيق من سباتها، وتستيقظ من غفلتها ورقدتها، فالتقوى والهدى هما الركيزتان الأسـاسيتان الفاعلتان للنهوض اللازم بالأمَّـة، وإعادتها إِلى المربع الصحيح في موقع المسئولية وموقع العمل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي 1437هـ.