مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

دور الخطباء في المساجد في خطب الجمعة وفي غيرها دورٌ مهم، يتعلق بتذكيرهم للأمة بهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وبسعيهم لهداية الناس، والدعوة إلى الله "جَلَّ شَأنُه"، وهذه مسؤوليةٌ عظيمةٌ ومقدَّسة، كما أنه دورٌ مهمٌ للغاية، يحتاج إليه المجتمع حاجةً ضرورية؛ ولذلك فهو إلى جانب أنه فضلٌ كبير، وإذا توفَّق الخطيب أو الداعية في مسجدٍ معين، وفي واقع المجتمع، إلى هداية شخصٍ واحد، أسهم في هدايته، ففي ذلك فضلٌ عظيم، وأجرٌ كبير، بل كما ورد في الحديث النبوي الشريف: ((خَيرٌ لك مِمَا طَلَعت عَليهِ الشمس))، فضل عظيم جداً، وأجر كبير جداً.

هو إلى جانب ذلك: مسؤولية، من يحمل العلم والمعرفة بدين الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وبكتاب الله، وبهدي الله، عليه مسؤولية في التذكير للمجتمع، في التوعية للمجتمع، في تبليغ هدى الله، وإيصال صوت الحق إلى المجتمع، وخاصةً أنَّ المجتمع بحاجةٍ إلى ذلك، الواقع يتطلب ذلك، بكل ما يعانيه مجتمعنا المسلم من استهدافٍ واسع من جانب أعدائه الضالين المضلين من اليهود والنصارى، وأتباعهم والموالين لهم، والذين قال الله عنهم في القرآن الكريم: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}[الصف: من الآية8]، وقال أيضاً: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}[التوبة: من الآية32]، فهم يسعون إلى إضلال المجتمع، إلى إفساده، وتحدَّث القرآن عن المسألة في آياتٍ كثيرة: عن رغبتهم الشديدة في إضلال المسلمين، في أن يحوِّلوهم إلى حالة الكفر والارتداد عن دين الله، ومبادئ هذا الدين وقيمه.

فالمقام يتطلب التبليغ، والدعوة إلى الله، وإيصال الهدى إلى الناس، والتذكير لهم، والتوعية لهم، والتبصير لهم، وإذا كتم الإنسان أمام ذلك، أمام هذا الواقع الذي يتطلب التبيين والتبليغ والتذكير؛ يعتبر ذلك جرماً خطيراً جداً، ويعتبر أمراً سيئاً للغاية، ولهذا ورد الوعيد في القرآن الكريم في قول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}[البقرة: الآية159]، وعيد شديد، {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة: الآية160]، ففي هذه الظروف التي تعيش فيها الأمة حالةً من الاستهداف الكبير من جانب أعدائها، لإضلالها، وإفسادها، وإغوائها، لابدَّ من البيان، البيان هو مسؤولية، التبليغ، إيصال الهدى إلى الناس هو مسؤولية، التذكير لهم، السعي لهدايتهم، الحماية لهم من الاستهداف هو مسؤولية كبيرة، إلى جانب أنه فضلٌ عظيم، والأجر عليه كبير كما وعد الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

الإنسان يحتاج دائماً إلى التذكير، الإنسان المؤمن بنفسه، دع عنك بقية الناس، الإنسان المؤمن يحتاج إلى التذكير، المجتمع بشكلٍ عام يحتاج إلى التذكير، حالة الغفلة تشكِّل خطورةً كبيرةً على الإنسان، إذا غفل؛ يمكن أن يتأثر بوساوس الشيطان، يمكن أن يتأثر بوساوس المضلين، يمكن أن يتأثر بإغراءات، أو مخاوف، أو مؤثرات الحياة التي تعرض للإنسان في ظروف حياته؛ ولذلك يحتاج الإنسان إلى التذكير، والله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قال في القرآن الكريم: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات: الآية55]، فالمؤمنون ينتفعون بالذكرى، فهم يتنبَّهون مما غفلوا عنه، أو تجاوزوا فيه، يتنبَّهون لمسؤوليات، ويدركون تقصيرهم فيها، فيسعون لتفادي ذلك، يدركون تجاوزات، أو أخطاء معينة، فيتنبهون ويرجعون إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، يتنبهون إلى أمور مهمة تتعلق بمسؤولياتهم الإيمانية والدينية، فيتحركون في ذلك، يتذكرون الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" والدار الآخرة، وما وعد الله به، ووعده ووعيده، فيتأثرون بذلك، وتحيا ونفوسهم بحياة الإيمان، التذكير مهم جداً، والإنسان المؤمن ينتفع به، ويقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى}[الأعلى: 9-13]، فالتذكير مطلوب.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم-

كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

خلال لقاء الخطباء والمرشدين  2023


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر