وهنا يتحدث عن أولئك المتخلفين {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ} فرحوا، ليس فقط قعدوا عن الجهاد، وتخاذلوا عن الجهاد، بل كان مع تخاذلهم ومع قعودهم ومع تخلفهم وتثاقلهم حالة فرح وارتياح وسرور، فجمعوا بين ذنبين وبين معصيتين، وكل حالة منهما تدل على ضعف شديد في الإيمان، وأما حالة الفرح فتدل على انعدام لحالة الإيمان، وليس فقط ضعف في الإيمان.
التخلف والقعود عن الجهاد في سبيل الله هو بنفسه ذنب، هو بنفسه معصية، هو بنفسه رفض لتوجيهات الله المتكررة وأوامره المتكررة في كتابه الكريم. فالقعود ذنب، والبعض من الناس قد يقعد وقد يتخاذل ولم يجاهد، ولكنه في نفسه الوقت يشعر في واقعه النفسي بالأسى والحزن ويلوم نفسه، ويشعر بحالة من الندم، وإنما عوائق في ضعف إيمانه في ارتباطاته في الحياة أثرت عليه فجعلته يتثاقل عن الجهاد في سبيل الله، هذا حاله أهون مع أنه في حالة عصيان، وفي حالة ذنب، وفي حالة رفض لتوجيهات الله وأوامره، لكن أن يكون مع حالة التخاذل والتقاعد القعود والتخاذل والتثاقل أن يكون معها فرح وسرور وارتياح فهذه حالة خطيرة جداً، ولها مؤشرات ودلالات متعددة، من بينها: أن هذا النوع من الناس الفارحون والمسرورون بقعودهم وتخاذلهم وابتعادهم عن الجهاد في سبيل الله عندهم نظرة سيئة جداً إلى الجهاد في سبيل الله، هم يعتبرون الجهاد في سبيل الله غلط وخطأ وخطر وموقف غير حكيم، وموقف غير صالح، يعني: عندهم مشكلة كبيرة، هم ينظرون أساساً إلى الجهاد في سبيل الله إلى أنه غلط أساساً.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم.
دروس من سورة التوبة - الدرس السادس .
ألقاها السيد
عبد الملك بدر الدين الحوثي
الدرس السادس
بتاريخ
21/رمضان/1434هـ
اليمن - صعدة