ثم يحذر من الكثير من الظن، ويأمر باجتنابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ}، الظن السيء هو الذي نحن مأمورون باجتنابه الظن السيء، عندما تظن ظناً سوءاً بأخيك المسلم، بأخيك المؤمن، قضية خطيرة جدًّا، من أسوأ الأشياء على الناس سوء الظن، سوء الظن يفكك العلاقات، سوء الظن يهدم كل مبنىً للأخوة، وينشر بين الناس التعامل السيء، العقد على بعضهم بعض، الكراهية، البغضاء، يضعف فيما بينهم التعاون حتى في الأعمال المهمة، حتى في أعمال الخير، حتى في أعمال الجهاد في سبيل الله، حتى في النهوض بالمسؤوليات، إذا دخل سوء الظن أفسد بين الناس التعاون حتى على البر والتقوى، أفسد فيما بينهم صلاح ذات بينهم، يعتبر خطيراً جدًّا؛ ولهذا نهى الله عنه، وهو- في نفس الوقت- يمثِّل مشكلة كبيرة وينتج عنه الظلم، بدءاً بما أصبح في نفسك من تصور باطل تجاه شخصٍ ما، أنت بذلك التصور ظلمته، ثم تبني على ذلك معاملة؛ فيكثر الظلم، ويزداد الظلم إلى ظلم، ثم تضيف إلى ذلك أيضاً مواقف معينة، ويترتب على هذا تأثير سيء حتى في الواقع العملي، سوء الظن من أخطر الأشياء حتى في مجال العمل في سبيل الله، سوء الظن من أخطر الأشياء، وإذا اعتمد الإنسان على سوء ظنه، فسيتورط في مظالم، في تصرفات سيئة، قد يصل هذا التورط إلى مستوى جرائم والعياذ بالله، قضية خطيرة جدًّا.
{وَلَا تَجَسَّسُوا}، التجسس كذلك مدعاةٌ للظلم، وتفكيكٌ لعرى المجتمع.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة: 1441هـ 09-05- 2020م.
الظلم الاجتماعي آثاره ومخاطره.