في ظل واقعٍ كهذا كيف نتحرك؟ من هو قدوتنا؟ ما هي المنهجية التي ينبغي أن نتبعها؟ ما هي الرؤية التي ينبغي أن نعتمد عليها؟ نعود إلى رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- نعود إلى القرآن الكريم، ماذا فعل رسول الله؟ ما الذي وجهنا إليه الله في القرآن الكريم؟ هل وجهنا بالقعود والسكوت والجمود والاستسلام؟ هل أمرنا بالخنوع والخضوع للطغاة؟ هل علَّمنا في القرآن الكريم أن نكون أمة ميتة الإحساس، ميتة الشعور، غافلة عن أعداءها، لاهية بالأشياء التافهة في واقع حياتها، وغير متنبهة إلى الواقع من حولها؟ هل علَّمنا أن نبني واقعنا لنكون أمةً ضعيفةً عاجزةً، تتجه إلى الاعتماد على أعدائها في كل شيء، أم أنَّ للقرآن منهجًا آخر، غير هذا المنهج الذي يحدثنا به الكثير من الضالين، من المرجفين، من المنافقين، من الذين في قلوبهم مرض، من الخانعين، من الجاهلين…؟ أم أنَّ للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في مسيرته العملية، في تطبيق القرآن، وفي إقامة هذا الدين، سيرةً مختلفة عما يحاول الآخرون باسم الدين، أو تحت عناوين أخرى أن يخدعونا به لتدجيننا لصالح أعدائنا؟
عودة بسيطة إلى القرآن الكريم تجد سوَرًا بأكملها تبني واقع هذه الأمة على درجة عالية من: الانتباه، واليقظة، والحذر، والوعي، والاحساس العالي بالمسؤولية، والسعي لأن تكون أمةً قوية، وأن تكون أمةً حرةً وعزيزةً وأبيةً وثابتةً في وجه أعدائها، وأن تحمل في مشاعرها العزة، والقوة، والحرية، والإباء، وأن تتحرك بكل جدية في مواجهة التحديات والأخطار التي يستهدفها بها أعداؤها.
عندما نعود إلى القرآن الكريم، مثلًا: في سورة التوبة، سورة التوبة من أولها إلى آخرها سورة استنفار، سورة تعبئة، سورة تحفيز، سورة تعطي وعيًا عاليًا عن العدو، وكيف ينبغي أن نكون في مواجهة العدو، سورة واحدة، عندما نأتي إلى القرآن الكريم سنرى كيف هو موقف القرآن الكريم من الجهات التي تسعى بأن تتجه بالأمة أثناء التحديات، وعندما يوجد الخطر، إلى اتجاهات: الخنوع، والجمود، والاستسلام، والتخاذل، والتنصل عن المسؤولية… كيف يتخاطب معها القرآن الكريم، كيف يصنِّفها، كيف يعتبر موقفها شاذًا بكل ما تعنيه الكلمة، لا هو ينسجم مع الفطرة، ولا هو ينسجم مع الإنسانية، ولا هو ينسجم مع الدين، موقف سيء، سلبي، خاطئ بكل ما تعنيه الكلمة، لا يمثِّل أي خير، ولا أي مصلحة للأمة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرابعة بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 4 – 4أبريل, 2019م.