مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالحكيم عامر
في زمنٍ تسعى فيه قوى الطغيان إلى تدمير وعي الأمة، وإطفاء روحها، وسلبها كل معاني الإباء والكرامة، تبرز ثقافة الشهادة كأعظم مشروعٍ تحرّريٍّ يواجه الهزيمة واليأس، ويعيد للأمة ثقتها بنفسها، وعزتها أمام أعدائها.

يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي "يحفظه الله" في سياق حديثه عن أهمية هذه الثقافة "من المهم جداً الاهتمام بهذه الثقافة التي تحيي فينا العزة والإباء في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى أن ترسخ في أنفسنا العزة، وأن نحيي في وجداننا الإباء، في زمن سعت قوى الطغيان بكل إمكانياتها وبكل الوسائل والأساليب بالبطش والجبروت بالغزو الثقافي والفكري، والنشاط الإعلامي المضلل إلى أن ترسخ في نفوس الشعوب ثقافة الهزيمة وروح اليأس والاستكانة والقبول بالهوان".

في كل عام، ومع حلول أسبوع الشهيد، يقف اليمنيون والأحرار في الأمة الإسلامية أمام محطةٍ إيمانيةٍ عظيمة، مدرسةٌ متجددةٌ للإيمان والعزة والإباء والشجاعة والمروءة، يتزوّد منها المسلم بمعاني الكرامة التي تحفظ له مكانته أمام الله وأمام الأعداء.

إن الحديث عن الشهداء هو استحضارٌ حيٌّ لقيمٍ ساميةٍ تتجلى في مواقفهم، ولإرثٍ من الإيمان والبطولة سُقي بدمائهم الطاهرة، فهؤلاء العظماء لم يقدموا أرواحهم عبثًا، بل رسموا بدمائهم طريق الحرية، وأثبتوا أن العزة لا تُشترى، وأن الكرامة لا تُوهب، وإنما تُنتزع من بين أنياب الطغاة بقلوبٍ مؤمنةٍ وشجاعةٍ صلبة.

إن أسبوع الشهيد هو محطة للوعي والبصيرة والتزود بالقيم، فهو يذكّرنا بأن عزة المسلمين مرهونة بمدى إقدامهم وبطولتهم، وبأن الأمة التي يستبدّ بها الخوف والجبن تُهزم قبل أن تُقاتل، فحين يتملك الرعب قلوب الناس، يصبحون لقمةً سائغةً للعدو، ويُسلبون كرامتهم وهيبتهم دون أن تُطلق رصاصة واحدة.

الشهداء هم القدوة الحقيقية للأمة، فمنهم نتعلم الثبات على الحق، ومنهم نستمد الصبر في وجه العدوان، ومنهم نستلهم القوة التي تجعلنا نواجه تحديات الحاضر بثقةٍ وإيمان، لقد أثبتت تضحياتهم أن طريق النصر لا يُعبّد إلا بالدماء، وأن الأمة التي تقدّر شهداءها هي أمةٌ حيةٌ لا تموت.

في هذه المناسبة، لا نكتفي بالتكريم الرمزي، بل علينا أن نترجم وفاءنا للشهداء إلى مسؤوليةٍ عمليةٍ في الثبات على الموقف، والتمسك بالمبادئ، ومواصلة الطريق الذي ساروا عليه حتى تتحقق الغاية التي ضحوا من أجلها الحرية، والاستقلال، وكرامة الأمة الإسلامية.

فأسبوع الشهيد هو عهدٌ متجددٌ بيننا وبين الشهداء، عهدٌ على أن نبقى أوفياء لدمائهم، وأمناء على قضيتهم، وحماةً للكرامة التي استرخصوا من أجلها أرواحهم، إنهم الأحياء في وجدان الأمة، والنبراس الذي لا ينطفئ مهما حاولت قوى الباطل أن تطمس نوره، فسلامٌ على الشهداء في عليائهم، وسلامٌ على من حملوا رايتهم، وسلامٌ على الأمة التي ما زالت تعرف أن طريق العزة لا يُعبّد إلا بخطى الشجعان.

إننا في أسبوع الشهيد، نقف أمام قاماتٍ خالدةٍ قدّمت أغلى ما تملك في سبيل الله، في سبيل الدفاع عن دينها وأمتها وكرامتها، وهنا تتجلى الحقيقة التي لطالما أكد عليها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي "حفظه الله" بأن الشهادة ليست خسارةً، بل فوزٌ عظيمٌ وكرامةٌ خالدة، وأن الأمة التي تحتضن الشهداء وتقتدي بهم لا يمكن أن تُهزم، لأنها تستمد من دمائهم روح العزة والثقة بالله واليقين بالنصر.

ففي زمنٍ تتكالب فيه قوى الطغيان والهيمنة الصهيوأمريكية، يعلّمنا الشهيد أن الخوف لا يليق بالمؤمن، وأن الإباء هو طريق النصر، وأن الشجاعة لا تُقاس بعدد السيوف بل بعدد القلوب التي لا ترتجف إلا خشيةً من الله.

ومن هنا، فإن الوفاء للشهداء يكون بالثبات على خطهم، والاستمرار في مواجهة المستكبرين بنفس الروح التي حملوها، وبالإيمان الراسخ أن من سار على درب الشهداء لا يمكن أن يضلّ الطريق، ولا أن ينكسر أمام العواصف مهما اشتدت.

وإن ثقافة الشهادة هي روح المشروع القرآني، وهي الضمانة الحقيقية لبقاء الأمة عزيزةً قويةً لا تُقهر، إنها المدرسة التي تُخرج الأحرار من رحم المعاناة، وتبني أجيالاً لا تعرف الخضوع ولا تساوم على الكرامة، لأنهم يؤمنون أن الحياة بلا عزةٍ موت، وأن الموت في سبيل الله حياةٌ خالدةٌ في وجدان الأمة وذاكرتها.

فليكن أسبوع الشهيد عهدًا جديدًا بيننا وبين الله، أن نظل على النهج، أوفياء للدماء، متمسكين بالهوية الإيمانية التي صاغها الشهداء بدمائهم، مؤمنين أن النصر وعدٌ إلهيٌّ لا يتخلف ما دمنا في صفّ الحق، وثابتين على الموقف مهما عظمت التضحيات.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر