من المهم جداً لكل شعوب العالم، وفي المقدِّمة البلدان الإسلامية في المنطقة العربية وغيرها، من المهم للجميع أن تترسخ لديهم النظرة الصحيحة والواعية، عن الدور الأمريكي العدائي والهدَّام والمستهتر بالإنسانية، وكذلك عن حقيقة السياسات والتوجهات الأمريكية العدائية، وهذا مهمٌ تجاه كل الملفات، المتعلقة بكل بلد من بلداننا العربية والإسلامية، وبقية الملفات في العالم، التوجُّه الأمريكي والسياسة الأمريكية هي عدوانية، ظالمة، غير منصفة، لا تراعي الكرامة الإنسانية، ولا مصالح الشعوب، ولا تراعي الحقوق، وكل تلك العناوين التي يتحدث عنها الغرب، وفي المقدِّمة الأمريكية، من حقوق إنسان ومن غيرها، هي مجرد هرطقة وكلام في الهواء، لا واقع له سوى التوظيف والاستغلال السياسي.
وإضافةً إلى ما فعله ويفعله العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، هو يُصَعِّد أيضاً في الضفة الغربية، وكان من أبرز جرائمه وتصعيده في الضفة الغربية: عدوانه المتكرر على جنين، في هذا الأسبوع كان هناك عدوان كبير على جنين، ارتكب فيه العدو الإسرائيلي جرائم القتل، والتجريف للمباني وللشوارع والأحياء، والاختطافات كذلك، ومختلف أنواع الجرائم، كان له أيضاً اعتداءات وتصعيد في نابلس، وطولكرم، وطوباس، ومخيم نور شمس... وأماكن أخرى، فهو مستمر في التصعيد والاعتداءات بشكلٍ يومي في الضفة، ومع ذلك أعلن ما يسمى بوزير الحرب الإسرائيلي عودة النشاط الاستيطاني إلى المستوطنات المغتصبة، التي كان العدو الإسرائيلي قد أخلاها سابقاً في الضفة الغربية، وهذا أيضاً تصعيد خطير يأتي فيه سياق محاولة العدو أن يُكَرِّس من حالة الاحتلال، وأن يسيطر على المزيد من أراضي الشعب الفلسطيني، فيما يقوم به بشكل مستمر، من احتلال، من اغتصاب، من سيطرة، من تعدٍ.
أمَّا فيما يتعلق بالقدس، فكان هناك تصعيد خطير وسيء، عندما قام المجرم (بن غفير) بتدنيس باحات المسجد الأقصى، ويتكلم من هناك بكلام عدائي ضد الشعب الفلسطيني، كلام فيه الوعيد، والتهديد، والإساءة، والاستباحة لحياة الشعب الفلسطيني، وذلك الاقتحام الذي قام به ذلك المجرم، ودنَّس به باحات المسجد الأقصى، هو تحدٍ للمسلمين جميعاً، وإساءة إلى الإسلام والمسلمين، ومن واجب الجميع أن يستفيدوا مما يحصل من أحداث في فلسطين وعدوان، ومنه الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى، في النظرة الواعية إلى حقيقة ما يفعله العدو الإسرائيلي: أن عدوانه وحربه شاملة، تستهدف المقدسات الإسلامية، والشعب الفلسطيني بكله؛ لأن العدو يتحدث، وتتحدث معه بعض وسائل الإعلام التي عميلة، من الوسط العربي وهي عميلة لأمريكا وإسرائيل، وكأن هناك فقط مواجهة بين العدو الإسرائيلي وحركة حماس.
العدوان الإسرائيلي هو يستهدف كل الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، بل في المقدمة المدنيين، الأكثر ضحية هم المدنيون، من قتل العدو الإسرائيلي منهم أكبر عدد، يستهدف الجميع تعمداً، يحقد على الكل بدون استثناء، ما يفعله حتى على مستوى اغتصاب الأراضي، والسيطرة عليها، والسيطرة على القرى، وتهجير أهلها، ونهب ممتلكاتهم، جرائم القتل، جرائم الاختطاف، جرائم التعذيب في السجون، جرائم نهب الممتلكات... كل أنواع الجرائم يمارسها ضد أبناء الشعب الفلسطيني بكل فئاتهم، هو يستهدف الجميع، وها هو أيضاً يستهدف المقدسات التي هي مقدسات لكل المسلمين، فعدوانه هو عدوانٌ شامل وعلى الأمة مسؤولية كبيرة جداً، ولا يجوز لأحدٍ ينتمي للإسلام ويحسب نفسه من العرب أن يتحدث بطريقة على النمط الإسرائيلي، بالمنطق الإسرائيلي، التي تُقدِّم صورة مجتزأة وغير مكتملة، ولا واقعية، ولا حقيقية عمَّا يفعله الإسرائيلي، وعن حجم ما يفعله العدو الإسرائيلي، وعمَّن يستهدفه العدو الإسرائيلي، مع أنه لو كانت المشكلة فقط على مستوى الاستهداف لحماس، فحماس منهم؟ من الشعب الفلسطيني، من المسلمين، من العرب، هناك مسؤولية إنسانية وإسلامية، تجاه أي مسلم يواجهه الأعداء ويستهدفه أعداء الإسلام والمسلمين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
أخر تطورات الأحداث والمستجدات
الخميس 15 ذو القعدة 1445هـ 23 مايو 2024م