مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لربما الكثير اليوم من المسلمين وصلوا إلى فجوة عجيبة ما بينهم وبين القرآن الكريم ككتاب هداية، بمنعى باتوا يتحركون في هذه الحياة فيما هم فيه من مواقف أو في ما هم عليه من رؤى ومفاهيم بعيداً كل البعد عن العودة إلى القرآن الكريم، بمعنى لم يعودوا يرون في القرآن الكريم أن له علاقة بهم في هذه المسألة نهائياً، باتوا ينظرون إليه ككتاب معزول لا صلة له بشؤون هذه الحياة، لا صلة له بنا في واقع حياتنا، لا تجاه المواقف ولا القرارات ولا القضايا ولا أي شيء، مجرد كتاب روحي كتاب ذو اعتبار معين قداسة معينة نقرأه للتبرك بآياته وانتهى الموضوع، أما أن نعود إليه من واقع حياتنا نعود إليه لنعتمد عليه فيما نكون عليه من مواقف تجاه مختلف القضايا، هذه مسألة غيبها الكثير من المسلمين، وللأسف الشديد أستطيع القول أن شكوى النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- التي حكاها القرآن {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان الآية: 30]، هي شكوى تلامس هذا الزمن مثلما كانت في ذلك الزمن.

 

هناك هجران كبير للقرآن الكريم هجران كبير في داخل الأمة حتى أولئك الذين لديهم الكثير من المدارس لتحفيظ القرآن الكريم والكثير من المطابع لطباعة القرآن الكريم نجدهم اليوم بعيدين كل البعد عن الاتباع للقرآن وعن الاهتداء بالقرآن الكريم، نجدهم اليوم في تبعية مطلقة في مواقفهم وفي مسار حياتهم لأعداء الإسلام وأعداء الأمة وأعداء البشرية وأعداء القرآن الكريم، تجد اليوم النظام السعودي ومن معه، تجد اليوم التشكيلة الوهابية والتوجه الوهابي في كثيرٍ من المنتمين إليه بين أوساط الأمة في مختلف المناطق يتجهون في ما هم عليه من مواقف وبرنامج عمل، تستطيع أن تقول: ضمن التبعية المطلقة للسياسة الأمريكية والإسرائيلية والتوجهات الأمريكية والإسرائيلية بكل ما يشكله ذلك من أخطار كبيرة في واقع الأمة وأضرار كبيرة في واقع الأمة، لهم في اهتمامهم بالقرآن الكريم اهتمامات محدودة وشكلية؛ عناية بطباعة القرآن الكريم طبعات جميلة ومزينة ومزخرفة، عناية بالقرآن الكريم كحالة صوتية وظاهرة صوتية، عناية بأحكام التجويد، ولا تتجاوز اهتماماتهم جوانب محددة، جوانب صوتية جوانب عملية محدودة في جوانب معينة، أما أصل توجههم أما أصل مواقفهم فبتبعية مطلقة للتوجهات الأمريكية والإسرائيلية والأجندة الأمريكية وبوضوح.

 

اليوم نستطيع أن نقول أن الذي يقود فعلياً التوجه الوهابي والمجاميع ذات التوجه الوهابي في مختلف مناطق العالم الإسلامي هو النظام السعودي، كل الفرق الوهابية سواءً في اليمن أو في دول المغرب العربي أو في سوريا أو في العراق منتهى ارتباطها هو بالنظام السعودي، هذا شيءٌ واضح وشيءٌ بيّن لا غبار عليه.

 

النظام السعودي ارتباطه بالأجندة الأمريكية، علاقته بأمريكا تبعيته المطلقة والواضحة والصريحة والبيّنة لأمريكا مسألة من أوضح الواضحات التي لا شك فيها على الإطلاق، وآخر ما يدل على ذلك آخر الشواهد على ذلك كيف كان تفاعلهم مع ترامب، كيف كان تعاملهم معه عندما أتى إلى السعودية، تعامل وتفاعل المتَّبِع المرتبط المقتدي المتمسك المعتمد أساساً المرتبط كليةً بالأمريكي، كان هذا شيئاً واضحاً شيئاً بيّناً لا خفاء فيه، والنظام السعودي أصلاً لا ينكر هذه المسألة حتى يتعب الإنسان نفسه في التدليل على ذلك، ارتباطه بأمريكا مسألة يفاخر بها ويجاهر بها ويُعلنها ويتحرك فيها بكل وضوح، بدون لا إنكار ولا خفاء ولا شيء، هذه التبعية لها سلبياتها الرهيبة في واقع الأمة بمعنى أنها تفصل الأمة عن القرآن الكريم كمشروع حياة وككتاب هداية وتضرب الأمة في استقلاليتها.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

لعلكم تتقون رمضان 1438هـ: القرآن كتاب هداية

المحاضرة الثالثة / مايو 26, 2019م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر