التكفيريون بمختلف تشكيلاتهم- التي بدأت بالقاعدة، ثم تفرَّعت عنها تشكيلات أخرى- كانوا هم الأداة الرئيسية لتنفيذ هذا المشروع، والغطاء الظلامي لذلك المخطط، واعتمد عليه الأمريكيون والإسرائيليون والغرب في صنع الذرائع، كما هو الحال في أحداث الحادي عشر من سبتمبر وغيرها، الذرائع التي يتحركون من خلالها، ويجعلون منها غطاءً لدخولهم إلى هذه الأمة؛ للسيطرة التامة عليها، ولاستهدافها الشامل.
وأيضاً لتصدر الواجهة، الأعداء أرادوا أن يتصدر التكفيريون الواجهة في الأمة، وكأنهم هم من سيظهر للقيام بمسؤولية حماية الأمة، والدفاع عنها... وعناوين أخرى، في الوقت الذي هم نموذج مصنوع خصيصاً لتحقيق السيطرة الأمريكية، ولذلك فهم يتحركون وفق الأهداف الأمريكية، وبما يحقق المؤامرات الأمريكية، فهم تحت السيطرة الأمريكية في نشاطهم وتحركاتهم، وعلى مستوى الانتشار: ينتشرون حيث تريد منهم أمريكا أن ينتشروا، والانكماش: ينكمشون متى أرادت منهم أن ينكمشوا، على مستوى بلد مثلاً: في العراق، أو في سوريا، أو في اليمن... أو في أي بلد من البلدان، أو في مصر... أو أي بلد من البلدان الإسلامية، أفغانستان، وفي الحالة التي تريد منهم الانكماش حتى على مستوى منطقة معنية، أو محافظة معينة، أو داخل بلد من البلدان، هم يتحركون بالريموت وفق المخططات الأمريكية والإسرائيلية.
وأيضاً بما يؤمِّن العدو الإسرائيلي، تحرك يتصدر الواجهة في الأمة، ويتجه ببوصلة العداء نحو الأطراف التي تريد أمريكا أن تتوجه بوصلة العداء إليها، مع التأمين الكامل لإسرائيل، ومن المعروف أنَّ القاعدة- بعناية أمريكية، وعناية من حلفاء أمريكا وأدوات أمريكا- ظهرت في الساحة الإسلامية وعلى مستوى أوسع من الساحة الإسلامية، على أنها تمتلك القدرة على الانتشار والتواجد في أي بلد من البلدان، وفتح معركة تستهدف فيها على المستوى الأمني، ثم فيما بعد ذلك على المستوى العسكري أي طرف من الأطراف: نظام، أو فئة، أو جماعة، أو كيان معين، أو مذهب معين، ولكن الحالة الاستثنائية التي خرجت عن كل هذا كان هو العدو الإسرائيلي.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1442هـ