مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} [لقمان: الآية17]، جانب من جوانب العلاقة بالله -سبحانه وتعالى- العبادة الروحية، وكيف تكون قيِّمة: يأتي بها الإنسان بشروطها وفرائضها، وكما شرعها الله -سبحانه وتعالى- ويحرص على أن يستفيد منها في آثارها التربوية لتزكية النفس وإصلاحها والانشداد إلى الله.

 

{وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}، ثم يأتي إلى الجوانب الأخرى من المسؤولية، يعني: لم يقل: [يا بني أقم الصلاة، وما لك دخل من شيء، ومن بيتك إلى مسجدك، وما لك حاجة، ولا تسبب لنفسك مشاكل، ولا تعمل أي شيء قد يسبب لك مشاكل، وخليك من الناس ومن كل شيء، وبعد حالك وبس]، لم يقل هكذا. {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} يربيه على أن يكون إنسان مسؤولاً في هذه الحياة، ليتحرك ضمن مسؤولياته الإيمانية بالأمر بالمعروف، وهذا يستدعي أن يكون الإنسان- هو بنفسه- مؤتمراً بالمعروف، آمراً به، يعني التزاماً بالمعروف واهتماماً به في التزامه العملي وتطبيقه، وآمراً به الآخرين، ومنتهياً عن المنكر وناهياً عنه، والقرآن الكريم فيه توجيهات تتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كمسؤولية من أهم المسؤوليات في انتمائنا الإسلامي والإيماني، وفي نفس الوقت من المسؤوليات المهمة لصلاح الحياة، لدفع الظلم والفساد والمنكر والطغيان والشر، ولاستقرار واقع الحياة على كل المستويات، وعنوان المعروف عنوان واسع يدخل إلى كل مجالات الحياة: السياسية، والإعلامية، والاقتصادية، والأمنية والصحية… وكل شؤون الحياة، عنوانٌ يدخل إلى كل مجالات الحياة في كلما هو خير، في كلما هو صحيح، في كلما هو مصلحة حقيقية مضبوطة بضابط الشرع، والمنكر أيضاً يأتي كحالة انحراف في كل مجالات الحياة، في الجانب السياسي هناك منكرات رهيبة، في الجانب الإعلامي هناك منكرات شنيعة، في الجانب الاقتصادي، مثل: الربا… منكرات رهيبة جدًّا في كل مجالات الحياة.

 

فنتجه للنهوض بهذه المسؤولية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كجانبٍ أساسيٍ من الالتزامات الإيمانية ومن التصرفات المسؤولة ومن الحكمة، من الحكمة أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر، والتفريط في هذه المسؤولية إخلالٌ بالحكمة، ليس حكيماً من يعطل جانب المسؤولية، من يربي الناس على الجمود والقعود ليس حكيماً نهائياً، فهو يسبب مخاطر كبيرة على الناس في حياتهم؛ لأن التفريط في هذه المسؤولية هو تمكينٌ للأشرار والظالمين والمفسدين، ويترتب على ذلك أضرار كبيرة في واقع حياة الناس، واختلال للحالة الأخلاقية والإيمانية في واقع الحياة، وتدمير للإيمان.

 

{وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}؛ لأنه لابدَّ من الصبر في النهوض بالمسؤولية، والصبر تجاه كل صعوبات الحياة، ومحن الحياة، وتحديات الحياة، {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} النهوض بالمسؤولية والاهتمام بهذه التوجيهات هو من الحكمة، وهو من الالتزامات الإيمانية، وهو من التوجيهات الإلهية، وهو من الأمور المهمة التي لابدَّ منها لكي نكون مؤمنين، ولكي نكون حكماء، ولكي تصلح حياتنا، فهو من الأمور المعزومة الضرورية، وليس من الأمور الهامشية والمزاجية، يعني: أتينا بها؛ فلا بأس زيادة خير، إن لم نأت بها؛ فطبيعي. |لا| ليس طبيعياً، الإخلال بها خلل إيماني، وبُعد عن الحكمة والرشد، وحماقة رهيبة جدًّا، وخطأ فادح، ولابدَّ في القيام بهذه المسؤولية من امتلاك قوة الإرادة والعزم؛ لأن النهوض بهذه المسؤولية يعبِّر عن قوة إرادة وقوة عزم، وهذا أيضاً مما هو نتاج للتربية الإيمانية والتربية الحكيمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

قبس من الحكمة

في وصية لقمان الحكيم لابنه

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السادسة والعشرون. يونيو 5, 2019م

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر