{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}(محمد:4 ـ 6)
القتال في سبيل الله قدَّم الحالة أنها حالة صلاح بال, عندما تُقتل في سبيل الله تصبح حي تُرزق فرح ولحظة فيها هي أفضل من الحياة هذه وأرقى من هذه الحياة.
يقدم المؤمن أنه في خير دائم يصلح أعماله، وعندما يُقتل يدخله الجنة {عَرَّفَهَا لَهُمْ} أنها خير من أول لحظة دائماً ليس فيها انقطاع.
القاعدين شر دائماً وخزي وذلة في الدنيا يسلط عليهم الأعداء يذلوهم ويقهروهم ويهتكوا أعراضهم، أما العمل على أساس كتاب الله فهي حالة صلاح بال في الدنيا والآخرة.
وعندما يُقتلوا الفارق أن موتك سيتحول إلى درجة من الفضل وإلا فكل الناس سيموتوا, أكثر الناس يموتوا في الشوارع على ذلة وقهر وعندما تُقتل في سبيل الله تُقتل شريف وعلى طريق حق, والموت هو لحظة قصيرة, بل منع أن يُقال لمن يُقتل في سبيله ميت {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}
(البقرة: الآية154)
؛ لأنها لا توجد حالة موت, فقط يخلع الجسم يخلع هذا الجرم المليء بالقاذورات ويبدِّله الله بجرمٍ آخر.
هل أحد يبكي عندما يخلع الكوت؟ أو ثوب من على جسمه؟ {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}
لن تضيع آثار أعمالهم.
لا تظن أنك ستقاتل من أجل قضية ثم تضيع, لم تضيع جهود الإمام زيد والإمام علي والحسن والحسين ومن قُتلوا في سبيل الله.
إذا قُتلت من أجل منصب أو كرسي ستصير في يوم من الأيام لا شيء, من قُتلوا من أجل صدام صاروا لا شيء.
أما الشهيد يصير إلى حياة على أرقى مستوى {عَرَّفَهَا لَهُمْ} توحي إلى جهاد.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
(ملخص سورة محمد)