لأنه عدوان وراءه أمريكا، ووراءه إسرائيل، وعدوانٌ ظالم، عدوان متوحش، ارتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا، ارتكب جرائم الإبادة الجماعية للناس، قتل الأطفال والنساء، قتل الصغار والكبار، استباح المحرمات، حاصر هذا الشعب وجوَّعه، نهب ثرواته، وسيطر على ثرواته النفطية والغازية، حاصره براً وجواً وبحراً، تآمر عليه بكل أشكال المؤامرات، فالتصدي للعدوان ومؤامراته المتنوعة هو أول هذه الأولويات، وأكبر هذه الأولويات، وهو يمثل ضرورةً للحفاظ على بلدنا، للحفاظ على حريتنا، على استقلالنا، على كرامتنا، على ديننا، على قيمنا وأخلاقنا، مسألة في غاية الأهمية، من لا يعتبر هذه أولوية، ولا ينظر إلى هذا الموضوع، فعنده خلل كبير، خلل إنساني، وفطري، وقيمي، وأخلاقي، ومبدئي، وهو إمَّا يتعامى عن حجم هذا العدوان، وما فيه من ظلمٍ رهيب، وطغيانٍ كبير، وما يحمله من أهداف، أهداف خطيرة جداً، أهداف ينتج عنها لو تحققت في الواقع، ولو نجح العدوان في استكمال أهدافه، لكانت النتيجة أن يخسر بلدنا وشعبنا حريته، وكرامته، وعزته، واستقلاله، وأن يستعبد، وأن يستذل، وأن يقهر، وأن يهان، فلا يبقى له حرية، ولا كرامة، ولا عزة، ولا دين، ولا دنيا، ولا مبادئ، ولا قيم، ولا أخلاق… ولا أي شيء، ويندرج في إطار هذا العدوان الكثير من المؤامرات والأساليب التي تستهدف أبناء هذا البلد، ومن الواجب ومن المسؤولية الدينية والأخلاقية والقيمية التصدي لها.
في ظل الوضع الراهن ونحن في هدنة يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي، واليقظة، والانتباه، والجهوزية، والاستعداد، وألَّا نغفل، وألَّا نتصور أنَّ الأمور قد انتهت، والحرب قد انتهت، وننصرف بكل اهتماماتنا إلى مشاكل أخرى، إلى مطالب أخرى، إلى انشغال بأشياء أخرى، ونغفل عن هذه المسألة المهمة بكل الاعتبار، أي إنسانٍ واعٍ مستبصرٍ وناصحٍ وصادقٍ وجادٍ سيدرك أهمية هذه المسألة وخطورتها، وستبقى بالنسبة له هي الأولوية فوق كل الأولويات، في ظل الهدنة المؤقتة يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي، من الجهوزية، من النشاط التعبوي الواسع، من الاهتمام المستمر، من الانتباه تجاه كل المخططات والمؤامرات التي يتحرك بها الأعداء.