مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نأتي إلى بعدٍ آخر من أبعاد شخصية الإمام علي -عليه السلام- علي المؤمن المتكامل في إيمانه إلى عدله وهو عندما ولي أمر الأمة وأصبحت رقعة جغرافية واسعة تحت حكمه وسيطرته فقد استغل موقعه لا ليعزز ثروة لا ليملك نفوذًا لا ليظلم لا لينتقم لا ليتجبر بل سعى بكل جهده وهو يحمل قيم الإسلام وأخلاق الإسلام ليحقق العدل ويقيم الحق في واقع الأمة مواجهًا كل المعاناة والشدائد والمشاق والصعاب والعوائق الكبيرة التي كانت أمامه وبخوفٍ كبير من أن يظلم أي ظلم وقال كلمته المشهورة : (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملةٍ أسلبها جلب شعيرةٍ ما فعلت ما فعلت) هذه روحية الإسلام وأخلاقه فهو من موقعه في السلطة وهو يلي أمر الأمة يخاف كل الخوف وبعيدٌ كل البعد ويحذر كل الحذر أن يكون منه أي ظلم ولو بهذا المقدار، لو كان هناك من وراء قليل من الظلم أن يسلب نملةً جلب شعيرة (وهي الغشاوة الرقيقة فوق ظهر حبة الشعير) نملةً واحدة يسلبها ذلك المقدار من حبة شعير وأن يكون ما يحققه بهذا الظلم القليل القليل مكاسب كبيرة جدًّا: الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها ما فعلت؛ لأنهيرى ولو كان ما يكون من مكاسب مادية أو سياسية وتكون الوسيلة إليها والسبيل للوصول إليها هو قليلٌ قليلٌ من الظلم ليس مقبولاً في أخلاق علي ولا مستساغًا ولا الغاية تبرر الوسيلة.

 

نأتي إلى الكثير الكثير ممن يحسبون على الإسلام توجهات قيادات تحت مسميات كثيرة مستعدون أن يهلكوا الأمة أن يصادروا الأمة أن يلحق بالأمة أي شيء مهما كان من الظلم أي قدر أي مستوى من الظلم مقابل أن يحصلوا على قليل قليل من المكاسب السياسية قليل قليل من المكاسب المادية، والإمام علي بروحيته العظيمة المتميزة روح الإسلام أخلاق الإسلام أثر القرآن أثر التربية النبوية الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها بقليلٍ قليل من الظلم لا يلحق بالناس ولا ببشر بل بنملة لم يكن ليفعل.

 

هكذا هو دخل عليه ابن عباس أحد قادته دخل عليه بذي قار وهو في طريقه إلى حرب الجمل وهو يخصف نعله بنفسه فقال -عليه السلام- يخاطب ابن عباس (ما قيمة هذه النعل) واحد من حذائه ما قيمة هذه النعل فقال ابن عباس لا قيمة لها فقال -عليه السلام-:(والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقًا أو أدفع باطلاً) الإمرة والسلطة والموقع الأعلى في القيادة ليس له أي قيمة عند علي -عليه السلام- إذا لم يكن لإحقاق حق إذا لم يكن لدفع باطل إذا كان فقط لمجرد التحكم والسيطرة والتسلط، وأن يكون الإنسان يحظى بمسمى وظيفي عالي ويكون لديه صلاحيات واقتدار يحقق لنفسه مكاسب شخصية فهو بوار هو جهنم هو عذاب هو شقاء ليس له أي قيمة بل ووبال على صاحبه (والله لهي – فردة واحدة من حذائه نعله – أحب إليّ من إمرتكم هذه إلا أن أقيم حقًا أو أدفع باطلاً)فالقيمة للموقع في السلطة والاقتدار الذي يكسب الإنسان من موقعه في السلطة هي بقدر ما تقيم من الحق وبقدر ما تدفع من الباطل بقدر ما تقيم من العدل وتحققه من العدل، فهكذا هو علي -عليه السلام- في عدله وكان فعله مصداقًا لقوله, وسيرته تشهد وتاريخ حكمه بقدر ما واجه من المشاق والعوائق الكبيرة متميز.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي -عليه السلام- 1433هـ

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر